رواية الدهاشنه بقلم اية محمد
المحتويات
يردد بضيق شديد
_بعد الشړ عليك الدهاشنه ملهاش غير كبير واحد يا ابوي..
کسى وجهه سعادة عارمة فأشار بحزم مصطنع
_ركز في طريقك يا ولدي..
استقام بجلسته ثم اتبع ارشادات والدته حول مكان المصنع المقام حديثا ليقود تجاه وجهته التي كان ابيه مرشدا وسيدا لها..
مازالت حقيبتها موضوعة جانبا لم تصفها بعدا ففتحتها لتخرج فستانا لترتديه ومن ثم أغلقتها مجددا لتستعد للرحيل ودعت تسنيم حور ثم انطلقت لتلحق بقطارها الذي اتتقل بين البلدان ببطء رغبت به ودت بتلك اللحظة أن لا يصل لوجهتها أبدا فكلما تخلل لفكرها ما سيحدث تلك المرة تزورها صورة لآسر برجولته وذوقه الذي جعلها تطمئن بأن مازال هناك رجال يستحقون ما نالوه من لقب تمنت وبأمنيتها تردد وحيرة بكونها خلقت رجلا فربما تركها خالها الأرعن بحالها..
تنحى جانبا على الفور وهو يردد بطاعة
_اتفضلي يا أنسة..
إطمئن قلبها حينما وجدتأيان يقف أمامها فولجت للداخل بإرتباك ازداد حينما اقترب منها قائلا بثبات
_اتاخرتي..
رفعت كتفيها بانزعاج
_وأنا هعرف منين اللي تقصده برسالتك! طبعك غريب وغامض..
ابتسم على كلمتها الاخيرة فقدم لها يديه وهو يردف
وزعت نظراتها بين عينيه ويديه الممدودة ومن ثم وضعت يدها بين يديه واتبعت خطاه حتى ولج بها لشرفة العمارة التي تطل على نهر النيل انسحبت روجينا من يديه ثم ركضت لحافة السور قائلة بإنبهار
_المنظر هنا يجنن..
ثم استدارت اليه لتتساءل بفضول
_دي شقتك صح
اقترب منها بخطوات ثابتة ثم وقف لجوارها وهو يهز رأسه بالنفي
انطبع وجهها بحمرة الخجل فألهت ذاتها بالتطلع للنهر ومن ثم قالت
_جميلة أوي..
قرب يديه من وجهها فابتلعت ريقها بارتباك حينما لامس صفحة وجهها وعينيه تتطلع لملكيتهاهامسا
_مش أجمل منك.
كاد بأن يقترب منها فتركته واتجهت للشرفة المجاورة وهي تتساءل بتوتر
_دي اوضتك
قال وعينيه تتابعها
اكدت له بإيماءة رأسها ففتح الباب الصغير الذي يفصلهما عنها ومن ثم أشار لها بالدلوف دخلت هي أولا لتتمرر عينيها ببطء شديد على ممتلكات الغرفة بإعجاب شديد فنالت تلك الخزانة الزيتوتية اعجابها بما تحتويه من بذلات أنيقة للغاية مرورا بسرحته الخاصة وأحذيته فهمست بصوت منخفض
_ذوقك حلو في كل حاجة..
_اكيد عشان كده اختارتك.
التفتت له وكأنما فتح لها سبيل الحديث عما فكرت به كثيرا فقالت بارتباك
_اشمعنا أنا يا أيان وأنت عارف العداوة اللي بينك وبين بابا!
جلد وجهه الثبات والصلابة منحها نظرات أطالها عمدا قبل أن يجيبها
_لما حبيتك محطتش لنفسي قيود لا فكرت أعرف عيلتك ولا أعرف انتي مرتبطة ولا لا كل اللي همني أيه اللي قلبي حاسه تجاهك..
حاوطتها هالة مخيفة من المشاعر الجياشة تجاه حديثه المعسول فاقترب منها ومن ثم أزاح حجابها ليفرد خصلات شعرها الغجري فډفن رأسه بداخله وهو يشم رائحتهافاتبعته همسة أرجفت جسدها
_ القدر اللي جمعني بيك..
ومن ثم أدارها تجاهه وهو يتأمل رعشتها تلك بابتسامة ماكرة لم تمنحه هي مبتغاه فابتعدت عنه وهي تتفحص ساعتها پصدمة
_المحاضرة!
خلع ساعتها التي بدأت تضيقه ثم قال بضيق
_وأنتي معايا متبصيش
على الوقت تاني.
ثم أشار لها والخبث يترنح بين رومادية عينيه
_متقلقيش مفيش حاجة هتحصل من غير رضاكي فمفيش داعي للهروب ده..
أخفضت عينيها للأسفل حرجا فابتسم وهو يدفعها للخارج قائلا
_اتغدي وهوصلك مكان ما تحبي..
أومأت برأسها اليه فجلست على المقعد المجاور له ووضع الخادم أصناف الطعام على المائدة فجذبت طبقا فارغا وشوكة وبدأت بوضع لقمات بسيطة من الطعام ارتشف أيان من عصير البرتقال من أمامه وهو يسألها دون النظر اليها
_غريب انك مش مطبعة على عادات الصعيد
أجابته بابتسامة سحرت عينيه
_لإني بقضي وقت في القاهرة اكتر ما بقضيه في الصعيد..
ومن ثم ادلت شفتيها بتذمر
_بصراحة انا مبحبش العيشة هناك بحس بالملل ويمكن ده اللي كان مخليني مش متقبلة موضوع جوازي من احمد..
توقف عن مصغ طعامه ومن ثم طالعها بنظرة هلعتها وخاصة حينما أخشونت لهجته
_ما تنطقيش باسمه تاني قدامي اللي بينكم انتهى من اللحظة اللي مضيتي فيها عقد الجواز..
لعقت شفتيها بارتباك
_أنا اسفة مقصدتش بس خني التعبير مش أكتر..
ثم جذبت حقيبة يدها وكتبها لتستعيد للرحيل فجذب يدها ليجلسها مرة أخرى وهو يخبرها بنبرة هادئة
_كملي أكلك...
نظراتها المرتعشة تجاهه جعلته يمرر يديه على وجهها الناعم ليمنحها ابتسامة نطقت وسامته
_من طباع الراجل الشرقي انه بيغير على مراته وأنا بالنهاية راجل صعيدي ومن حقي أغير عليكي ولا أيه
بسمة رقيقة رسمت على وجهها وهي تهز رأسها ثم استكملت طبقها حتى انتهت منه فقالت
_شبعت الحمد لله هنزل بقى عشان متأخرش..
جفف يديه بالمنشفة ثم نهض ليشير للخادم الذي اتى بجاكيته فعاونه
متابعة القراءة