رواية الدهاشنه بقلم اية محمد

موقع أيام نيوز


واجب الضيافة ده حتى تبقى عيبة في حقنا.. 
ثم استدار بوجهه تجاه يحيى فأشار له قائلا 
_خد ابن المغازي يا يحيى وروحوا نضفوا الاسطبل زمان ولدي على وصول ولو ملقهوش مترتب هيتضايق..
ضيقيحيىعينيه بدهشة مما قالفأشار لهعمربأن ينفذ ما قاله دون أي كلمةفاحتبس غضبه بداخله وهو يشير له بيديه
_طريق الاسطبل من هنا..

أزاح أيان عينيه عن فهد بصعوبةفكان يشعر لأول مرة بأنه عاجز...عاجز عن فهم هذا الشخص وما بدور بتفكيره..فان كان يتعمد اهانته لما كان أرسل معه ابن شقيقته معهفكيف سيعرض أحد أعمدة الدهاشنة للإهانة إذا كان يتعمد اهانته شخصيا!
اتبعآيان يحيى حتى وصل للاسطبل فوقف المساحة الكبيرة والخيول العربية الاصيلة باعجاب شديد وما أثار إعجابه هذا الفرس المميز الذي يستكين بمكان منفرد عن الجميع وكأنه يميز نفسه ويعلن سيادته على الجميع اقترب آيان منه وقبل أن تلامسه يديه حذره يحيى قائلا 
_خد بالك لايدك تنكسر الخيل ده مش زي اللي هنا ده خاص بآسر وصعب حد يقربله.. 
قال وهو يدنو به دون مبالاة 
_اسمه أيه 
أجابه يحيى ساخرا 
_وهتعمل بإسمه أيه متقربلوش وخلاص لو مش عايز إنه يأذيك.. والله أعلم المرادي هترموا التهمة على مين فينا.. 
ابتسم آيان ثم دنا من الفرس فمسد بيديه على عنقه ويحيى يتابعه بدهشة من سكون الفرس أسفل يديه هل يعقل بأن هذا هو همام الثائر الذي لا يطيق أحدا على ملامسته سوى فارسه فلم يشغل باله كثيرا بما يفعله حتى وإن أثار ذلك فضوله ثم تركه وحمل الأعشاب ليضعها أمام الفرس فخلع أيان قميصه الأبيض ثم وضعه على المنصة الخشبية وشرع في تنظيف قدم همام والغريب على يحيى بأنه كان يفعل مثل ما كان يفعله آسر معه لذا شعر وكأنه هو الذي لجواره.. 
قضى أيان ساعة كاملة بصحبة يحيى بالاسطبل فرغما عنهما كانوا يتعاونا في حمل الأثقال والعمل سويا طوال تلك المدة فتأقلم يحيى على وجوده بنفس المكان الذي يقف هو به.. 
وضعت رواية ونادين الطعام الشهي على السفرة الضخمة استعدادا لاستقبال آسر حتى الفتيات تعاون على تنظيف السرايا جيدا فانطلق صوت بوق السيارة يعلمهم بقدومه.. 
هبطآسر من السيارة فاستقبلته نسمة هواء باردة أنعشته فأغلق عينيه بابتسامة صغيرة ثم اتجه يسارا بخطاه البطيئة سأله أحمد باستغراب 
_أنت رايح فين 
قال وهو يستكمل طريقه 
_هبص على همام قبل ما أطلع.. 
لحق به أحمد بينما حملت تسنيم الأغراض وصعدت بها للأعلى استند آسر بيديه على الأخشاب المصفوفة جوار بعضها البعض حتى وصل للاسطبل فجابت عينيه المكان وكأنه يبحث عن شخصا ما فاهتدت نظراته تجاهه لم يكن ظهور أيان بالنسبة اليه مفاجأة وكأنه كان يتوقع ما سيفعله أبيه ترك أيان كومة القش الذي يحملها أرضا حينما رأه يقف أمامه فدنى منه ثم بدى مرتبكا فيما سيقول 
_بقيت أحسن 
ابتسامة شبه ساخرة ظهرت على طرفي شفتيه قبل أن يجيبه 
_يهمك أمري! 
لعق أيان شفتيه بتوتر ثم قال بضيق كون لسانه ليس معتاد على مدح أحدا 
_أكيد بعد ما فدتني بروحك يهمني انك تبقى واقف على رجلك من اول وجديد. 
هز رأسه والبسمة لم تفارق وجهه فأشار له أحمد وهو يمنع أيان نظرة مغتاظة 
_يالا يا آسر ندخل لازم ترتاح.. 
أومأ برأسه له ثم انصاع ليديه ليدلف للداخل فوجد الجميع باستقباله فدنت منه حور ثم قالت بفرحة 
_حمدلله على السلامة يا آسر.. 
وأضافت ماسة 
_ربنا يكمل شفاك على خير يارب.. 
وقالت رؤى
_نورت بيتك.. 
منحهم ابتسامة صافية وهو يجيبهم بامتنان 
_شكرا على كل اللي انتوا عاملينه هنا ده.. 
وكان يقصد تزينهم للقاعة لتكن باستقبله اتجهت نظرات آسر لروجينا التي تدفع مقعدها تالين فانحنى مقابلها وهو يسألها بحزن 
_ليه لسه قاعدة على الكرسي يا روجينا مش بقيتي أحسن 
رسمت ابتسامة صغيرة وهي تجيبه 
_اتحسنت عن الاول كتير الحمد لله المهم طمني أنت عنك 
طبع قبلة على جبينها ويديه تمسد برفق على حجابها 
_بخير يا حبيبتي.. 
ثم نهض ليحتضن جدته التي هبطت متلهفة للقاء به فأتت نادين من المطبخ حاملة لصينية المعكرونة الشهية فوضعتها على السفرة وهي تناديهم قائلة 
_الاكل هيبرد يا جماعة.. يالا.. 
خرجت خلفها تسنيم بالشوربة ثم وضعتها بحرص على السفرة فاجتمعوا جميعا عليها فقال سليم بفرحة 
_بقالنا زمن متجمعناش اكده... 
رد عليه عمر 
_آسر جمعنا أهو يا سيدي.. 
ابتسم آسر ثم قال 
_متقلقش يا عمي كل ما تحن للقعدة الحلوة دي رنلي بس وأنا هطوح على أي مستشفى.. 
تعالت الضحكات فيما بينهما فقال يحيى باستغراب 
_أمال فين بدر 
ضيق احمد عينيه بذهول 
_كان هنا دلوقتي! 
قاطعهما صوت الكبير حينما قال 
_بعته مشوار وزمانه راجع.. 
تطلع آسر لهما ففهموا ما ينوي أبيه فعله.. 
بالخارج.. 
ما أن انتهى أيان من عمله حتى جلس على الطاولة المحاطة بالمقاعد الخشبية بمنتصف حديقة السرايا وهو يزيح عرقه بالمناديل الورقية فانتبه لبدر الذي يقترب منه بتأفف وكأنه مجبور على القدوم إلى هنا فقال بضيق شديد 
_أنت.. قوم معايا عمي عايزك.. 
رفع عينيه تجاهه پغضب ثم قال 
_أيه أنت دي ماليش أسم! 
قبض بدر بيديه على المقعد وكأنه سيقتله بين اللحظة والاخرى ولكن تعليمات عمه تضع حوله الف حاجز فقال من بين اصطكاك اسنانه 
_أنا
 

تم نسخ الرابط