رواية الدهاشنه بقلم اية محمد
المحتويات
يستفز ابن عمته فإن كانت ماسة ليست بعقلها فهو رجلا ويعي الصواب من الخطأ لذا اقترب منها آسر ثم قال بابتسامة هادئة
_ازيك يا ماسة عاملة أيه
ضحكت بطفولية وهي تجيبه
_حلوة... فين الباربي اللي قولتلي عليها مش هتأخدني تجبهالي!.
رفع آسر نظراته تجاه يحيى ثم عاد ليتطلع إليها والجميع يراقب رد فعله فقال بمكر
ذمت شفتيها وهي تجيبه بحزن
_صح...
تابع بخبث
_ كده يبقى مفيش غير حل واحد..
قالت بلهفة
_أيه!
أشار بعينيه قائلا
_يحيى فاضي ومفيش وراه حاجة أيه رأيك تروحي معاه وتجيبي الباربي وترجعوا بسرعة
_يلا يا يحيى بسرعة قبل ما المحل يقفل.
قال وهو يهم بالخطى خلفها
_طيب حاضر اهدي بس..
وعاونها على الصعود للسيارة ثم عاد ليقف أمام آسر ليرفع يديه تجاهه بابتسامة صافية
_مبروك يا عريس .
تطلع ليديه بضيق فسحبها يحيى واحتضنها ابتسم آسر ثم همس له جوار آذنيه
فهم مغزى حديثه فودعه بابتسامة تنم عن ثقته الكبيرة به ليغادر لسيارته مجددا وفور رحيلهما بالسيارة اقترب منه عمر ليضم يديه لصدره ثم قال بدموع لحقته
_شهم طول عمرك يا ابني..
اجابه بحزن على حاله
_هتبقى كويسة والله يا عمي بس أنت خليك قوي..
منحه ابتسامة صافية
ضمھ فهد ثم أشار له بحزم يحوي المرح بين نبراته
_هنقضيها احضان إياك.. ورانا يوم طويل يلا..
ضحك وهو يحمل حقيبته ثم صعدوا جميعا للأعلى..
انتهت تالين من لصق أخر بلون على سقف الردهة فإشارت لها حور على البقعة الفارغة قائلة
_حطي واحدة هنا كمان يا تالي..
_بس دي بعيدة يا حور مش عارفة هطولها ولا أيه..
وحاولت الوصول لأخر حافة المنضدة المعدنية لتضع البلون الاخير فانفلتت ساقيها عنه ثم تهاوت أرضا في نفس اللحظة التي ولج بها عبد الرحمن بحقائب ريم للداخل فتلقائيا ألقى ما بيديه ليلتقطها قبل أن تستقر أرضا فتحت عينيها الشبه مغلقة لتتأمل لماذا لم تشعر پألم احتكاكها بالأرض فتورد وجهها حينما وجدته يتمسك بها تطلعت إليه بتوتر ثم هبطت عن ذراعيه وهي تشير له بالبلون الذي بيدها
انقطع حديثها حينما وجدته يتأملها بشرود فربما لم يستمع لكلماتها من الاساس ولكنها تفاجئت به يجيبها
_ولا يهمك... المهم إنك متأذتيش..
قالت على استحياء
_لا أنا كويسة... شكرا على مساعدتك..
وتركته وهرولت سريعا للمطبخ وحور تتابعها بضحك لم يتركها الا حينما جذب أحمد البلون ليفرقعه برأسها وهو يصيح لها بمرح
_فين اللزق!!! هقع من على السلم المريب ده وانتي في دنيا تانية بتبصي على أيه
حكت رأسها وهي تردد پألم
_آآه مش كده يا عم.. ما تقول ناوليني اللزق الله..
رفع حاجبيه بسخط
_انتي عارفة انا ناديت عليكي كام مرة..
القت حور اللصق والمقص أرضا ثم جذبت روجينا التي تختار المهرجان المناسب لتشير له قائلة
_أما انت بجح بصحيح خلاص خلي خطيبتك تقوم بطلباتك بقا..
وتركته وولجت للمطبخ لتعاونهما أما هو فتابعها بنظرة ساهمة بها ليشعر بضيق صدره في تلك اللحظات التي ساعدته بها روجينا وكأنها سحبت الهواء المنعش برحيلها!
انقضت الساعات سريعا حتى أتت تلك اللحظة الحاسمة حينما جلست كل فتاة مقابل حبيبها وبعد خطبة مطولة من المأذون وضع العقد أمام آسر ثم أشار له على المكان الصحيح للتوقيع فمنحها نظرة تعمقت بجمال عينيها قبل ان يضع إسمه على الورقة ثم مررها لها فختمت اسمها جوار اسمه بنفس الورقة لتعود للتعلق بنظرة عينيه الدفئة وكل هذا يحدث أمام نظرات ذاك اللعېن الذي يتابع ما يحدث بتأفف شديد وكأنه يستكتر الزواج لإبنة أخته..
أمارؤى فما أن وضع المأذون العقد أمامها بعدما وقعه بدر حتى سلطت نظراتها الباكية عليه وكأنها تتردد بتوقيعها فبداخلها تشعر بأنه يستحق امرأة أفضل منها على الاقل ليست ملطخة وما زادها ألما حينما تابع المأذون بكلماته لخالد الذي ردد بقبول ابنته البكر الرشيد توقفت عند تلك الكلمة وكأنها طعنت بألف خنجر تعجب الجميع من بكائها وانتظارها الطويل بعدم توقيع العقد حتى أن البعض بات يتساءل عما بها تلك العروس الباكية ففهد قد حرص على عدم كشف سرها لأي أحد من أفراد العائلة حتى من اكتشف الأمر القاه ببئر صعب أن يبوح بمكنوناته مسد خالد على ظهر ابنته ثم قال
_امضي يا حبيبتي..
رفعت عينيها الباكية تجاه بدر الذي قرأ بوضوح ما تشعر به بتلك اللحظة فنهض عن مقعده تحت أنظار الجميع ليقترب منها ثم جلس جوارها ليمسك يدها وبأبهامه حركهما حركات دائرية برقة حول يدها وهو يشير لها بحب
_وقعي يا ست البنات..
طيب جرحها ودواه بحرافية وكأنه بتلك الكلمات المبهمة منحها تقديرا لها عما تعني بالنسبة له فابتسمت من وسط دمعاتها لتسحب نظراتها عنه لتلك الورقة فوضعت اسمها جوار ليعلن المأذون بأن الزواج قد تم على أكمل وجه فما أن انتهى من ذلك حتى ضمھا
متابعة القراءة