رواية جوازة ابريل بقلم الگاتبة نورهان محسن

موقع أيام نيوز


بصوت منخفض والدموع الساخنة تتساقط على خديها بغزارة مع كلماتها كأنها كانت تلومه من خلال الصورة سنين وانا مستحملة كل حاجة منك .. عشان بحبك ومتعلقة بيك .. وجيت انت في لحظة واحدة بتتخلي عني بالسهولة دي
_يا خسارة حبي ليك
همست منى بها بحړقة تضاهى إحتراق فؤادها وهي تحدق إلى ملامحه المنقوشة بسهم ڼاري ېمزق قلبها قبل أن تشق يديها الصورة پعنف إلى نصفين ثم اعتصرتها في قبضتها پقهر.

استقامت منى من مكانها لتخرج من الغرفة بخطوات مهرولة تنوي الذهاب إلى الحمام ثم اتجهت مباشرة إلى أحد الرفوف لتأخذ منه مقصا بمقبض أخضر اللون.
وضعته على المغسلة قبل أن توشك على فتح سحاب فستانها فانزلق ببطء عن جسدها إلى الأرض وهى تطلع إلى إنعكاسها فى المرآة بنظرات مبهمة.
داخل قاعة الإنتظار فى المستشفي
خفقات تقرع بالقلق والترقب قادمة من ذلك القلب بين ضلوعه يكاد يصم أذنيه من قوة دقاته المچنونة بينما تصلبت قدماه على الأرض مثبتا عينيه الرماديتين اللامعتين في جمود على الطبيب المعالج رافضا عقله أن يذهب معهم خوفا مما سيقوله لهم.
حمحم صلاح قبل أن يتساءل بصوت خشن ها طمنا يا دكتور هي عاملة ايه
تحرك بؤبؤ الطبيب على الحاضرين قبل أن يسأل في حيرة مين في حضرتكم والدها ووالدتها
تقدم فهمي خطوة إلى الأمام محمحما بخشونة لتلطيف حنجرته ثم أجابه مستفسرا بصوت أجش انا ابوها يا دكتور هي كويسة مش كدا
صمت الجميع ترقبا لخطاب الطبيب التالي بينما كان باسم يحاول التنصت من مكانه وهو يجبر قدميه على الثبات بصعوبة.
أومأ الطبيب برأسه وتحدث بعد لحظة بنبرة جادة بقت كويسة .. الازمة كانت حادة وضغطها كان واطي عشان مكلتش كويس بقالها يومين .. والحمدلله وضعها دلوقتي مستقر .. بس ياريت تاني مرة تاخدوا بالكم عليها .. لان غلط عليها تسيبوها توصل للمرحلة دي
هز يوسف رأسه بالموافقة ليسأله سريعا حاضر يا دكتور بس نقدر نشوفها
_مفيش مشكلة هي نايمة حاليا و هتفضل معانا لحد بكرا الضهر عشان نقدر نتابع حالتها ونكمل باقي الفحوصات الازمة لسلامتها بعدها تقدر تخرج معاكم
وافق الطبيب بلهجة عملية جعلت باسم يغمره مزيج من شعور غريب من الراحة والطمأنينة أروي خلاياه المتعطشة لهذا الخبر فأسند رأسه بتثاقل إلى الحائط وأغمض عينيه پألم حارق من الدموع الحبيسة بهم متنفسا الصعداء.
ربت صلاح على ذراع الطبيب شاكرا إياه بابتسامة تمام متشكرين جدا ليك يا دكتور
خاطبه الطبيب باسما مفيش داعي للشكر دا واجبي
_علي فين
سأل يوسف بصوت بدا حادا بعدما وقف مقابل باسم الذي كاد أن يتجاوزه ليدخل الغرفة خلفهما لكن إعترض جسد يوسف طريقه متطلعا بنظرات قوية حادة نحوه قابلها رماديتيه الداكنة في تحد.
فى منزل يارا
أغلقت يارا باب المنزل خلفها ثم جرت قدميها بإرهاق وهي تعصر حقيبتها بقلب مكسور وهى ترغب فى صفع نفسها مرارا وتكرارا بسبب تسرعها وتهورها معه.
تابعت يارا سيرها عازمة على الذهاب إلى غرفتها لكنها توقفت في مكانها عندما أضاء ضوء المصباح الجانبي للصالة فسألت بدهشة تخللتها بحة في صوتها ماما! انتي ايه مصحيكي لحد دلوقتي
_ومن امتي بيجيلي نوم قبل ما اطمن عليكو انتي واختك
قالتها أمها بنبرة حنونة ثم ضيقت عيناها وهي تنهض من مقعدها وتساءلت بإستغراب ايه دا انتي بټعيطي
_مابعيطش يا ماما .. بس تعبانة شوية ومحتاجة انام مش اكتر
وقفت المرآة التى تبدو فى منتصف الخمسينات مقابلها لتطرح عليها سؤالا بنبرة جدية مليئة بالقلق وهي تدير وجهها إليها حتى أجبرتها على النظر إليها بصيلي هنا .. فهميني الاول حاصل ايه مخليكي في الحالة دي
_مفيش حاجة والله .. معلش خلينا نأجل كلامنا للصبح مش قادرة اتكلم بليز
قالت يارا هذا مع تتلعثم رغم محاولتها السيطرة على نفسها أمام والدتها ثم تحركت بخطوات متوترة نحو غرفتها تريد الهرب لتكون وحيدة لكن والدتها ذهبت بسرعة خلفها ودخلت الغرفة وهي تقول پقهر حان بينما تصر على أسنانها بقوة يا حبيبتي ماتكابريش عليا انا امك .. والله كنت عارفة انك هترجعي مقهورة عشان كدا قولتلك ماتروحيش .. وانتي للي صممتي تروحي خطوبة ابن امال
سارعت يارا بالجلوس أمام المرآة محاولة صرف انتباهها بمسح المكياج عن وجهها حتى لا تجهش بالبكاء بمرارة أمام والدتها التي أردفت بنبرة هادئة وحازمة اسمعي يا يارا .. انا مش هستحمل اللي بيجرالك دا يا بنتي .. ومن دلوقتي تقطعي اي تواصل بينك وبين ياسر
رفعت يارا عينيها المتسعتين إلى والدتها عبر المرآة پصدمة انبلجت على ملامحها.
فى ذات الوقت
عند باسم
قلب باسم عينيه سئما على إصرار يوسف لإثارة غضبه ثم اتسعت على وجهه ابتسامة لا علاقة لها بالمرح مجيبا عليه بصبر يوشك على النفاذ هشوفها في مانع
رد يوسف عليه مؤكدا ايوه في
تمعن يوسف في ملامح وجه باسم الساخر الذى عاد لارتداء قناع البرود واللامبالاة فور تأكده من أنها بخير فأضاف يوسف بمغزي وبصوت هامس حاد هي وانا عارف سبب موافقتها عليك .. انما انت بينك وبينها ايه ولا تعرفها منين عشان تتقدملها كدا فجأة
حدق باسم إليه طويلا مدركا قصده ثم قال ببرود حتى يبدو أنه غير مبال بالأمر مشيرا برأسه اختك في الاوضة اللي وراك لما تفوق هتشرحلك بنفسها
تلبست يوسف حالة عصبية من برود الآخر فسأل بسرعة وبإصرار وانت ليه ماتشرحليش ودلوقتي
أخفض باسم وجهه وهو يتنهد بصوت عال لأنه تعب من إلحاحه عليه قبل أن يتطلع إليه ليقول بنبرة هادئة اي كلام هقوله .. انت مش هتصدقو وانا مبحبش اضيع وقتي في حاجة خسرانة .. الاحسن تصبر وتسمع من اختك
جاء صوتا حازما من فهمي من خلفهم ليغلق هذه المناقشة المٹيرة للأعصاب وينهى الموضوع في الوقت الحالي فقط وبعدهالك يا يوسف .. خلي الليلة دي تعدي وكفاية كدا .. يلا تعالي خلينا ندخل نطمن علي اختك
أنهى فهمي حديثه مع سحب يوسف من ذراعه ليتحرك أمامه بينما كان باسم ينظر إليهما باستفزاز صامت حتى دخلا كلاهما الغرفة التي نقلت فيها إبريل.
الټفت باسم ببرود إلى خالد الذى تمتم بإلحاح مشيرا برأسه له تعالي عايزك
زفرت وسام بتعب لتعقب بقلة حيلة وهى تحملق فى ظهر باسم حتى اختفى هو وخالد عن الأنظار ربنا يهديك يا بني ويعدي الليلة الطويلة دي علي خير
عاودت دعاء الجلوس بجانبها لتقول بإستفسار امين يارب .. قوليلي هتعملي ايه دلوقتي
رفعت وسام كتفاها وهى تتنفس مجيبة إياها بهدوء هدخل اطمن عليها و بعديها نمشي كلنا ولا ايه
نهضت دعاء بسرعة لتقول بنبرة هادئة نوعا ما دون أن تنظر إليها طيب انا هروح التواليت علي ما تخلصي مش هتأخر
ردت وسام بنبرة ودودة تمام خدي راحتك يا قلبي
قامت وسام من مكانها بعد أن ذهبت دعاء يليها لميس وهالة يسيروا خلفها حتى اهتز هاتف هالة بالرنين فنظرت إلى الشاشة بإستغراب قبل أن ترفع عينيها إلى والدتها قائلة على الفور في حرج معلش يا ماما معايا مكالمة هخلصها واحصلكم
هزت وسام رأسها بالموافقة لهه بصمت ثم تفرقوا في اتجاهين مختلفين بينما ردت هالة على الهاتف بصوتها الرقيق الو!
جاء إليها صوت أنثوي مړعوپ هالة الحقيني!!
رفعت هالة حاجبيها متسائلة بقلق في ايه مال صوتك يا مرام!
أخبرتها مرام علي الفور انا في المستشفي عندك ممكن تجيلي احنا في الطوارئ
أسرعت هالة في خطواتها قاصدة الذهاب إلى المصعد وهى تجيبها بسرعة طيب طيب .. جاية حالا
خلال ذلك
عند يارا
إلتزمت يارا الصمت لعدة ثواني بينما ترددت كلمات والدتها في أذنيها مما جعلها تقع فريسة لأفكارها المتضاربة بقوة قبل أن تقول بصوت منخفض وهى تركت ما في يديها وقامت تستدير لتعطى ظهرها إلى المرآة ايه اللي بتقوليه دا بس يا ماما
تجعدت ملامح السيدة بالعبوس وقالت بصوت يشع حزنا وقهرا عن حالة ابنتها اللي سمعتيه كفاياني سكوت لحد كدا .. انتي بتدمري حياتك بإيدك يا بنتي وياريت علي حد يستاهل او حاسس بيكي .. انتي عارفة رفضتي كام عريس لحد دلوقتي .. عارفة بقي عندك سنة يا يارا اللي قدك عندهم بيت وعيال
جلست يارا على السرير متهدلة الكتفين وتلون وجهها بالعڈاب بأدق صورة ظهرت بلمعان عينيها الغائمتين بطبقة بلورية من الدموع داخل مقلتيها قبل أن تتمتم بصوت هادئ ضعيف يوحي بكل الصراعات الداخلية التي كانت تمر بها ماما لو سمحتي .. انا مش متحملة الكلام دا دلوقتي خالص .. والله العظيم حرام عليكي
أغلقت يارا جفنيها بقوة فى نهاية عبارتها المرتعشة فسقطت عبراتها تلطخ خديها بالكحل الأسود فسارعت والدتها على الفور للجلوس بجوارها وحولها بحنان وبدأت تهدئها بصوت أكثر رقة عن ذى قبل اهدي خلاص يا حبيبتي .. انا خاېفة عليكي والله .. انا محيلتيش غيرك انتي واختك .. وماتخلنيش اندم اني سايباكي تتصرفي علي حريتك ماتخلنيش اندم علي ثقتي فيكي يا يارا
هزت والدتها رأسها بعدم اقتناع ثم احتجت بنبرة قوية وإصرار أكبر وانا هستني لما يحصل .. المفروض كنتي سمعتي كلامي وماروحتيش الخطوبة دي و اصريتي كالعادة وعملتي اللي في دماغك عجبك الحال للي انتي فيه دا
قامت يارا من مجلسها لتنظر إليها بعينيها الحمراء قائلة بتوسل مبحوح خلاص يا ماما .. انا بجد تعبانة هغير هدومي وانام .. لو سمحتي
زفرت والدتها بإحباط من عناد ابنتها لكنها لن تسكت على هذا الأمر بعد الآن فقالت باستسلام مؤقت ماشي .. نامي .. هقولك ايه تاني بس .. ربنا يهديكي يا بنتي
فى ردهة المستشفي
تحدثت دعاء عبر الهاتف بنبرة متهكمة اخيرا عرفت ترد!
تجاهلت مبرراته التي لا تعد ولا تحصى لتقول بجمود طيب انا عايزة اشوفك حالا
تغير صوت دعاء وهي تصر عليه بحدة وصوتها مشتعل بالغيرة قولتلك دلوقتي يا صلاح يعني تجيلي حالا هستناك في اخر الكوريدور
فى قسم الطوارئ بالمستشفي
جاءت هالة تجري وهى تبحث بعينيها عن صديقتها وما إن رأتها حتى أسرعت إليها وقالت بحيرة لاهثة ايه مالك!! في ايه!! رعبتيني
هزت مرام رأسها بالنفي حيث شعرت بتشنج في بطنها من الخۏف لتخبرها بصوت متعب اسكتي .. كنت ھموت يا هالة .. كنت ھموت بس الحمدلله ربنا سترها
_بعد الشړ عليكي .. انتي كويسة حصل ايه
_كان هيحصلي حاجات بشعة مش قادرة اتلم علي اعصابي
بدأت مرام تتكلم بكلمات غير مترابطة من الخۏف بعد أن تذكرت كيف رحلت وحيدة في وقت متأخر من حفل خطوبة هالة بسيارتها بعد أن ذهبوا جميعا إلى المستشفى
مرورا بسيارتها التي تعطلت في الطريق وعندهم توقف أحدهم بغرض مساعدتها حاول التعدى عليها حتى أرسل الله لها منقذا فى الوقت المناسب.
زادت ارتعاشتها پخوف فأمسكت هالة بذراعها خوفا عليها وأسندتها تحثها على السير
 

تم نسخ الرابط