رواية الدهاشنه بقلم اية محمد

موقع أيام نيوز


عن الفور تدارك ذاته باللحظة المناسبة فجذب قميصه الملقى أرضا وأسرع بالخروج من ذاك المكان الذي يشبه اللعڼة أسرعت من خلفه فدفعها بعيدا عنه وهو يردد بتقزز 
_أنا لولا أن أخوكي صاحبي وعشرة عمر أنا كنت ڤضحت وساختك. 
وتركها وغادر فجزت على أسنانها بغيظ وصدمة من تماسكه أمامها! لا تعلم بأن من يعشق من صمام قلبه لا يرى أمامه الا من فتنت قلبه وعقله. 

بعد معاناة تمكن العامل من تصليح العطل القابع بالمصعد وفور الإنتهاء من الإصلاح استكمل المصعد مهامه بالهبوط للطابق الأرضي فأسرع آسر للأسفل ثم فتح باب المصعد ليتفاجئ بها مغشي عليها فزع حينما رآها ملقاة كمن فارقتها الروح فإنحنى ليقربها إليه ثم لطم وجنتها برفق 
_آنسة تسنيم.. سامعاني 
كانت شاحبة كالمۏتى فحملها بين يديه ليصعد بها لمكتبه مجددا بعدما طلب من العامل إحضار الطبيبة في الحال وبالفعل ما هي الا دقائق معدودة حتى انتهت من فحصها لتؤكد له بأنها بخير ولكن إحتجازها بمكان ضيق كهذا منعها من إستنشاق الإكسجين اللازم وأخبرته بأنها ما هي الا دقائق وستستعيد وعيها تدريجيا جذبآسر احد المقاعد ثم جلس لجوارها ينتظر لحظة استعادتها للوعي فتحت جفن عينيها الثقيل بصعوبة وهي تحاول التقاط نفسها المتقطع بدأت الرؤيا توضح تدريجيا فوجدت ذاتها بمكتبه انتفضت تسنيم بجلستها وأخذت تتأمل المكان برهبة شديدة إقترب آسر منها ليتساءل بشك 
_أنتي كويسة 
إرتجف جسدها وتراجعت للخلف وهي تردد پخوف مبالغ به 
_أنا هنا بعمل أيه وأنت ليه مقرب مني كده 
رغم دهشته من طريقتها الغريبة ولكنه تفهم بنهاية الأمر الحالة المسيطرة عليها فسمات الصعايدة صعبة فيما يرتبط بالأصول فأشار لها بيديه 
_إهدي بس الأول. 
واستطرد ليوضح لها 
_أنتي كان مغمى عليكي بالأسانسير وأنا طلبتلك دكتورة ولسه ماشية حالا. 
ابتلعت ريقها على مهل ثم عدلت من خمارها الطويل لتجذب حقيبتها ثم رددت بصوت واهن 
_شكرا لحضرتك يا أستاذ آسر.. 
وتحملت على ذاتها لتنهض عن الأريكة فرفعت معصمها ومن ثم شهقت پصدمة 
_يا خبر الوقت إتاخر أوي أكيد باب السكن إتقفل. 
استمع آسر لما قالت وإن كان صوتها منخفض فقال بذهول 
_بس الساعة١٠ونص! 
رفعت عينيها إليه ثم قالت پخوف 
_الباب بيفقل الساعة ٩.
ثم اتجهت تجاه الباب فخطى خلفها وهو يناديها 
_تسنيم استني. 
وقفت محلها تشدد على حقيبتها بارتباك فوقف مقابلها ثم قال 
_تسمحيلي أوصلك بعربيتي.. 
كادت بالاعتراض فقاطعها 
_زي ما قولتي الوقت إتاخر ومينفعش تمشي بالوقت ده لوحدك ويا ستي إعتبريني تاكسي واركبي ورا.. 
صمتت قليلا تحسبها فقال بحزم 
_متضعيش وقتك أكتر من كده يلا.
لم يكن لديها حلول أخرى اتبعته للأسفل باستسلام فأخرج سيارته من الجراج ومن ثم وقف مقابلها فصعدت بالخلف على استحياء تحرك بها وكانت مرشدته تجاه السكن الجامعي ومع أن وصلوا حتى وجدوا الباب مغلق من الخارج بالقفل المعدني مثلما تفعل مديرته كل يوما حرصا على سلامة الطلبات ولأجل الحفاظ على قوانين السكن انكمشت ملامحها في يأس ولمعت الدموع بحدقتيها فماذا ستفعل بهذا الوقت المتأخر وإلى أين ستذهب 
هبط آسر من سيارته خلفها فوزع نظراته بينها وبين القفل الكبير ثم قال بثبات 
_ولا يهمك تعالي معايا وقضي الليلة مع حور والبنات. 
أعدلت طرف خمارها الطويل وهي تجيبه بتوتر 
_لا مفيش داعي هشوف أي مسجد. أو سكن قريب من هنا. 
بحدة قال 
_سكن أيه ومسجد أيه بلاش كلام فارغ بعيد عن إنك صاحبت حور فإحنا من بلد واحدة وبنعمل مع الغرب أكتر من كده ولا أيه! 
أخفضت رأسها أرضا بحرج مما تعرضت له خلال هذا اليوم الغامض ففتح آسر باب السيارة الخلفي ثم أشار لها بالصعود فصعدت على استحياء ليتحرك بها تجاه العمارة الخاصة بهم. 
بشقة عبد الرحمن. 
ظل لجوارها حتى غفت تماما فداثر عبد الرحمن والدته بحنان ثم تسلل للخارج بهدوء حتى لا يوقظها فإتجه للمطبخ ليعد كوب من القهوة الساخن ثم جلس يحتسيها بانتشاء وكأن مذاقها يذكره بتلك الفتاة ذات العين البنداقية لأول مرة تتعلق ذاكرته بأحد ليس لإنه يكره النساء ولكن لإنه لم يجد من تلفت انتباهه انتشله من شروده الهائم بفتاة أميركا رنين هاتفه فرفعه ليجد اسم الكبير ينير من شاشته لعق شفتيه بتوتر وكأنه يتلصص على تفكيره فوضع الكوب من يديه على الطاولة ثم وقف ليجيبه بلغة صعيدية 
_كيفك يا عمي يارب تكون بخير. 
أتاه صوت فهد الحنون 
_بخير يا ولدي انت اللي أخبارك أيه وحشنني أوي. 
ابتسم وهو يجيبه 
_اني بخير والله تسلم يا غالي. 
انتظر دقيقة ثم قال 
_اني كلمتك عشان أقولك تتدلى البلد أخر السبوع الجاي أنت ووالدتك مع الشباب. 
صعق عبد الرحمن مما استمع عليه فبترت الكلمات على شفتيه ولم يجد ما يقوله فاسترسل فهد حديثه قائلا 
_متقلقش هبعتلك عربية إسعاف تجبها وهي إهنه جوه عيونا يا ولدي. 
ابتسامة تسللت على وجهه رغم الدموع البارزة من عينيه فقال 
_مش عارف أقولك أيه يا عمي ربنا ما يحرمني منيك. 
رد عليه بحب 
_متقولش حاجة وتنفذ اللي قولتلهولك وأنت ساكت فاهم. 
اتسعت ابتسامته وهو يجيبه 
_فاهم يا كبير في رعاية الله. 
وأغلق الهاتف والسعادة تتراقص على وجهه فرغم ما ارتكبته والدته من ذنب
 

تم نسخ الرابط