رواية جوازة ابريل بقلم الگاتبة نورهان محسن

موقع أيام نيوز


ابريل بفضول ويطلع ايه مشوار المستعجل دا
باسم بإيجاز لما اشوفك هقولك
ابريل بحدة والانترفيو
باسم بتفكير هو ضروري يعني
هتفت ابريل بإصرار طبعا ومهم جدا كمان .. دا مستقبلي مش كفاية السفرية اللي فوتها عليا
صمت باسم عدة ثوان مفكرا ثم قال بهدوء خلاص جهزي نفسك وهعدي عليكي اوديكي الانترفيو .. وبعد الضهر نشوف مشوارنا يا روح قلبي

هزت رأسها نافيا وكأنه يرآها قبل أن تهتف باعتراض متكهم لا ماتعديش .. مش عيلة هتوديني المدرسة
باسم بنبرة متسلطة لو بعد 15 دقيقة ماكنتيش قدام باب البيت واقفة ومستنياني الدقيقة ال هكون جوا اوضتك
_ما...
نظرت إلى الهاتف بعينين جاحظتين بعدم تصديق حالما انقطعت المكالمة فجأة وتمتمت بترنيمة غاضبة دا قفل في وشي بجد ماشوفتش حد قليل الذوق وبجح زي البني ادم دا .. يالهوي لا يعملها المچنون دا!!!
هكذا أنهت حديثها مع نفسها بتوتر وهي تتجه نحو خزانتها وفي داخلها علامات استفهام كثيرة حول هذا الباسم الذي يبدو أحيانا دافئا وحنونا عند الحديث معها وأحيانا أخرى يتحول إلى شخص جريء ومستفز ومتسلط بينما بدأ عقلها في إستعادة ما حدث بينهما الليلة الماضية.
flash back
جلسا كلاهما على العشب الأخضر في الحديقة الأمامية عند باب شرفة غرفتها بناء على طلب أبريل التي شعرت بالهواء من حولهما ينسحب بسبب حرجها من انفراده بها فى غرفتها.
_وماهربتيش ليه لما جبتلك الفرصة دي .. ايه غيرلك رأيك في يومين بس!
باغتها بهذا السؤال المباشر حالما انتهت من سرد ما حدث في مقابلتها مع مراد فيما صبغ الارتباك ملامحها وإستملك بالقوة على نغمة صوتها عندما قالت يعني خطړ في بالي انه يكون فخ من مصطفي .. عشان كدا انكرت خالص اي حاجة تربطني بيه .. وفهمت اللي اسمه مراد دا ان اللي اتكتب فعلا اشاعة انا...
تمركزت نظراته الثاقبة داخل فيروزيتها محاورا اياها بثقة حتي لو فخ .. انتي متأكدة انه كان هيسفرك .. وكان هيقدملك فرصة الشغل اللي بتحلمي بيها .. كان هيعمل اي حاجة يخليكي بيها تبعدي عني وتقربي منه تاني
برمت ابريل شفتيها وهي تفكر في صدق كلامه ثم تمتمت بهدوء مخالفا لاضطراب عقلها اقرب من واحد عايزني نزوة في حياته .. وكل الاحتمالات اللي قولتها انا فكرت فعلا فيها .. بس هو كان هيعمل كدا لوقت معين ولما يوصل لغرضه هيسيبني يعني في كل الاحوال هيرجع
ېغدر بيا
تابعت بصوت يملاءه العزم وانا مش هرضاها علي نفسي مهما كان التمن اللي هيقدمه ليا
مرت ثواني وهو يفكر في شيء ما قبل أن يمد يده إلى جيب بنطاله الخلفي ليخرج دفترا ثم أخذ يديها ووضعه بينهما وهو يتحدث بصوت هادئ باسبورك دلوقتي بين ايديكي وليكي حرية الاختيار عايزة تكملي ولا لسه عايزة تهربي!
أخفضت بصرها إلى جواز السفر بين كفيها للحظات قبل أن تعيد نظرتها المتفاجئة من موقفه الذي تغير تماما في يومين فقط ثم أجابته بنبرة صادقة لما كنت بهرب زي ما انت مسميها دا عشان مكنش جنبي حد ولا في ايد بتتمد وتلحقني .. فكان لازم اعتمد علي نفسي واخد القرار لوحدي .. حتي لو هيوجعني .. حتي لو من جوايا مش عايزة امشي .. يمكن اللي خلاني مهربتش المرة دي .. عشان مابقتش حاسة شايلة الشيلة لوحدي .. عشان بقي موجود للي يقاسمني فيها..
_ولا انت ناوي تخلع
مازحته بهمسا مرتعشا تباعثت الرعشات في جسدها فور أن مال بجذعه نحوها ليمسح قطرات دموعها التي سقطت دون وعي منها بينما هى محدقة فى ابتسامة ذات جاذبية لا تقاوم تعلو فمه بعينين مهتزتين ووجنتاها مشتعلتين خجلا من صمته المربك قبل أن تكمل قائلة بعذوبة مبحوحة نقشت على جدران ذاكرته ايه البصة دي خلاص ماتتغرش في نفسك اوي كدا .. يارب ماندمش علي قراري دا بعدين
ضحك بصوت عال على مزحتها قبل أن يخبرها بلهجته الواثقة الجذابة مش هتندمي .. تعرفي عجبتيني لما سمعت بحكاية حرقك لفستان فرحك قبل ما تهربي وكمان بتعجبني اوي نظرة القطة الشرسة اللي جوا عيونك دي انتقامها مش هين خالص
تحولت نظراته اللينة إلى أخرى غامضة وهو يتابع حديثه بهدوء يتخلله تحذير جدي بس القطط معروفة بغدرها .. وانا الغدر عندي خط احمر يا ابريل
ضيقت ابريل عينيها بنظرات حائرة من تناقضه الغريب لتقول بدهشة ملحوظة هي مش حاجة تضحك ان واحد بأخلاقك وطباعك بيكره الغدر
هب الهواء اللطيف من حولهم مداعبا شعره الناعم ليرفعه عن جبهته كما يفضله ثم سأل بصوت متعجب لدرجة دي فكرتك عني هباب اوي كدا!! ممكن اكون بكدب كتير وبخترع قصص اكتر عشان امشي اموري وبعرف اتعامل مع البشر كويس وخصوصا مع الستات .. بس عمري ماغدرت وصدقيني معنديش اي نية وحشة ناحيتك .. كل اللي محتاجه منك انك ماتغدريش
لمع الصدق في عينيها تحت ضوء القمر الذي يسطع عليهما من السماء المرصعة بالنجوم انا مش غدارة .. لما عملت اللي عملته .. كنت في عز صدمتي .. مش سهل ابدا تحط املك وايمانك في شخص ويخونك او ېغدر بيك او يبيعك
_بس انتي مكنتيش حاطة كل املك في مصطفي ماتنكريش عشان شايفاها في عينكي .. والا مكنتيش قدرتي بسهولة اوي كدا تسيبيه ودا اللي مخليه محروق اوي منك
تابع مؤكدا حينما لم يأتيه أي رد منها مادام ماجادلتيش زي عوايدك يبقي انا كلامي صح
للمرة الثانية لم تعقب علي ما قاله بل وجهت له سؤالا حذرا ممكن سؤال وتجاوبني بصراحة
وافق بإيماء من عينيه فتساءلت بحيرة ايه خلاك تسكت قدام الصحافة مع ان كان عندك فرصة تسكتني
_يمكن اللعبة عجبتني
رد عليها بلهجته العبثية بعد أن قرر أن يلعب معها قليلا لتلطيف الجو الحزين الذى سيطر عليهم فنفخت خدودها بتذمر محبب وهي تقوم من الأرض تاني بتراوغ مفيش فايدة فيك
نهض خلفها على الفور ولف أصابعه حول عضدها بعد أن دلفت إلى الداخل جاذبا اياها نحوه بخفة وقال پغضب مكبوت ما انتي كمان بتمشي من دماغك وانا ماكلمتش
ارتجف جسدها نتيجة اقترابه الشديد فتقهقرت خطوة إلى الوراء بعد أن سحبت ذراعها من قبضته مع الدهشة الواضحة في سؤالها يعني ايه مش فاهمة!
ضاقت عيناه الرماديتان بنظرة خطېرة واقترب منها خطوة مجيبا سؤالا بسؤال مستعجب بتركبي عربية مع ناس غريبة ليه! تعرفيهم قبل كدا عشان يقولولك تركبي تروحي تركبي ببساطة كدا!!!
تراجعت ابريل خطوة إلى الوراء وسألته وهي تشير إليه بإصبعها السبابة بإستخفاف استفزه اومال كنت هتصل بيك قبلها عشان استأذن منك مثلا!
أنهت عبارتها بسخرية تامة ففرك ذقنه الخشنة بأصابع يده مرددا بهدوء غريب يحتوي على الڠضب والسخط من هذا التصرف الأحمق من جانبها حتى لو كان هذا الموقف من تخطيطه الخاص بتتريقي صح .. وفيها ايه لو اتصلتي تاخدي اذني قبلها!
مع كل كلمة كان يخطو نحوها خطوة وهي تتراجع خطوة مماثلة إلى الخلف ناظرة إليه بعينيها الساحرتين بتحد يتناسب مع لهجتها الساخرة وانا اخد اذنك عشان ايه فاكر نفسك مين..
حبست أنفاسها في صدرها بترقب خائڤ لمع بفيروزيتها فأضاف بحزم صارم مهما حصل بعد كدا ماتركبيش عربيات مع اي حد ماتعرفيهوش فهمتي ولا اعيد من الاول
أدارت رقبتها إلى اليسار بإنزعاج وهى تمسح الرذاذ الذى خرج من فمه أثناء حديثه متطايرا عليها مرددة على مضض وهي تدفعه بعيدا عنها بنفاذ صبر طيب .. بس كفاية تفافه بقي .. كفاية هتخرم عيني!!
نفخت الهواء من صدرها بارتياح عندما ارتفع بقامته وتراجع خطوتين إلى الخلف فنظرت إليه متحدثة بصوت مرتبك مغيرة مجرى الحديث ايه حكاية البنت اللي كانت معاك في المطعم .. انت كنت بتقدملها خاتم خطوبة مش كدا
نظر إليها باسم بصمت للحظات مصډوما من سؤالها قبل أن يدير لها ظهره ويتجه نحو الأريكة ليجلس عليها ويجيبها بهدوء. حاجة زي كدا .. بس انا كنت ناوي في الحفلة اعرفها بعيلتي
تقدمت منه أبريل وجاورته على نفس الأريكة ولكن حرصت على ترك مسافة بينهما ثم تابعت أسئلتها بتوجس وليه ماكنتش موجودة
استرخى في جلسته شابكا يديه خلف رأسه ونظر إلى الأمام وخرجت من جوفه تنهيدة عميقة عشان غدرت بيا .. وماجتش في المعاد وسافرت
إتسعت عينيها بدهشة ثم وجهت إليه إتهاما مندفعا دلوقتي بس فهمت انت استغلتني عشان تنقذ موقفك قدام عيلتك
أعاد عدستيه الفضية إلى فيروزيتيها متلاطمة الأمواج يتعمق في بحورها ليقول بصوت أجش انا وانتي استغلينا بعض .. انا وانتي احتاجنا نفس الحاجة في نفس اللحظة
أربكها تحديقه المستمر لها فعقفت حاجبيها وقالت بإستفهام ناعم النبرة وهي سابتك ليه
رفع باسم كتفيه العريضتين متظاهرا بأنه لا يعرفه ثم تمتم بذات النبرة وهو يتأمل ملامح وجهها الرقيق بس عارفة انا حاسس دلوقتي نفس احساسك ناحية مصطفي .. عشان مكنتش حاطط املي الكامل فيها
انكمشت ملامحها بإعتراض على حديثه وردت بلهجة حانقة ماتقارنش نفسك بيا انا كنت هتجوز ودلوقتي كان زماني بخطط لجوازي .. كنت مبسوطة وانا بختار جهازي .. بس انت كان باين عليك انك بتستغل البنت دي لغرض في دماغك .. تقدر تنكر
إبتسم لها ببرود مستفز قبل أن يتمتم بخفوت لا مابنكرش
حمحم باسم بخشونة وتابع بنبرة اكثر اتزانا وعمقا خلينا في الاهم لازم نحاسب كويس جدا علي تصرفاتنا قدام الناس ونبقي مخططين لخطواتنا وكلامنا مع اهالينا فهمتي .. اذا حصل اي غلطة او غدر من واحد فينا لتاني دا هيخسرنا كتير .. الطريق دا اتجاه واحد يا ابريل وهنكمله مع بعض للاخر .. لحد ما يعدي فترة معقولة وكل واحد مننا يروح لحاله بكل احترام ومن اي غير فضايح .. والا ناس كتير جدا هيشمتو فينا واولهم خطيبك السابق
back
ابتسمت أبريل بخفة لانعكاس صورتها في المرآة ولسانها يردد مع كلمات الأغنية التى تسمعها من خلال هاتفها ثم مررت أصابعها على جديلتها الشقراء ذات اللون البني الداكن ونفضتها خلف ظهرها وهى تتساءل بداخلها بشرود هل حقا كانت تظلمه هل من الممكن أن يكون فعلا جدير بالثقة
لما لا تعطيه فرصة لتختبر مصدقيته معها
ألقت نظرة أخيرة على ملابسها التي تتكون من بدلة باللون الأخضر نسقتها مع حذاء أبيض وحقيبة سوداء صغيرة ثم استدارت وأخذت الملف الذي يحتوي على أوراقها وغادرت الغرفة بهدوء.
بقلم نورهان محسن
فى شقة حازم الأخ الأكبر ل منى
_ناوي تكلم عز علي امتي يا حازم
هذا ما سألته سوسن وهي تجلس في غرفة المعيشة بجانب زوجة ابنها فيما يرشف حازم من كوب الشاي قبل أن يجلى صوته ويتحدث بلهجة رصينة انا شايف يا ماما اننا نصبر شوية عليهم .. خصوصا انه هو
 

تم نسخ الرابط