رواية جوازة ابريل بقلم الگاتبة نورهان محسن

موقع أيام نيوز


راجى معلش يا توته عشان خاطري .. انا كدا هيتقطع عيشي والله .. دا ممكن بكلمة منه صاحب المكان هيطر دنا انا ورضوى واحنا علينا اقسا ط انتي عارفة ..
حثتها رضوى بهمس خاڤت ايوه يا ابريل .. اعتذريله مش هيخس عليكي حاجة .. انتي كدا كدا مش هتشتغلي هنا تاني
صرت إبريل على أسنانها وهي ترى جانب فمه يرتفع بابتسامة استفزا زية فتمنت إزالتها بس ك حاد مشو هة هذا الوجه الوسيم لتطرد تلك الأفكار من رأسها مغمغمة بصوت منخفض هو انتو مش شايفين انه عايش في الدور ومصدق نفسه اوي ازاي ..!!

سعلت ابريل بخفة تنقى حلقها ورتبت كلامها المبعثر فى عقلها ثم عاودت التحديق إليه قائلة على مضض بعتذر عن اللي حصل .. واسفة جدا علي الازعاج عشان اتسرعت في كلامي .. بليز اعذروني حقكو عليا
تنفسوا الصعداء كلا من أميرة ورضوى بينما نقلت إبريل نظراتها إلى رزان وعضت شفتيها بحرج لتقول بأسف شديد هو تقريبا الاستاذ كان بيتقدم لحضرتك مش كدا!! وانا بغشم ية خر بت اللحظة .. والله مش عارفة اقول ايه وازاي اصلح الموقف
توسعت الابتسامة على شفتي رزان لتخبرها بلطف حصل خير .. انتي كنتي فاهمة غلط ودلوقتي فهمتي الصح .. مفيش داعي تقولي حاجة تاني ولا ايه يا باسم
تجاهل باسم سؤالها ورفع رأسه ووجه بصره نحو أبريل بنظرة غامضة ليقول بهدوء افتحي دي
نظرت إبريل إليه بذهول وحاجبيها معقودين وعيناها مفتوحتان على وسعهما في محاولة لإستيعاب النبرة الآمرة التي نطق بها كلماته بينما كان يشير إلى المشروب الغازى فسارعت رزان تقول بهدوء متعجب خلاص يا باسم ماتحرجهاش .. حصل خير
لوح باسم بيده إليها للتوقف عن الكلام عازما على تلقينها درسا حتى لا تنسى أبدا مرة أخرى أنها مجرد نادلة ثم غمغم بنبرة ذات مغزى لو سمحتي يا رزان .. يلا افتحيها
إلتمعت عينا أبريل بحيرة وعقدت ذراعيها أمام صدرها لتسأل بوجوم وحضرتك ماتفتحهاش ليه
رمقها باسم بنظرات متحدية تلاها قوله الساخر محسساني اني بطلب منك طلب غريب .. دا من ضمن تخصصات شغلك .. ودا الاعتذار الوحيد اللي هقبله غير كدا هيكون في كلام تاني
أخيرا ابريل فهمت مبتغاه من هذه الحركة وكانت على وشك الانفجار فى وجهه لكن ردعها نظرات أميرة المرجية وهي تضع يدها خلف ظهرها تحثها لتتحكم فى رد فعلها وبالكاد كبحت ڠضبها من هذا الشخص المتغطر س وأخذت نفسا عميقا وهي تخطو خطوتين إلى الأمام ثم خفضت عينيها إلى العبوة بنوع من القلق والتوتر فهذه هي المرة الأولى التي تفتح فيها زجاجة غازية لأنها لم تتذوق طعمه من قبل بسبب مرضها ومنذ الصغر كانت تتجنب اشتهاءها حتى لا تتأذى منه وتجعل أجدادها يقلقون عليها ويهرولون بها إلى المستشفيات.
ازدردت لعابها بصعوبة وحملته بين يديها المرتعشتين بتوتر وشرعت تفتحه لتجد صعوبة في فتحه أو بالأحرى كانت تخشى أن تفتحه فإختلست نظرة خاطفة عليه لتراه يحدق بها وعيناه تتألقان بسخرية مم جعل شعور الاغتياظ يعلو فى دمائها واندفع الادرينالين فى أوردتها فأعادت الكره بقوة أكبر فأصدرت العلبة صوتا أخافها لتشهق هلعا وهي تميل إلى الأمام مم جعل السائل يتطاير بقوة الدفع وانسكب على وجهه وقميصه الأزرق الباهت.
وضعت رزان يديها على فمها تكتم شهقتها پصدمة لا تقل عن صدمة باسم وذعر أبريل التى كادت تذوب من الحرج وتراجعت إلى الخلف محاولة إرغام لسانها المعقود على النطق لتخرج حروفها متلعثمة اا انا .. انا...
تلألأت رماديتيه بوميض شړ س بعد أن جعلته أضحوكة أمام الجميع وقاطعها هادرا پغضب من بين أسنانه انتي فعلا بت غب ية ومابتفهميش .. ازاي صحاب مطعم محترم زي دا يشغلوا عندهم بهيم ة زيك انتي!!
أنهى باسم كلماته نظر إليها بنظرات مليئة بالاحتقار ففغرت أبريل فاهها پصدمة ولم تستطع السيطرة على لسانها هاتفة بحدة مهتزة احترم نفسك وماتغلطش
مدت رزان يدها لسحب عدة مناديل من أمامهم على الطاولة ثم أعطتها لباسم ليأخذها منها ماسحا بهم وجهه المبتل وهو يضحك مغمغما بسخرية لاذعة مشوفتش في بجا حتك يا شيخة .. ايه هتقولي انك مش قاصدة دا برده!!!
أنهى باسم سؤاله بملامح احتلها التعجب المتهكم فأخذت رضوى زمام المبادرة للرد محاولة أن تشرح له موقف الآخرى والله ڠصب عنها اااصلها..
قاطعتها أبريل على الفور قائلة ببرود وهي ترفع ذقنها بكبرياء قبل أن تغادر أمامهم خلاص يا رضوي .. انا ماشية من هنا
بقلم نورهان محسن
بعد مرور عشر دقائق
تقف ابريل أمام المرآة فى الحمام داخل المطعم وعيناها مغمضتان متكئة بمرفقيها على حافة الحوض وصدرها يصعد ويهبط بسرعة وهى تشعر بصعوبة في السيطرة على دموعها لكنها تحاول منعها من الخروج قدر المستطاع.
أخذت شهيقا بطيئا حتى تتمكن من تنظيم أنفاسها الصاخبة لكنها لم تنجح بسبب توترها المفرط وشعرت بالضيق يزداد فى صدرها أكثر وبشكل لا إرادي دموعها بدأت
 

تم نسخ الرابط