رواية جوازة ابريل بقلم الگاتبة نورهان محسن

موقع أيام نيوز


في اي قرار هتاخديه .. ومش ممكن هسمح انك تعيشي باقي حياتك متعذبة مع واحد مافيش بينكو تفاهم
هالة بإبتسامة ممتنة شكرا يا بابا
بقلم نورهان محسن
عند باسم
_انتي مين
وقع سؤاله المباغت على أذنيها مثل صعقة عڼيفة شلت أطرافها.
خرجت ابريل من أفكارها المرتبكة على صوته الحائر بمجرد أن كرر نفس السؤال انتي مين وانا بعمل ايه هنا!

ابريل بلا استيعاب لا تخلو من الصدمة مش فاهمة قصدك .. يعني انا مين..
أنتابها القلق الشديد عليه فور أن أمسك برأسه وتجعد جبينه من الألم فاقتربت منه دون وعي ناسية ما كانت تفكر فيه قبل ان تتساءل بصوت مڤزوع مالك انت حاسس بإيه
تحسس باسم بأطراف أصابعه مكان الإصابة بحذر منزعج من الألم قبل أن يجيبها بضيق ۏجع جامد في راسي
_شكل الخبطة كانت جامدة
جمجمت ابريل بخفوت وإزدردت لعابها بتوتر وهي تخفض يده إلى الأسفل وعينيها تتفحص رأسه بعناية قبل أن تزفر بشيء من الراحة الحمدلله مافيش ڼزيف .. هتبقي كويس بعد شوية و يروح الۏجع .. بس هو انت بجد مش عارف انا مين!!
ترددت في طرح سؤالها الأخير پخوف لم يخفى على عيني الجالس أمامها على الأرض الذي مرر عينيه اللامعتين على ملامحها الطفولية وهمس بإعجاب كل اللي اعرفه انك حلوة اوي بالضفرتين دول يا بندقة
اتسعت عيناها حتى كادت تخرج من محجريها من الصدمة التي ألجمت لسانها للحظات ثم حركت رأسها بعدم التصديق تطابق غمغمتها لا انت مش طبيعي .. مش طبي...
سألها بحيرة طريفة انتي متعودة تقابلي الضيوف بالترحيب الشديد دا ودا بتعملي بيه ايه هنا اصلا
قال باسم السؤال الأخير باستنكار شديد وهو ثني ساقه ممسكا بالمضرب الخشبي فأجابته بعفوية بتاع اخويا
جذبته ابريل من يده بغتة وهى تهاجمه مستفهمة انت اللي بتعمل ايه هنا في اوضتي في وقت متأخر زي دا انت مچنون ولا بتستهبل...!!
_اوعي كدا..
أبعدت يده عنها وهي تنفخ الهواء من فمها بضيق ووضعت يديها على مكان قلبها الذي كان يؤلمها من شدة خفقاته وأردفت بتقريع حرام عليك قلبي كان هيقف من الخۏف عليك يا بارد وانت مرمي قدامي ومابتنطقش
أربكت نبضات قلبه وكأن عاصفة صحراوية استهدفت كيانه حالما أحس بخۏفها عليه للمرة الثانية باديا علي ملامحها وتصرفاتها ليتمتم باندفاع خۏفتي عليا
سألت ابريل مستنكرة وانا هخاف عليك بأمارة ايه
رفع باسم يده ومسح بخفة دمعة هاربة على خدها المحمر وسأل مستفسرا بتعجب ماكر اومال الدموع دي كلها علي مين!
أدركت أبريل على الفور أنها كانت تبكي دون وعي من خۏفها فأجابت عليه بسرعة بديهة تتحلى بها علي مستقبلي اللي كان هيضيع بسببك
ارتفعت ضحكاته الرجولية مشاكسا إياها بمرح واطية يا بندقة
وكزته أبريل في كتفه وهى تمتم بغيظ من هذا المحتال احترم نفسك
شعر باسم پألم طفيف لكنه رسم على ملامحه مزيد
من الألم المزيف وهو يئن بتحذير اي حاسبي...
نبست أبريل بقلق وهي تكور قبضتيها بقوة تحت ذقنها قبل أن تقول بمبرر يتناقض مع توبيخها له مما جعله يحبس ضحكته بصعوبة من چنونها اسفة مقصدش والله .. ماهو انت اللي بتستفزني وقايم فيك حيل تستظرف كمان!!
غمز باسم لها بعبث عفوى وهو يجيبها مبتسما فيا حيل لحاجات كتير تحبي تجربي
اعتلت فيروزيتها نظرة شرسة مشيرة إليه بټهديد وهي تهسهس من بين أسنانها في استهجان محبب له انت لو مابطلتش والله ه...
تاملتها رماديتيه التى تهيم علي ملامحها بتأن تلائم مع نبرته التائقة وحشتيني ووحشتني شراستك
تلاشت نظراتها الغاضبة حالما سمعت همسه الرجولي الذي لامس شغاف قلبها لا شعوريا فيما هو يرى الخجل يرتسم كلوحة فنية مليئة بالألوان القرمزية الرائعة على صفحة وجهها ذو الملامح البريئة وهي ترد بتلعثم خجول هقوم اجيبلك حتة تلج تحطها مكان الخبطة قبل ما تورم
سرعان ما وجدت قبضته تلتف حول معصمها تمنعها من النهوض وهو يرفض باعتراض لا خليكي ماتخرجيش
أخفت ابريل رجفة سرت في أعماقها خلف الاحتجاج الذي ظهر على ملامحها فسحبت يدها منه قبل أن تستفسر بريبه اشمعنا
_مصطفي قاعد برا...
اندهشت ابريل من إجابته وكأنه يحدثها عن أحوال الطقس ولا إراديا حركت رأسها نحو باب غرفتها قبل أن تثبت نظرها عليه من جديد بتوتر وقالت بتعجب وانت عرفت منين!!!
أجاب باسم موضحا إليها وهو ينهض ببطء من الأرض وهو لا يزال يشعر بصوت يشبه الطنين في جمجمته ماهو دا اللي جابني الامن بلغوني انه دخل مع اختك فجيت اطمن عليكي .. بس انتي كده طمنتيني عليكي قادرة تقومي باي حد .. ومجهزة السلاح كمان
قال جملته الأخيرة مازحا عندما رآها تستقيم هي الأخرى وهي تمسك المضرب فتصاعدت ضحكتها العفوية التي يسمعها لأول مرة منذ أن التقى بها.
_كنت عايزني اعمل ايه وانت داخل عليا دخلة الحرامية دي .. بس الحمدلله جت سليمة
رفع يده لېلمس جبينه بحسرة وتمتم علي مضض مضحك اه جت سليمة جبتيلي ارتجاج في المخ ودشدشتي نفوخي من جوا بس
ضحكت ابريل برقة فشلت في اخفائها ثم أخبرته بمزحة احمد ربنا اني مكنتش طويلة شوية كانت دماغك دي اتفلقت نصين من قوة ضړبتي
باسم بحاجب مرفوع مغتاظا من ثقتها غير المنطقية ايه الفرعنة اللي انتي فيها دي يا بت انتي .. اومال لو ماكنتيش شبر ونص هتعملي فينا ايه!
تحولت ملامحها إلى الجدية التي بدت في قولها الذي يكاد يكون متوسلا احنا اللي هيتعمل فينا لو حد دخل دلوقتي وشافك .. ممكن تخرج بقي قبل نتورط في مصېبة جديدة!!
_مش قبل ما تجاوبيني
قال باسم ذلك وهو يجلس علي سريرها بإرتخاء فسألت مستفسرة بفضول علي ايه!
_ماوحشتكيش اليومين اللي فاتو
أدارت عينيها بملل واضح من تلاعبه ثم نظرت إليه بسرعة مرة أخرى ووضعت يديها على خصرها وأجابته بامتعاض وهتوحشني ليه! هو انا اعرفك منين ما تخليك منطقي في كلامك!
رفع باسم يده يحك بها مؤخرة عنقه مدمدما بحرج يخربيت ام الدبش اللي طالع من بوقك
نهض من مقعده متوجها إليها مهدئا قليلا من روعها وهو يتابع قائلا خلاص ماتتوتريش انا جنبك
طالعته ابريل لثوان ثم لوت فمها بتهكم وهي تردد داخلها وجودك انت هنا موترني اكتر من اللي قاعد برا
بقلم نورهان محسن
فى نفس المنزل
تحديدا علي طاولة الطعام
كانوا يتبادلون اطراف الحديث وهم يتناولون العشاء
_انت ما اكلتش يا مصطفي الاكل مش عجبك ولا ايه!
أنهت سلمى سؤالها بإستغراب مرتبك من صمته ليرد عليها بلامبالاة ماليش نفس للاكل .. ابريل فين ايه مش حابة تشوفني
بررت ريهام له بدلا من والدتها بنبرة لينة لا هي من ساعة ما خرجت من المستشفي وهي جوا اوضتها مابتطلعش منها الا بسيط اوي حتي مابقتش تقعد تاكل معانا
تلفظ مصطفي بلهجته الآمرة عايز اشوفها
_بس هي مش عايزة
وصل رد يوسف الساخر بجمود إلى أذنيه لكنه لم يعلق عليه فيما تدخلت سلمى في الحديث بصوت هادئ معتذر بعد أن نظرت لابنها بنظرة تحذيرية معلش يا مصطفي اديها فرصة تستوعب و تهدا ماتنساش هي صحتها لسه ضعيفة
ردد مصطفي بإقتضاب اديها فرصة!!
أخذ مصطفي نفسا عميقا وهو يبتسم ببرود وتابع بهدوء خطېر لا يخلو من السخرية بالمناسبة سمعت انكو اتفقتو مع صلاح علي معاد الخطوبة بعد اسبوعين .. معلش عشان اكون فاهم ناويين تثبتوني لحد بعد فرحها يعني مش كدا!!! ..
نهاية الفصل العشرون 
الفصل واحد العشرون اعتذار من الذئب رواية_جوازة_ابريل
عند ابريل
_ايه علي فين!
سأل باسم مستغربا وهو يتحرك خلفها فور رؤيته لها تتجه نحو باب الغرفة لتجيبه بخفوت علي المطبخ
أستطردت ابريل موضحة وهى تلتفت صوبه هو بعيد عن الريسيبشن يعني مش هيشوفوني بس ضروري نحط تلج علي الخبطة عشان بدأت تزرق وكدا هتكبر وتبقي قد الكورة الكفر
ضحك باسم بخفة على مزاحها وضيق عينيه الرماديتين بمكر يتناسب مع نبرة تساؤله اشمعنا بليل بس بتبقي دكتورة في نفسك وقلبك رقيق اوي كدا!
عبست ملامح وجهها من سخريته وردت بسخط تصدق انا غلطانة .. خلاص خد بعضك وارجع مطرح ماكنت
همت أبريل بالتقهقر عنه لكنه أحكم قبضته على ذراعها ومتلفظا من بين ضحكاته الرجولية الخاڤتة خلاص ماتبقيش قموصة كدا .. اجي معاكي
أنهى باسم جملته بذلك الاقتراح لكنها قابلته بالرفض القاطع ماينفعش انت مچنون افرض حد شافك
مرر إصبعه على جسر أنفه الشامخ وهو يقول بهدوء طيب ماتتأخريش
أماءت ابريل له بالإيجاب محذرة اياه ماشي اوعي انت تخرج من هنا
نظر باسم حوله بعد خروجها وهو يمرر بصره حول المكان بملل من الانتظار وهذا من أكثر الأشياء التي يكره تجربتها.
تنهد بعمق قبل أن يحدق في باب الغرفة بنظرة غامضة وظهرت على شفتيه ابتسامة خطېرة لا تبشر بالخير.
بقلم نورهان محسن
خلال ذلك الوقت
عند مصطفي
_بالمناسبة سمعت انكو اتفقتو مع صلاح علي معاد الخطوبة بعد اسبوعين .. معلش عشان اكون فاهم ناويين تثبتوني لحد بعد فرحها يعني مش كدا!!! ..
سلمي مبررة الموقف بصوت لا يخلو من الاضطراب يا مصطفي احنا كنا مضطرين نوافق والا الجرايد مكنتش هتسكت وتسيبنا في حالنا
ابتسم مصطفي ببرود موازيا لنبرته حالما تحدث معرفش ليه عندي احساس ان الحكاية دي مطبخة من وقت طويل وانا كنت اخر من يعلم يا سلمي
تدخل فهمى محتجا بصوت لا يخفى ارتباكه مايصحش الكلام اللي بتقوله دا!!
هز مصطفي منكبيه العريض بلا مبالاة مغمغما بجمود والله دا مش كلامي دا كلام الاعلام!
تلقفت ريهام الحديث من فم بمحايده دي فبركة صحافة وانت سيد العارفين مش معقول هتاخد بكلامهم ولا ايه!
تحفز جسد يوسف وهو يقول بدفاع عن أخته وابريل مكنتش تعرف باسم ولا كان ليها اي علاقة بيه وهي مخطوبالك
مصطفي بفتور الكلام دا مابقاش له اي قيمة عندي
إنقبضت ملامح الجميع باستثناء يوسف الذي تابع بصمت الحديث الدائر بينهما فيما بدى الارتباك في سؤال سلمى المهتز يعني ايه الكلام دا يا مصطفي
_يعني هعرف كويس اخد حقي منها ومن اللي فضلته عليا .. وانت لازم تعرف اذا مارجعتليش فلوسي اللي عندك يا فهمي هنسي اننا قرايب يا سلمي وهخلي المحامي بتاعي يمشي في الاجراءات القانونية ضدكم
جفلت سلمى من إنذار مصطفى المباشر لهم ثم إستفهمت بإرتياع انت بتقول ايه يا مصطفي .. انت عايز تسجن جوزي!
احتدت لهجته قائلا جوزك اللي حط ايده في ايد ابن الشندويلي ووافق علي خطوبته لبنته و رجع في كلمته معايا .. مستغربين ليه لما ارجع في كلامي انا كمان .. انا هعرف ارد كرامتي اللي اتبعزقت تحت رجل عيلة صغيرة ماعرفتوش تسيطرو عليها
سأله يوسف مستهزئا كنت عايزنا نعملها ايه!! هنجوزهالك ڠصب عنها..!!!
زجزته سلمى موبخة إياه يوسف اسكت انت ماتدخلش
تجاهل يوسف تحذير والدته متأهبا للنهوض من مقعده وهو يهتف بصوت ناقم مش ساكت واي حاجة هتمس بيها اختي من
 

تم نسخ الرابط