رواية جوازة ابريل بقلم الگاتبة نورهان محسن

موقع أيام نيوز


خاصة بها ثم أجابته بحماس لا خد من دا كتير بقي الفترة الجاية
تهللت أسارير وجهها بإبتهاج تجلى في صوتها المتحمس وهي تسأل في دهشة بينما كانت تعود إلى السيارة عرفت منين اني مبسوطة !!! الصراحة مبسوطة جدا جدا .. اشتريت شوية حاجات تجنن .. بجد جميلة اوي
مالت بظهرها لداخل السيارة من الباب الخلفي حتى تمسك ببقية الأكياس وهي تستمع إلى أجابته بابتسامة ارتسمت على فمها قبل أن تخرج رأسها من الداخل بحذر وتجيبه بالنفي لا لسه .. الفستان بروفته بكرا

ضحكت على لهجته المتلهفة وأخبرته بعناد ممزوج بالدلال انسي لا مش هتشوفه الا يوم الفرح
تركت باب السيارة مفتوحا لتعود إلى جانب الرصيف ووضعت ما في يدها لتعدل وقفتها وهي تعد الأكياس بسرعة في ذهنها فأضاء وجهها بابتسامة كبيرة عندما تأكدت من أنها أخرجتهم جميعا قبل أن ترد عليه بتذمر بسيط من إلحاحه والهاتف لا يزال على أذنها بس بقي يا مصطفي مش مخليني عارفة اركز
أردفت بعناد ممزوج بالضحك قولتلك لا ماتحاولش..
أدارت ابريل جسدها وكانت على وشك التحرك تنوي العودة إلى السيارة لتغلقها لكنها لم تتقدم إلا خطوتين ثم شهقت بصوت عال متفاجئة بمرور سيارة بسرعة قصوى كالبرق لتتراجع في حالة هول مفزع عندما رأتها تدفع الباب المفتوح بكل قوتها مما أدى إلى إنتزاعه من مكانه.
بقلم نورهان محسن
خلال ذلك الوقت
فى فيلا صلاح الشندويلي
تحديدا داخل غرفة هالة
تقدمت لميس من السرير بخطوات بطيئة وهي تنظر إلى ظهر هالة التي كانت تجلس وظهرها عليها وهي تحتضن وجهها بين يديها وتبدو مفطورة من البكاء مم جعل الأخرى تبتلع لعابها باضطراب وبحذ وضعت كفها على كتف هالة وربتت عليه بخفة وهمست بندم صادق انا اسفة يا هالة .. عشان خاطري ما ټعيطي .. والله انا ماكنتش اقصد
أغمضت لميس عينيها وفتحتهما عدة مرات متتالية تحاول بصعوبة أن تمنع نفسها من البكاء لكن لم يفلح الأمر إذ انهمرت دمعة على طول خدها ندما على ما قالته بالأسفل ثم جلست خلفها على الفراش هامسة بما يشبه الابتسامة المليئة بالحزن شوفتي الغباء مسكت عصايا و اديتك بيها يمين وشمال واتنرفرت عليكي وانا موقفي مش احسن من موقفك خالص .. بالعكس اللي قلبي حابو هو اصلا ولا حاسس بيا .. ومع كدا فضل عندي امل فيه ومعرفتش انساه
سقطت دمعة تلو الأخرى على خديها الساخنين وتابعت بصوت متشبع بالعبرات مش قادرة اقنع نفسي ان باسم عمره ما هيشوفني غير اخته .. وكل العصبية اللي خرجت مني دي فيكي كانت عصبية علي نفسي اكتر ماهي عليكي .. عشان حتي لما طنط وسام قالتلي الصبح انه بيفكر يخطب .. انا برده لسه ملهوفة عشان هشوفه بكرا لما هيجي ودا ڠصب عني وياريتني قادرة اتحكم في قلبي .. ياريت
لاحظت هالة شهقات الأخرى دليلا على بكائها فالتفتت لمواجهتها وتمتمت بسرعة بصوت أبح وهي تضع يدها على ركبتها لميس!!
انخرطت لميس على الفور في بكاء مرير مصحوبا بالتنهدات الممزقة قال .. وانا اللي قاعدة انتقدك علي العشاء .. وعيني متبعاكي اول ما ياسر بيبصلك .. ويبتسم بتتغيري من فوقك لتحتك .. وبتتحولي لقطة وديعة قدامه .. وهو دا بالظبط اللي بيجري معايا لما بيكون قدامي
قامت هالة على الفور وفركت ظهرها بحنان محاولة التخفيف عنها ثم هتفت بصوت متحشرج مليئ بالتأثر بطلي عياط يا زفتة وجعتيلي قلبي اكتر
سألتها لميس بتردد يعني مش زعلانة مني!
تصدقى انتي فعلا غبية
همست هالة بضحكة خاڤتة وكانت قد هدأت قليلا من نوبة البكاء التي إنخرطت فيها منذ فترة قصيرة وهذا ما جعلها تشعر بالارتياح لأنها أفرغت شحنة التوتر والڠضب من داخلها لتحدق فيها بأنف محمر وردت بتوبيخ لطيف بعد أن تنحنحت لإزالة ما توقف في حلقها بسبب بكائها انا بعيط عشان كل اللي قولتيه مظبوط يا لميس .. بس انا بجد خاېفة ومش عارفة اعمل ايه!
تطلعت لميس إلى ملامح وجهها الحمراء بعينين متعاطفتين بينما خفضت الأخرى رموشها وهي تشعر بالدموع ټحرق عينيها من جديد لكنها تجاهلت ذلك وهى تستطرد تقول بصوت خاڤت ما كان يجول في أفكارها بصدق خاېفة اقوله ان كل اللي بيحصل مش عجبني ومضايقني .. بس معرفش هيكون رد فعله هيكون ايه .. انا لسه مش قادرة افهمو كويس .. و اذا واجهت هضطر اخد موقف انا مش جهزالو..
أخذت نفسا عميقا وهي تربت على كف لميس ثم أردفت بلطف بس انتي موضوعك غيري خالص يا لميس .. انتي مش عايزة تشوفي غيره بعينك من وانتي صغيرة .. ولما كبرتي بقيتي ترفضي العرسان اللي اتقدمولك .. وفضلتي متعشمة بحاجة انتي عارفة انها مفهاش أمل .. باسم فعلا شايفك اخته هو بيحبك زي اخته وانتي عارفة كدا..
كلامها كان بمثابة سيف الحق الذي اخترق منتصف قلب لميس دون رحمة فابتلعت تلك الغصة الحارة في جوفها
 

تم نسخ الرابط