رواية الدهاشنه بقلم اية محمد
المحتويات
بعد كده إحنا هنا مش في بلدنا يا روجينا فواجب علينا نأخد بالنا من تصرفاتنا خصوصا لو أنتوا البنات!
تجمع ڠضب العالم بحدقتيها فالتفتت إليه ثم قالت بإندفاع
_لو جاي تبررله اللي عمله فوفر نصايحك يا أحمد لإني مش شايفاها غير تسلط هو على طول مستقصدني.
منحها نظرة مطولة قبل أن يفيض به الصمت فقال بتريث
ابتسمت وهي تجيبه ساخرة
_هما فين الناس دول هما مش شايفين غيرحور وتصرفاتها المثالية حتى أنت كل ما بتتكلم دا عملت كذا وكذا معرفش مدام معجب بيها أوي كده مخطبتهاش وخلصت ليه.
احتدت نظراتها الغاضبة ليجيبها بحدة وإنفعال
_وآسر ويحيىمعجبين بيها برضه!! هي اللي بتجبر الكل يحترمها ويخدوها مثال أما أنتي فصدقيني رصيدك قرب يخلص عند الكل بسبب طريقتك وأسلوبك ده.
_أحمد.
الټفت تجاهها فاستطردت بدموع غلبت صوتها الباكي
_أنا مش وحشة كده على فكرة.
قرص أرنبة أنفه وهو يحاول التحكم في انفعالاته ثم دنا منها من جديد ليجلس على الفراش مرعيا مسافة أمانة بينهما ليردد بابتسامة أشرقت وجهه الرجولي
ابتسمت رغم الدموع التي تتساقط من عينيها فاستكمل بحنان
_محدش بيكرهك يا روجينا بيكروهوا تصرفاتك وهنا الفرق إنك بايدك تغيري نفسك وتكوني أحسن منحور نفسها.
أومأت برأسها بتفهم فمنحها ابتسامة صافية ثم أشار لها قائلا بمزح
_طب يلا نلحق العشا لحسن كان في طاجن بامية باللحمة لو طلعت لقيته اتنسف هتعملي غيره.
_متزعليش مني أنتي عارفة أني عصبي بس حنين.
منحته نظرة مشككة فتعالت ضحكاته ليجذب السکين الصغير المجاور اليها ثم أشار بتحذير
_شايفة غير كده
ضحكت روجينا وهي تشير له بالنفي فشاركها الابتسامة لتتناول طعامها بفرحة وسعادة.
_ده عبد الرحمن ابن خالي فؤاد الله يرحمه.
تلقائيا انتقلت نظراتها تجاهه فقالت بابتسامتها الرقيقة
_أزي حضرتك يا أستاذ عبد الرحمن
ما الذي سيتمناه أكثر من ذلك ابتسامتها ومنادته بصوتها الرقيق اتسعت ابتسامته وهو يتأملها شاردا فأخفضت عينيها عنه في حرج أسرع يحيىإليه فهزه وهو يناديه بذهول
_عبد الرحمن!
انتصب بوقفته وهو يجييه بعد استعادته لإتزانه
_أيوه.
ضحك يحيى ساخرا
_أيوه أيه يا عم أنت سرحت في أيه تالين بتكلمك وأنت في دنيا تانية!
تحولت نظراته إليها وهو يردد بحرج
_أنا بخير الحمد لله حمدلله على سلامتك.
أجابته بابتسامة صغيرة
_الله يسلمك.
تساءل يحيى باستغراب
_هو أنتي جيتي لوحدك ولا أيه
أشارت له بالنفي وعينيها تبحثان عن شقيقتها الصغرى من خلفها
_لا رؤى كانت ورايا!
ظهرت تلك الفتاة من أمامهما شعرها الأصفر يتدلى على كتفيها كعباد الشمس الساطع عينيها الزرقاء رغم جمالهما يكسوها طبقة لامعة من الدمع الخارق كانت ترتدي بنطال أسود اللون طويل وقميص وردي دنت لتصبح قريبة منهما فأشار لهم يحيى تجاه باب الخروج
_اتفضلوا العربية بره.
كادت تالين بأن تدفع العربة من جديد فجذبها عبد الرحمن منها وهو يشير لها بابتسامة هادئة
_عنك..
وجذب العربة منها ليدفعها تجاه باب الخروج حتى وضع الحقائب بالسيارة ثم صعدت الفتيات بالخلف ومن ثم انطلقت السيارة للعمارة التابعة لعائلة الدهاشنة.
بالصعيد وخاصة بسرايا المغازية.
كانت تجلس على المقعد القريبة من الهاتف الأراضي تستمع بحرص لوعد ابنها القاطع بقرب الاڼتقام من فهد دهشان فقالت بلهجة حملت كل معاني الحقد
_أمته يجي اليوم اللي أشوفه فيه مزلول ورأسه في الأرض.
استمعت
لما قاله بابتسامة رضا طاف بها الشړ حينما أخبرها بخطته التي ستضربه في مقټل.
ومن خلف الستار كانت هناك أعين تتلصص بمراقبة ما يحدث باستمتاع هدفه الأساسي اضرام النيران بين الطرفين فإذا خمدت كشف عن قناعه هو لذا كان يحرص على امتداد العداء بين المغازية والدهاشنة!
بشقة الفتيات.
كان يتفحص بدر ساعة يديه بين الوقت والأخر فأغلق الحاسوب ثم وجه حديثه لآسر المنشغل بمراجعة الحسابات
_ما كفايا كده ونكمل بكره أفضل.
رفع عينيه عن الملف الذي يراجعه ثم قال
_وفيها أيه لما نسهر ونخلصهم النهاردة.
وبنظرات شك قال باستنكار
_وبعدين مالك كده مش على بعضك من ساعة ما قولتلك تعالى نراجع
متابعة القراءة