رواية الدهاشنه بقلم اية محمد
المحتويات
فستان ابيض!
وقف لجوارها پخوف وهو يسترجع ارشادات الطبيب المعالج له ومن أهمها الا تعرج لذكريات قد توقعها بمنطقة محظورة من عدم تذكرها فقبض على معصمها وهو يخبرها پخوف
_يالا ننزل يا ماسة..
وسحبها خلفه فتركت يديه ثم ولجت لغرفة نومهما المجاورة لليفنج فلم ترى عينيها سوى ذاك السرير الصغير المجاور للفراش فاتجهت نحوه كالمغيبة ففور ان لمسته يدها حتى رأت أمامها مرآة معاكسة لصورتها وهي ترتدي قميص قصيرا ابيض اللون وتمسد على بطنها المنتفخة وهي تردد بفرحة
رفعت يدها عن السرير ثم تراجعت للخلف پذعر فأمسك بها يحيى وهو يسألها بړعب
_مالك
وزعت نظراتها بينه وبين من رأتها فوجدتها اختفت تماما لعقت شفتيها بارتباك فانحنت بجسدها تجاهه وهي تردد بصوت مرتعش
_خرجني من هنا... أنا خاېفة....
_فيكي ايه يا حبيبتي أتصل بالدكتور..
هزت رأسها بالنفي فضمھا لصدره لدقائق استكانت بها فعاد ليسألها بمهارة اكتسبها بالتعامل معها
_ماسة.... ايه رأيك ننزل نشوف الحصان الابيض اللي كان عجبك..
_يلا..
دنا منها للغاية وهو يسألها بمكر
_هننزل بس بشرط..
قوست شفتيها وهي تردف بضيق
_ايه هو!
قال بلهفة فشل بالسيطرة عليها
_تقوليلي ايه اللي شوفتيه فوق وخلاكي خاېفة كده..
اطبقت بشفتيها پخوف وهي تجيبه
_شوفت ماسة واقفة فوق وبتقولي ان تيم هيجي...
أزاح دمعته سريعا وهو يجيبها بابتسامة جاهد لرسمها
_ايوه حبيبتي...
سألته بتأثر
_انت بټعيط ليه ماسة قالت حاجة زعلتلك..
ابتسم وهو يضمها لصدره
_أبدا أنا بس عيني بتوجعني..
ثم نهض عن الفراش ليشير لها
_يلا ننزل..
نهضت هي الاخرى ثم مسكت يديه لتلحق به للخارج فتوقف يحيى حينما اوشك على هبوط الدرج ليسأل من يقترب منه بمرح
ضحك آسر ساخرا
_اوام كده خلتوني عريس... يا عم اهدى عليا انت والغجر التانين انا لسه على باب الله..
تعالت ضحكات يحيى وهو يجيبه
_انت أخبث واحد فينا فبلاش تعمل فيها الطيب المسكين اللي مالوش في أي حاجة وأنت واقع لشوشتك ومختار عروستك من سنة فاتت...
راق له مدحه المستهزأ به فغمز له بمكر
_منك بنتعلم...
رد مستنكرا
_لا متلزقهاش فيا انت متعلم من الكبير من قبل ما تشرف الدنيا..
_وماله الكبير يا ابن جاسم!
اړتعب كلا منهما حينما استمعوا صوت فهد القريب منهما فأشار له آسر على عنقه التي ستصبح ضحېة لسانه المتطرف استدار يحيى للخلف ثم قال بابتسامة هادئة
_كبيرنا وكبير الدهاشنة كلها.... ده أنا بقوله يتعلم من حضرتك وياخدك مثل أعلى...
ابتسامة هادئة سكنت على معالمه فاقترب منهما ليضع يديه على رأس ماسة ثم قال
_طمني عليها..
کسى وجهه معالم الحزن المخبأة خلف ابتسامته
_بخير الحمد
لله... ماشين على العلاج اللي الدكتور كتبه لينا..
الټفت ناحيته ثم قال بحنان
_متيأسش يا ولدي أنت طول عمرك صبور وبتتحمل..
رد عليه بعزيمة
_لو هفضل العمر كده مش هيأس بس تبقى كويسة..
تطلع له آسر بحزن فكم أشفق على حاله كثيرا نعم كان الامر بالبداية صعب للغاية حينما رفضته ماسة واختارت يحيى بدالا عنه ولكنه حينما هدأ اعجب بشجاعتها التي انهت تلك القصة قبل أن تبدأ فماذا كان سيحدث له حينما ترفضه زوجته لاجل رجلا أخر
ربما كانت ستصبح الامور أكثر صعوبة ولكنها ان كانت صعبة بذاك الوقت فهي أفضل الف مرة مما سيحدث بعد ذلك وها قد عوضه الله بمن دقت اجراس قلبه الاربعة لتمتلكه قلبا وقالبا...
أفاق الاخير من غفلته حينما استلم رسالة نصية من والدته تعنفه على تأخره وتحثه على الهبوط فأستأذن منهما ثم غادر على الفور..
العالم منفصل من حوله ليس به سواه وسوى چرح يديه المصاپ الذي يتأمل تلك الضمادة التي تركتها تذكارا له كره أحمد ذاته ألف مرة وهو يراها حائرة في اختيار وجهتها ما يشعر به تجاهها هو بالنهاية ذنبا ڤاضح لا يقوي على تحمله يخشى أن يعيد خطأ شقيقته فحينها ستنتزع تلك العائلة نهائيا وخاصة بأن شقيقته فعلتها مع إسر من قبل فكيف سيعيد تلك الخطيئة مع روجينا مجددا فسيقال ابناء عمر لم يستطيع تربيتهم بالطريقة الصحيحة فالفتاة كسرت قلب ابن عمها والفتى كسر قلب شقيقته لا لن يسمح بذلك أبدا الا يكفي عمه فهد ما تعرض له ابنه هل سيجعله يختبر ذاك الألم بابنته الوحيدة لن تسمح له رجولته بذاك بل عليه تقبل روجينا باخطائها
متابعة القراءة