رواية الدهاشنه بقلم اية محمد

موقع أيام نيوز


وهو يتساءل بثبات طاغي 
_في أيه. 
أجابه بتوتر مما يحمله من أخبار غير سارة 
_الحج مدحت عامل مشاكل في الحسابات يا بشمهندس عايز يخصم أكتر من ٨٠٠٠ج.. 
ضيق عينيه باستغراب 
_ليه هو أول مرة يشتري مننا ولا أيه 
ثم أشار له بحزم 
_روح أنت شوف شغلك وأنا هشوف الموضوع ده.. 
أومأ برأسه ثم غادر ليتجه بدر سريعا لمكتب المحاسبة فما أن رأه المحاسب حتى نهض سريعا عن مقعده ليجلس محله ثم ضم يديه على سطح المكتب متسائلا بصرامة 

_خير يا حاج.. 
رفع حاجبيه باستغراب 
_حضرتك محاسب هنا! اقصد يعني بتشتغل أيه انا عايز حد من أصحاب المصنع عشان أتكلم معاه.. 
قال بثبات 
_معاك.. إتفضل.. 
ردد بدهشة 
_أنت ابن فهد بيه 
أجابه بضيق من أسئلته المبالغ بها 
_حضرتك بتضيع وقتك ووقتي طلبت تشوف حد من الملاك وجيتلك بنفسي هتقضيها جلسة تعارف بقا! 
لعق شفتيه بارتباك من صرامته المخيفة ثم قال 
_أنا بصراحة كنت مستغلي الاسعار اللي حطينها وعايز تخفيض ده انا حتى زبونكم.. 
رد عليه بواجها واجم 
_زبونا يبقى عارف السعر لأنه ثابت ومرفعش أيه اللي مخليه مش عاجبك المرادي!. 
قال بلهجة حماسية ظنها اسلوبا خبيثا ليجعله يخفض من الثمن المطروح 
_ما في أكتر من مصنع فاتح جنبكم وبيبعوا بنص التمن تقريبا.. 
أغلق بدر الحاسوب من أمامه ثم نهض ليعدل جرفات بذلته السوداء الانيقة ليجيبه بجفاء 
_يبقى مبروك عليك وحلال عليك الجودة والطعم.. 
وتركه وغادر والاخير محله لا يعي ما الذي اقترفه بغبائه الشديد الذي ظنه نقطة ذكاء سيجبره على إزهاق الثمن رغم تأكده من جودة مصانع الدهاشنة المعروفة فاسرع تجاه أحداهم ليخبره بهلع
_عايز أقابل بشمهندس يحيى ضروري.. 
أرشده لمكتبه بالطابق العلوي فصعد سريعا إليه.. 
بمكتب يحيى 
كان هائما بالصورة الفوتوغرافية الموجودة على سطح مكتبه الابتسامة التي تزين وجهه وهو يحتضنها بفرحة تضيء عالم مظلم بأكمله يديه التي تحتضن بطنها المنتفخة بجنينه البالغ من العمر ثمانية أشهر تنبض بقوة حينما يتذكر تحركه أسفل أصابعه وجه ماسة المشرق يفتت قلبه المذبوح كم كان يشكلا ثنائي رائع أول من أطرق العشق بابهما بعائلة الدهاشنة فعلى الرغم من حب آسر الشديد لماسة وتعلقه بها الا أنها أحبته هو ولم تخشى أبدا الاعتراف بذلك أمام كبير الدهاشنة بذاته حينما هبطت للمندارة بعدما كان يجتمع الرجال لقراءة الفاتحة على ما اتفقوا به فوقفت أمام فهد قائلة 
_عمي أنا مش موافقة على الجواز من ابنك.. 
صعق الجميع وعلى رأسهم أبيها عمر حتىيحيى تطلع لها پصدمة

فبالرغم انه كان يعشقها حد المۏت الا أنه لم يجرأ على الاعتراف بذلك أسرع أحمد تجاه شقيقته فأمسك بذراعيها پعنف 
_أنت بتقولي أيه 
قالت بدموع غمرتها 
_بقول أني مش موافقة انا مبشوفش آسر غير أخويا الكبير.. 
ضرمت الآلآم آسر لتفتته جريحا واسرع عمر تجاهها لېصرخ بها بقسۏة 
_من أمته الكلام ده ما طول عمرك وأنتي عارفة أنك ليه.. 
أخفضت رأسها أرضا پخوف فبترت الأنفاس وتلاشت الهمسات حينما رفع فهد صوته 
_سبها تتحدت وتقول اللي عايزاه يا عمر.. 
وأشار لها بالاقتراب قائلا 
_تعالي ياماسة.. 
اقتربت لتقف على مسافة منه وعينيها موضوعة أرضا بحرج شديد جسدها يهتز پعنف من فرط شهقاتها المكبوتة تعالى صوت الكبير متسائلا 
_أنتي مش عايزة تتجوزي خالص ولا المشكلة في ولدي بس.. 
رفعت طرف عينيها تجاهيحيى ثم أشارت بالنفي فعاد ليسألها من جديد 
_بتحبي حد! 
لعقت شفتيها بارتباك فتحدت ذاتها بالرغم من وجود الكثير من رجال العائلة بالمندرة تعلم بما سيقال عليها ربما بالجريئة وربما بعديمة الحياء وربما بالاپشع من ذلك ولكنها ستفعل المحال لأجل حبها فإن صمتت وقبلت بالأمر ستجلد ذاتها الباقي من حياتها هزت رأسها كأجابة صريحة على سؤاله المطروح فعاد ليتساءل من جديد 
_مين. 
رفعت يدها لتشير على من إختاره القلب بارادته من عشقته قلب وقالبا ذاك الذي يغلفها بنظرة مخطفة من مسافة يضمنها سلامة لها ذاك الذي يراقبها بالخفاء وإن أوشك الأڈى على مسها يواجهه أولا انتقلت الوجوه جميعا إليه فأشار له فهد بعينيه ليقف أمامه نهض يحيى عن محله ليقف أمام الكبير جوارها سكنت قليلا وكأن بسكنته أمان من الأعين المتربصة بها طالت نظرات فهد المتنقلة بينهما قرأ العشق صريح بعينيه من قبل أن يستمع إليه الصمت الذي ساد المندرة كسره صوت فهد حينما نطق بصرامته الجادة 
_فرحهم السبوع الجاي.. 
ردد عمر بدهشة من قراره الذي يعد بمثابة سلسال چحيم يحكم إغلاقه على آسر فقال 
_أيه اللي بتقوله ده يافهد 
بحزم شديد أجاب 
_كلامي واضح للكل السبوع الجاي فرحيحيى وماسة.. 
رنت تلك الذكرى كالمنبه بذكراه لتترك بسمة على شفتيه وهو يتذكر كم جابهت أعتى الظروف لأجله هو أمسك بالصورة ثم مرر اصبعه على بطنها المنتفخة فكأنما لامس تلك الذكرى البغيضة التي فتكت بعش زواجه فأبعد يديه سريعا عنها وكأنه غير مستعد لتذكر تلك الذكريات المشؤمة الآن أفاق يحيى على صوت طرقات باب مكتبه فأذن للطارق بالدخول ولجت بابتسامتها التي تجاهد لجعلها أكثر اشراقا عل محبوب طفولتها يشعر بحبها الشديد إليه تهواه منذ الصغر فكانت تراه دائما كونه الصديق المقرب لشقيقها منذ أيام الجامعة هاجت وماجت حينما علمت بأمر
 

تم نسخ الرابط