رواية جوازة ابريل بقلم الگاتبة نورهان محسن
المحتويات
يراقبها من بعيد وهي واقفة متكئة على إحدى الأشجار في مكان ما بالحديقة لكنه كان بعيدا قليلا عن الضجيج الذي سبب لها الصداع لأنها لم تكن معتادة على الأجواء الصاخبة.
رفع خالد كفه ومسح وجهه بتوتر يريد للذهاب إليها لكنه متردد فوقعت عيناه على يده المضمدة بالشاش الأبيض جال عقله قبل ليلتين عندما جاء لمساعدتهم في تعليق أغصان الإضاءة في الحديقة مع العمال وقتها كان باسم مريضا طريح الفراش طوال الليل ولم يستطع أن يمنع نفسه من القدوم لرؤيتها فور علمه بوصولها إلى منزل عمها.
استدارت برأسها إلى الجانب نحو مصدر الصوت الرجولي لتجد خالد واقفا على بعد مسافة قصيرة منها واضعا يديه في جيوب بنطاله.
رفعت لميس رموشها ونظرت إليه بدهشة متسائلة دون أن تفهم قصدك ايه!!
_نسيتي اني مريض عندك يا دكتورة!
صمت خالد برهة يتأمل مظهرها إذ كان الهواء يحرك شعرها الذي تداعب خصلاته وجهها بنعومة فأعادته خلف أذنها بحركة عفوية وهي تنتظره يواصل حديثه فأغض بصره عن تلك المرأة الفاتنة وتابع بصوت أجش كنت مستني منك اهتمام اكتر من كدا بمرضاكي وتسألي عليا
تصنع خالد الدهشة وسألها بمزاح حرام عليكي بقي الچرح اللي بطول دراعي دا خدش بسيط
عقبت بصوت ناعم مملوء بالمرح الذي دغدغ حواسه شكلك انت ناسي انا دكتورة ايه ودي عيبة في حقك تقول انك مريض عندي وانا بعالج الاحصنة
شعرت بنظرات عينيه الخضراوين التى تبتسم لها بدفء محبب يشبه نبرة صوته وهذا الشعور أربكها فقالت بسرعة برقة قبل أن تهم بالتحرك أو بالأحرى بالهروب طيب عن اذنك لازم ارجع عندهم
_لميس
نطقه لأحرف اسمها بنبرة مشحونة بالمشاعر بهمسه الرجولي الساحر جعلها تدير رأسها وتنظر إليه وهى تزدرد ريقها بارتباك شديد.
عند باسم
انحرف باسم بالسيارة وهو يدخل من بوابة كبيرة إلى الفناء للمنزل وصفها جانبا أمام المدخل الذى يعكس مدى الرقي والذوق الرفيع في تصميمه الإبداعي بينما توجد على الجانبين شلالات حائطية ويعتمد الماء في تصميمه على وجود أنبوب معلق بإستخدم عمودين خشبيين يتدفق الماء من الجانب السفلي للأنبوب بشكل مستمر ليظهر وكأنه ثابت بلمسة ساحرة وملفتة ويتجمع الماء في حوض مستطيل في أسفل الأنبوب ليتم ضخه مرارا وتكرارا وصوت جريان مياهها هادئ ومريح للأعصاب.
لوت ابريل شدقها بانزعاج من لهجته الآمره ونظرت إلى الأمام وعقدت ذراعيها أمام صدرها لتقول برفض مش جاية معاك في حته..
ترجل باسم من السيارة والټفت إلى الجانب الآخر ليفتح بابها ومد يده محاولا التصرف بلباقة انزلي
_مش...
حدجها باسم بسخط ثم قطع جملتها بسرعة في مهدها ليهتف بنفاد صبر حتى نزلت من السيارة مش وقت شغل العيال دا خلصيني
خرجت عنوة من السيارة وهي تنظر إليه بازدراء سافر لم يهتم بها وأغلق الباب بالقفل الإلكتروني ليحثها على السير بجانبه.
دخلا الحديقة الفسيحة فنظرت حولها في المكان المليء بالناس والأضواء الساطعة على أمل ألا تقابلهم هنا بينما هناك حدس مقلق بداخلها يحذرها من أن المستقبل سيكون أسوأ بكثير من الحاضر.
بقلم نورهان محسن
عند خالد
أكمل خالد حديثه بصوت جاد مش عايزك تحسي اني بتخطي حدودي وعارف ان انا وانتي مش بينا كلام يشجعني علي اللي هقوله لكن انا..
ظلت بقية كلماته معلقة في الهواء بتردد فنظرت إليه لبضع لحظات من الصمت مدركة ما يرمي إليه لكنها لم تستطع الصمت لتسأل بنبرة متوترة عاوز تقول ايه
استجمع خالد شتات نفسه وأجابها بنبرة مليئة بالجدية تتطابق مع الصدق المتلألئ فى عينيه الخضراوين العميقتين حابب تعرفي اني جد جدا في طلبي وعايزك تكوني شريكة حياتي عشان كدا كلمت باسم في الموضوع دا الاول
بللت فمها بطرف لسانها واستفسرت بضيق فيه لمحات من الإحراج باسم كان عارف من امتي انك عايز تطلب ايدي!
أجابها خالد موضحا بذات النبرة العميقة الأجش من فترة وكان مستني فرصة انك تيجي خطوبة اخته عشان ياخد رأيك بالموضوع .. يعني بإعتباره صحبي وابن عمك كنت عايزو يمهدلي الطريق مع باباكي .. بس هو اللي شجعني نشوف رأيك ايه الاول قبل اي كلام مع باباكي عشان ما احرجش نفسي لو رفضتي
خفضت لميس
متابعة القراءة