رواية الدهاشنه بقلم اية محمد

موقع أيام نيوز


وأنتي تعرفي.. 
استدارت برأسها للخلف ومن ثم رفعتها تجاه ما يشير فوجدت آيان يقف بالشرفة شاردا بالتطلع للمكان الذي تجلس به ابنتها والغريب أن حالها لا يقل عنه فكانت هائمة به هي الاخرى احتارت نظراتها فعادت لتتطلع لزوجها عله يشرح لها ما يقصده فقال بصوته الرخيم 
_بنتك لسه بتحبه يا رواية ومستحيل هتنساه أنا شايف حبها ليه في عيونها حتى لو هي بتحاول تداري ده.. 

وسحب نفسا عميق قبل أن يستكمل بهدوء 
_ولو جينا نفكر بالعقل هنلاقي أن آيان ضحېة لخالته ولمهران الكلب اللي اتسبب في كل العداوة دي.. كان ممكن اقبل اعتذاره وكل حي يروح لحاله بس ساعتها العداوة

اللي اتبنت سنين بين المغازية والدهاشنة عمرها ما كانت هتتمسح بالبساطة دي وأكتر من حد كانوا هيحاولوا يوقعوا الدنيا تاني والله أعلم عما سوء التفاهم ده يتحل مين زي بنتك هيدفع التمن لكن وجوده هنا وسطينا هيخليه يعرفنا كويس ويعاشرنا عن قرب ومنه يعرف طباعنا ويعرف ايه اللي بنعمله وأيه اللي مش بنسمح بيه وساعتها مفيش مخلوق هيقدر يدمر بين العيلتين وكبيرهم بقى واحد مننا.. 
ثم استرسل قائلا 
_أنا بديه فرصة ومعاه بدي لبنتي فرصة تانية حاسس انه نفسه يكون شخص كويس بس ڠصب عنه اتولد وسط الكره ورغبة الاڼتقام انا بحاول اخليه يدمر اي كره جواه من نحيتنا حتى لو كان هو بنفسه عارف اننا الصح وهو الغلط لازم هو بنفسه يتغلب على كل ده.. وقبل اي حاجة فأنا باللي بعمله ده برد اعتبار بنتك وبرفع من كرامتها اللي هو داسها في وقت انتقامه ومن غير ما انزل منه أو أخد بتاري منه... كل ده بسبب القرار اللي اخدته.. أظن بعد اللي سمعتيه ده القلق ميبقاش له وجود جواكي والا أيه 
ارتسمت ابتسامة رقيقة على معالمها فقالت بصوت سكنته الراحة 
_مبقتش قلقانه يا فهد لانك كل مرة بتفاجئني بحكمتك وذكائك.. وده اللي دايما بيشدني ليك.. 
تطلع جواره قبل أن ينحني بجسده على الطاولة ليهمس لها بمكر 
_ده بس اللي عجبك فيا يام العيال! 
سكن الخجل قسمات وجهها فأخفضت صوتها وهي تجيبه 
_في حاجات كتيرة طبعا بس مش هينفع الكلام هنا لما نطلع.. 
غمز لها بخبث 
_طب ونستنى ليه يا بنت الحلال دي مواضيع مهمة ولازمن ولابد نتكلم فيها وقتي.. 
نهضت عن الطاولة ثم حملت صينية الطعام لتشير له بدلال 
_بليل نتكلم أنا لسه هحضر الفطار لآسر.. 
وتركته وغادرت من أمامه ومازالت الابتسامة تزين وجهه.. 
أبعدت روجينا عينيها عنه ثم جذبت الدفتر الخاص بها فأصبح هو ملجأها الوحيد طوال تلك الفترة وخاصة بعد تواصلها مع طبيبة نفسية عن طريق الانترنت فطالبتها بتدوين كل ما يشغل عقلها كتابة مشاعرها على ورق ربما يزيح عنها الكثير انزلق القلم من بين يدها فحاولت جاهدة الوصول إليه بمقعدها المتحرك ولكن يد ما انتشالته لتقدمه لها ابتسمت وهي ترفع رأسها وتردد دون رؤية من عاونها 
_شكرا.. 
ارتبكت حينما رأت أحمد يقف مقابلها فمنحها ابتسامة هادئة 
_العفو.. أنا في الخدمة.. 
فركت أصابعها بارتباك فاوقفته حينما استكمل طريقه للخارج فنادته بارتباك 
_أحمد. 
توقف عن المضي قدما ثم استدار وهو يسألها 
_في حاجة يا روجينا 
أومأت برأسها وعينيها موضوعة أرضا فسحب أحد المقاعد ليصبح مقابلها 
_اتكلمي قلقتيني! 
رفعت عينيها الباكية تجاهه ثم قالت 
_أنا مش عارفة اعتذرلك ازاي عن كل اللي اتسببتلك فيه أنا آآ.. 
قاطعها حينما قال 
_مالوش داعي الكلام ده يا روجينا اللي عدى خلاص اتنسى احنا في النهاردة.. 
أغلقت عينيها لتجابه تلك الدمعات الحاړقة وهي تخبره برجاء 
_أرجوك سبني اتكلم يمكن احساس الذنب اللي جوايا ده يخف.. أنت متستهلش كل اللي أنا عملته فيك عشان كده أنا بعتذرلك من قلبي وبتمنى انك تسامحني انت وحورأنا من يوم ما جيت هنا وعلاقتنا مبقتش زي الاول .. 
واستكملت بابتسامة وهي تزيح دموعها بأصابعها 
_يمكن الحاجة الوحيدة اللي مفرحاني السعادة اللي شايفاها بعيونك والحب اللي بينكم ربنا سبحانه وتعالى بيختار لينا الافضل وهي الأختيار الافضل ليك يا أحمد لإنك تستاهل كل خير. 
منحها ابتسامة صافية ثم ربت بيديه على يدها وهو يخبرها 
_اتغيرتي يا روجينا ويمكن دي تكون بداية جديدة لحياتك عشان كده بلاش تبصي لماضيكي وشوفي حياتك حاولي تخرجي نفسك من الحالة اللي انتي فيها دي لانك تستهلي فرصة تانية.. 
أومأت برأسها بتأكيد والابتسامة مازالت مرسومة على وجهها فتركها أحمد وغادر ومازالت الأعين تتربص بها أعين تملأها البكاء وأعين أخرى يملأها الڠضب فربما تحملت حور ما رأته ولكن آيان كان من الصعب عليه التحمل لذا اندفع للاسفل والڠضب يتراقص بين حدقتيه ليجدها مازالت تدون بدفترها الغامض بالنسبة له جذب الدفتر الصغير عنها ثم وضعه بجيب جاكيته وحملها بعد ذلك بين يديه ليصعد بها للاعلى وهي تصيح پصدمة 
_واخدني فبن سبني! 
لم ينصاع لصړاخها ولم يبالي بسماعها أحدا بل صعد بها لغرفته ليلقيها على الفراش وعينيه الغاضبة تدنو لتصبح قريبة منها ابتلعت روجينا ريقها الجاف بصعوبة بالغة وهي تتذكر ما كان يفعله من شدة غيرته عليها فمن المؤكد
 

تم نسخ الرابط