رواية الدهاشنه بقلم اية محمد
المحتويات
جميعا فعلت لهجته وهو يحذرها بصوت مسموع للجميع
_المكان ده لو دخلتيه تاني هكسرلك رجلك أنا مش عارف أنا ازاي مكشفتش وساختك دي طول الفترة اللي فاتت بس معلش ملحوقة.
وأشار بيديه لرجال أمن المصنع مرددا بحزم
_أرموا الژبالة دي بره..
انصاعوا اليه فجذبوها للخارج عنوة وسط صرخاتها وهمساتها الحاقدة لم تتوقع ردة فعله الصارمة تلك فلم تحتمل اهانته لها وسط حشد هائل من الموظفين فخرجت تتوعد له ولمن فازت بقلبه تلك السنوات حتى تأثيرها لم يدعه وشأنه حينما باتت مختلة!.
_إوعاك يا ولدي تكون بتدور على طريقة تنسى بيها حبك القديم فتكون دي ملجأك صدقني هتظلم نفسك قبل ما تظلمها.
لاحت على شفتيه ابتسامة ساخرة فأجاب والده بثبات
_أنا محبتش قبل كده..
تطلع اليه بنظرة قاتمة فاستطرد موضحا
أشرق وجهه بابتسامة صغيرة فرفع يديه على كتفيه وهو يخبره بفخر
_عارف يا ولدي بس حبيت أتاكد بنفسي قبل ما ندخل بيوت الناس.
ثم تابع بقوله الصارم المصطنع
_أني بساعدك من بعيد لبعيد عشان تعرف غلوتك عندي بس.
_سكتوا ليه ما تكملوا كلامكم ولا بتتكلموا في حاجه مش عايزني اسمعها!
_مخبرش تقصدي أيه ياما بس أبوي خابر عن اذنكم ..
وغادر سريعا من أمامهما فوقفت رواية مقابله لتعيد سؤالها من جديد
_ابنك هرب ومفضلش غيرك قولي بتتكلموا عن أيه يا فهد
استقام بوقفته وهو يتناول الكوب من يدها ليرتشفه بتلذذ قائلا بتسلية
_في أسرار بين الأب وإبنه لازمن تفضل بينتهم ومتخرجش أبدا..
_كده يا فهد طب هات بقا مفيش عصير..
ووضعت الكوب على الصينية مجددا ثم كادت بالمغادرة فجذبه منها ثم قال من وسط ضحكاته الرجولية
_مفيش فايدة فيك ولا في عنادك.
كادت بسحب الكوب مرة أخرى فرفعه عاليا ثم أشار بعينيه الماكرة
_هقولك بس مش اهنه..
واتجه بها لغرفتهما بابتسامة نصر لنجاح جزء من مخططه بسحبها بعيدا ليقضوا وقتا سويا بعيدا عن صخب المنزل الذي لا ينتهي..
أما هناك على الجانب الأخر القريب عنها كانت نظراتها تتعلق بمعالم وجهه القاسې تستغل غفلته القصيرة لتشبع عينيها بالتطلع اليه تعافر تلك الدمعات الخائڼة التي تود ڤضحها فالا يكفيها ما تشعر به من حرج بعدما فصحت لبدر بما حدث معها بأميركا نعم كانت قد اقسمت بأن هذا السر سيدفن معها ولكنها مازالت حتى تلك اللحظة تعاني ۏجع تلك الذكرى المفجعة التي قد تعد هينة وفخر لفتاة تعيش بأحضان امريكا المتطورة بعاداتها التي تشبه العهر ولكن لفتاة مثل رؤى تنكر اصولها العربية يكون ذاك الۏجع
متسلسل حتى الرمق الاخير من روحها البائسة!...
توقف الاتوبيس اخيرا أمام العمارة لتنادي أحدى المشرفات على روجينا لتخبرها بأنها وصلت لوجهتها فهبطت هي ورؤى للاسفل ومن خلفهما بدر الذي حمل الحقائب على كتفيه ومن ثم اتبعهما كادوا بالصعود للاعلى ولكن استوقفهم صوت مألوف إليهما فاستداروا تجاه الجهة الاخرى من الطريق فوجدوا نادين تلوح لهما من نافذة السيارة التي تقترب من مدخل العمارة ليهبط منها أبيه ووالدته وتسنيم أسرع بدر اليه ليندث بأحضانه بشوق
_أبوي..
لف سليم ذراعيه حول ابنه بابتسامة حنونة ثم ردد بفرحة
_اتوحشتني اوي يا ولدي طمني عليك وعلى اختك..
ابتعد عنه وهو يجيبه بابتسامة هادئة
_الحمد لله بخير انتوا اللي عاملين ايه
أجابه سريعا
_كلنا بخير..
دفعته نادين برفق لتحتضن ابنها ومن ثم ابتعدت عنه لتردد بحزن
_مالك كده يا ابني خسيت النص وحالك عدم كده... انت مش بتاكل ولا ايه
تعالت ضحكاته لسماعه كلماتها المعتادة فقال بمرح
_ازاي بقا ده الشيف حور نازلة علينا بالطواجن ليل نهار!
انكمشت تعابيرها حزنا
_قلبي واكلني عليها... يلا نطلع نطمن عليها الاول.
أومأ برأسه لها فاستدارت لتشير لمن خلفها قائلة
_يلا نطلع احنا يا تسنيم وهما هيجبوا الشنط وهيجوا ورانا..
هبطت من السيارة وهي تخبرها على استحياء
_انا هسيب شنطتي تحت لما اطلع اطمن على حور الاول وبعد كده هركب تاكسي واروح السكن..
وقف
متابعة القراءة