رواية الدهاشنه بقلم اية محمد

موقع أيام نيوز


دعت الله بأن لا تكون تلك السمينة الحاقدة فتفاجئت بفتاة تقترب منها وعلى ما يبدو بأنها باواخر العقد الثاني من عمرها شعرها أسود مموج وتتطلع إليها بعينيها السوداء البريئة رأت بعينيها شفقة وحنان غريب غير مسبوق لها بالاحساس به داخل هذا المنزل المقبض اقتربت منها ناهد ثم انحنت تجاهها وقالت بابتسامة رقيقة 

_تعالي أطلعي معايا اوضتي مش هتعرفي تنامي هنا. 
رفعت حاجبيها وهي تتساءل بدهشة 
_انتي مين 
أجابتها بهدوء 
_أنا بنت خالة أيان واسميناهد. 
رددت بتعجب 
_ناهد! 
ابتسمت وهي توضح لها 
_أيوه ماما سمتني على اسم خالتي الله يرحمها. 
هزت رأسها ببطء فلم يعنيها الامر كثيرا كل ما تحتاج إليه هو بعض الراحة التي ستهون عليها مشقة هذا اليوم الذي لن تنساه أبدا اتكأتروجينا بيدها على المقعد ثم حاولت النهوض فهاجمها دوار حاد كاد بأن يطرحها أرضا أسرعت ناهد بمسك يدها ثم قالت بلهفة 
_أنتي كويسة 
تطلعت لها روجينا بتشتت لا تعلم ان كانت تستحق

أن تثق بها فتخشى أن ټخدعها مثلما فعل أيان من قبل صعدت معها للأعلى والاخيرة متشبثة بيدها وتساندها حتى وصلت لغرفتها. 
كانت غرفة عصرية للغاية لا تشبه للسرايا ذات الأساس التقليدي وكأنها صنعت لنفسها عالم غربي خاص بها اتبعت خطاها حتى جلست على طرف الفراش فتركتها واتجهت للخزانة لتجذب بيجامة من الستان الابيض ثم قدمتها لها وهي تشير على الباب الجانبي 
_غيري الفستان ده عشان تعرفي تنامي. 
التقطت منها الملابس ثم تطلعت لها بحيرة انتصرت عليها حينما اخرجت ما تكبته من فضول 
_مش خاېفة مامتك تعاقبك على مساعدتك ليا 
منحتها ابتسامة صافية ثم جلست جوارها وهي تخبرها بحزن التمسته روجينا
_ماما زمان هي اللي كانت بتعلمني أساعد أي حد محتاج لمساعدتي. 
ردت عليها روجينا ساخرة من قولها 
_أي حد الا أنا وعيلتي طبعا. 
سكن الحزن بحدقتيها فجاهدت تلك الغصة التي هاجمتها حتى تحرر صوتها أخيرا 
_مش عارفة ألوم مين في كل اللي بيحصل ده أنا عمري ما شوفت ماما تعيسة ولا مقهورة كده غير بعد ۏفاة خالتي... 
والتقطت نفسا مطولا قبل أن تخبرها 
_خالتي كانت بالنسبة لماما كل حاجة اختها وبنتها وصاحبتها وكل حاجة الفرق بينهم كان كبير لما جدتي توفت ماما كانت لسه متجوزة جديد أخدت خالتي وربتها هنا في السرايا دي ولما كبرت جوزتها سلفها عشان تكون معاها في بيت واحد ومتفرقهاش. 
وابتسمت وهي تستطرد 
_تخيلي ناس كتيرة عيرت ماما بالخلف لانها اتجوزت 15سنة ومكنش معاها اولاد بس فرحتها بحمل خالتي نساها كل ده لان الناس لما كانت بتشوف حبها لايان كانوا بيفكروه ابنها هي مش ابن اختها.... 
وزفرت ما علق بصدرها وهي تخبرها پألم 
_انا اتولدت لقيت أمي بتحب خالتي أكتر من نفسها لدرجة انها لما كانت بتتعب كان هي اللي پتتوجع وحياتنا كلها اتقلبت في اليوم اللي رجعت فيه البيت بالشكل ده جسمها كله كان مټشوه ومقتولة بشكل بشع ماما اټقتلت معاها في نفس اليوم مبقتش اشوف ضحكاتها على وشها كل اللي كان نفسها فيه هو الاڼتقام من اللي عمل كده في خالتي وطبعا اجبرت بابا انه ياخد بتارها وقتل جدك بس بعدها باباكي انتقم منه وقټله من اللحظة دي وهي شايفة ان أيان الاحق انه ياخد تار امه ربيته وهي بتزرع جواه حب الاڼتقام مكنش بتعدي لحظة عليه من غير ما تفكره باللي حصل لامه من وهو طفل كانت كل يوم بتاخده الحديقة تحت عند قبر خالتي اللي صممت تدفنها هنا جنبها... أيان معش طفولته زي أي طفل أيان شال حمل كبير مكنش يقدر طفل عنده سبع سنين انه يشيلها! 
بدت متخبطة بما تستمع اليه فسألتها باستغراب 
_بس اللي مش قادرة افهمه ازاي جدي هيعمل كده مع واحدة من دور عياله! 
أجابتها بحيرة 
_مش عارفة بس اللي سمعته انهم كانوا بيحبوا بعض ولما اتقدملها ماما موفقتش عشان فرق السن وعشان كمان جدك كان متجوز وابنه كان على وش جواز! 
انهمرت دموعها على وجنتها وهي تردد پانكسار 
_وأنا أيه اللي يربطني بكل ده ليه يكسرني ويكسر قلبي كده لو كان عايز ينتقم كان قتلني أرحملي الف مرة من العڈاب ده. 
عادت الشفقة تخيم على عينيها فربتت على يدها بحنو وهي تخبرها 
_قومي غيري هدومك وبلاش تفكري كتير في اللي حصل ده. 
ثم أخفضت صوتها وهي تخبرها بحرص 
_ومتقلقيش أنا هحاول أهربك من هنا. 
أمسكت يدها بلهفة 
_بجد 
أومأت برأسها بتأكيد 
_بجد بس لازم تديني فرصة لحد ما اقدر أعمل ده. 
رسمت الابتسامة على وجهها من وسط سيل دموعها فحملت ما بيدها ثم ولجت لحمام الغرفة ومن ثم أزاحت عنها فستانها الأبيض الذي تطمح به أي فتاة لترتدي ما قدمته لها ثم خرجت لتتمدد على الفراش بتعب شديد. 
بغرفة آسر. 
كانت تراقبه بحيرة من استكشاف ما يحدث معه فما أن صعد لجناحه وهو جالس أمام حاسوبه لساعات طويلة حتى أنه لم يشعر بوجودها قط بدى إليها بأنه يفعل أمرا هام خاصة بأنه يتلقى مكالمة كل نصف ساعة من يحيى وبدر فظنت بأنهم يستعدون لفعل شيئا خطېر فجاهدت
 

تم نسخ الرابط