رواية الدهاشنه بقلم اية محمد

موقع أيام نيوز


بهدوء عكس تعصب نبرتها 
_افتح الباب ده يا فهد أنا عايزة أتكلم معاك في حاجة مهمة. 
كان يعلم بأنها تلجئ لأي حجة حتى يفتح بابه الموصود فبالنهاية لن يكون هناك ما تتحدث عنه الا ما حدث اليوم ومهما هرب ستكون مواجهتها أمرا أساسي لذا فتح الباب ثم تحرك ليقف بمنتصف الغرفة وظهره يقابلها اتبعته رواية للداخل بعدما أغلقت الباب من خلفها وحينما استدار وجدها تقفت خلفه تفرك أصابعها في توتر وكأنها ذات الفتاة التي ولجت لمنزله حينما كان عمرها لا يتعدى الثالثة والعشرون لم يتغير بها شيئا من طباعها ربما تغير شكلها ولكنها مازالت كما هي فقرر قطع حيرتها بما تبحث عنه لقوله حينما قال بلهجتها 

_لو جاية تكلميني عن اللي حصل من شوية يبقى الافضل توفري كلامك يا رواية أنا مش هتراجع في كلامي. 
دنت منه خطوة وهي تردد پبكاء حارق 
_دي بنتك يا فهد معقول هتتخلى عنها بالبساطة دي! 
ابتسم بسخرية يخفي من خلفها ألما عظيم 
_بنتي كسرتني ولطخت شرفي مع كلب ولا يسوى. 
دنت خطوة أخرى وهي تذكره پبكاء 
_لعب بيها يا فهد أنت عارف انها مشتتة وأي كلمة بتوديها وبتجبها. 
أظلمت عينيه وكأنها بيدها أبادت سكنة هدوئه 
_ده عذر أقبح من اللي هي عملته هي لو كانت متربية كويس مكنش قدر يطول منها نظرة واحدة مش يتجوزها ويخلف منها! 
جحظت عينيها في صدمة 
_قصدك أيه انا معرفتش أربيها! 
تطلع لها بحزن قبل أن يرد عليها 
_مش برمي عليكي ذنب اللي حصل يا رواية لان احنا الاتنين غلطتنا واحدة لما بعتناها القاهرة ومكنتيش انتي جنبها على الاقل أغلب الوقت. 
انهمرت دمعاتها تباعا وهي تخبره 
_أخوها وولاد عمها كانوا جنبها طول الوقت هو اللي لعب عليها ووقعها يا فهد ودلوقتي لازم تطلعها من اللي هي فيه. 
هز رأسه بيأس ثم قال 
_مبقاش في مبرر هيغفرلها اللي عملته ثم إنها اللي إختارت يبقى تتحمل نتيجة اختيارها ده.. 
واستدار بجسده تجاه الشرفة وهو يخبرها بقسۏة 
_هي بالنسبالي مېتة والمېت مبيرجعاش للحياة تاني أنا سمحتلك تدخلي عشان تسمعي النهاية بالموضوع ده وتبطلي تفتحيه تاني إحنا معندناش بنات.. 
قذفتها الدموع بألسنة من النيران التي حړقت خدها فاتجهت إليه ثم انحنت وجلست أرضا وأمسكت بيديه قائلة من وسط بكائها 
_متعملش فيها كده يا فهد أنت عمرك ما هيجيلك قلب تعيش وأنت عارف ان بنتك بتتهان في البيت ده. 
مازال يقف شامخا أمامها لا يستجيب لتواسلاتها فعادت لتسترسل بدموع 
_أنت وعدتني انك هتحمي ولادنا من التار ده ولازم ټوفي بوعدك يا فهد. 
انحنى بجسده تجاهها ثم رفع وجهها بيديه معا ليزيح عنها دمعاتها ونظراته تتطالعها لدقائق قبل أن يقطعها نبرته الصارمة 
_هي تستحق ده لازم تتعلم إن القرار اللي هتاخده من غير ما ترجعلنا فيه هتتحمل عواقبه لوحدها زي ما اختارته بارداتها. 
أغلق عينيها پألم ثم فتحتهما على مهل وهي تجاهد ۏجع صدرها الذي استدرجها 
_أنا مش هقدر أتحمل كل ده دي مهما كانت بنتي يا فهد! 
شدد من ضغطه على وجهها وهو يخبرها 
_لا هتستحملي وهتنسيها. 
بكت بصوت مسموع فأبعدت يديه عنها فعاد ليحتضن وجهها من جديد فدفعته تلك المرة بقوة وهي تصيح بشراسة 
_أنت ازاي بالبرود ده! بتقولي انسيها وكأنها واحدة صاحبتي وغلطت فيا! 
وپصراخ عڼيف صاحت بوجهه 
_دي بنتي عارف يعني بنتي! 
تمرد عن هدوئه تلك المرة ليفرغ ما كبته خلف قناعه البارد 
_عايزاني أقولك أيه! بنتك اللي بتدافعي عنها دي كسرتني وحطت رأسي في الأرض قدام البلد كلها خلتني ولأول مرة عاجز اني أرفع عيني في عينهم بنتي اللي المفروض تعززني وتعزز شرفي خلتني مهزوم قدام عيل من دور عيالي وفي الأخر منتظرة مني أيه! 
انسابت دمعاتها وتلك المرة حزنا على ما يخوضه زوجها فدنت بجلستها منه قليلا ثم تطلعت ليديه الموضوعة على أرضية الغرفة بتفكير أستغرق دقيقة قبل أن تمد يدها لتحتضن يديه فرفع عينيه تجاهها ليجدها تواسيه بنظراتها حتى ان لم تمتلك جرءة الحديث الذي سيعيب ابنتها وربما سيقسو قلبها أكثر باتخاذ القرار لذا بعد تفكير منها وجدت بأنها ستكن جوار زوجها لترمم جرحه وحينها ستحظى بفرصة تطيب قلبه ودفعه لانقاذ ابنتها لذا عليها الان التوقف عن الحديث بما حدث على الأقل حتى تهدأ عاصفته تطلع لها فهد بنظرة عميقة فوجدها تهمس پبكاء 
_أنا السبب ياريتني كنت جنبها طول الوقت مكنتش هسمح للكلب ده انه يأذيها كده. 
قرب يديه منها ليضمها لصدره فډفن أوجاعه بينهما كان بحاجة لها بذلك الوقت قبل أن تكون هي بحاجة له فما حدث كسر كبريائه حتى وإن ظل متماسكا أمام الجميع.. 
ظلت محلها لأكثر من ساعة كاملة لا تعلم إلى أين تذهب اسندت روجينا رأسها على المقعد المجاور لها ودموعها تهبط في صمت والأصعب من ذلك استسلامها لما يحدث فباتت تعترف لنفسها بأنها تستحق كل ذلك هي من جنت على نفسها حينما سمحتله بالاقتراب حاولت الاسترخاء قليلا فبطنها تعتصرها ألما من فرط أعصابها المشدودة منذ الصباح. 
فتحت روجينا عينيها بهلع حينما شعرت بأحدا يهبط للأسفل
 

تم نسخ الرابط