رواية جوازة ابريل بقلم الگاتبة نورهان محسن

موقع أيام نيوز


لأني انا اللي هتجوز مش حد تاني
أخذت سلمى نفسا عميقا لتزيل ذلك التوتر عنها واقتربت منها بخطوات حذرة ورفعت يديها تربت على أبريل بلطف وخاطبتها بنبرة هادئة ابريل يا حبيبتي .. مصطفي فعلا شاريكي وبيحبك .. عشان كدا كان متردد يفتحلك الموضوع دا
ارتدت أبريل إلى الوراء رافضة الشعور بكلماتها الحانية التي كانت في هذه اللحظة مثل الجمرات على جلدها وهي تستمع منها إلى هذا الهراء دون أدنى قناعة مم جعل سلمى تجفل منها عندما ردت عليها بصوت منزعج انتي فاكراني عيلة صغيرة هتصدق الكلام الفارغ دا .. لو كان عايز يطلقها معملهاش ليه من ست شهور!

_بلاش دي .. يا تري كان هيتجوزني وهي لسه علي ذمته .. ولا كان هيطلقها الاول في خلال اسبوعين!
أدركت أبريل من عدم نظر سلمي مباشرة إلى عينيها أن هناك شيئا لا تريد أن تكشفه لها وكان من المؤكد أن كلماتها التالية هي كڈبة ستحاول خداعها بها بينما استنشقت سلمى نفسا عميقا وأخبرتها بدفاع مؤكد اكيد كان هيطلقها وا...
قطعت أبريل بقية عبارتها هاتفة بصلابة مشوبة بالجمود فلم تعد ترغب في سماع المزيد من الأكاذيب ما تلقته منهم كان كافيا حتى الآن انا مش هتجوز
انكمشت ملامحها بإستنكار وتشدقت بإستهجان انتي اجننتي يعني ايه مش هتتجوزي .. وفرحك بعد كام يوم
وضعت يدها على صدرها تتنفس بقوة وتبزغ من عينيها مشاعر الازدراء وهي ترفع حاجبيها في استياء لتخبرها بلهجة مقهورة فرحي!! قصدك القعدة اللي علي الضيق اللي هتكون هنا .. في البيت دا .. دلوقتي بس فهمت ليه قال انه عايز احتفال صغير واتحجج بسفره وشغله الكتير وعايزنا نسافر علي طول بعدها .. عايز الموضوع مايبقاش معروف!!
تردد صدى صوت ريهام بتساؤل أثناء نزولها الدرج مرتدية بدلة نسائية باللون الأبيض واعتمدت معها توب أنيقة وأكملت المظهر الأنيق بحقيبة كلاتش وصندل كعب عالي باللون الأبيض أيضا ومجوهرات ذهبية لتجمع بين الأنوثة والأناقة جرا ايه في ايه ليه پتزعقوا كدا!
أدارت سلمى رأسها إتجاهها وأشارت إليها بيدها قائلة لها بصوت غاضب تعالي يا ريهام .. اسمعي اختك بتقول ايه
وصلت ريهام إلى حيث كانوا واقفين توزع نظراتها بين والدتها وأبريل التي تقف فارغة الوجه قبل أن تتساءل عن عدم فهم في ايه يا ابريل .. فهموني ايه الحكاية!
سحبت سلمى الهواء إلى صدرها بقوة وعقدت ذراعيها تحت صدرها ثم قالت عابسة حنين كانت هنا من شوية .. وملت دماغها بكلام كدب وخليتها عايزة تبوظ جوازتها
لم تخفى على ابريل علامات الصدمة التي بدت على وجه ريهام فور سماعها تلك الكلمات حيث ارتفع حاجباها واتسعت مقلتاها قبل أن تسأل بغرابة شديدة أعربت عن إستنكارها على ما قالته والدتها للتو معقولة يا ابريل!! ازاي تصدقي كلام من واحدة زي دي بالسهولة دي!
عقدت أبريل حاجبيها واڼصدمت من سلاسة سؤالها وكأنه شيء عادي يحدث لتشعر بنصل حاد انغرس في قلبها زعزع ثباتها وتبعثر كيانها وهي تسألها في صدمة انتي كمان كنتي عارفة!!
وضعت يديها فى جانبيها ثم ردت سريعا بسخرية مريرة تحت أنفاسها الثائرة وهي تدير عينيها نحو سلمى صحيح انا نسيت .. ما مصطفي قريب حضرتك يا طنط وتعرفوه كويس اوي .. انا اللي شكلي كنت اخر من يعلم انه متجوز .. انا بس هنا المغفلة الوحيدة اللي في وسطكو
نقلت نظرها بينهما وفمها مفتوح في صدمة شديدة ممزوجة بالڠضب وأصوات أنفاسها تتعالى قبل أن تجيب بعدم تصديق مليئ بالجزع والتعجب يتقافز بين ثنايا وجهها بس ازاي قبلتوا انه يخبي عني ويكدب في حاجة زي دي!! ازاي بابا وافق علي كدا!
ابتلعت ريهام لعابها وهى قلقة على حالة أبريل التي كانت علي مشارف الإنهيار تدحرجت عينيها نحو والدتها التي وقفت وتبادلت معها النظرات بارتباك من تأثير الصدمة عليها حيث أن مجيئ حنين إلى هنا لم تأخذه في الاعتبار خاصة أنها عرفت أنها تعلم ولم تبد أي اعتراض.
حاولت ريهام معالجة الموقف وهي تقترب من أبريل لتساعدها على الجلوس على الأريكة خلفها وقالت بنبرة هادئة ابريل .. اقعدي كدا واتنفسي براحة .. انتي فاهمة غلط احنا مانقصدش نخبي عليكي والله ..
قالت ريهام ذلك نظرت إليها أبريل پألم وهزت رأسها بعدم تصديق سافر فوجدت سلمى طريقة لتترك الحروف تتدحرج على لسانها لتردد مع قليل من الاستياء صدقينا يا حبيبتي .. دي وحدة غيرانة منك وعايزة تبوظ فرحتك دي خبيثة بدليل انها كانت عارفة من الاول وفضلت ساكتة بس اول ما مصطفي سافر استغلت الفرصة في غيابه عشان تيجي وتقهرك
رمشت أبريل رموشها الاصطناعية الطويلة عدة مرات متتالية وكل ما كان يخطر ببالها هو أنها قد انخدعت ممن تعتبرهم عائلتها أرادت أن ترد عليهم لكن الصدمة ألجمت لسانها وهي تلهث للحصول على الهواء وتتزايد دقات قلبها بلا هوادة وهذا ما لاحظته ريهام حينما انطلق صوت بوق سيارة
 

تم نسخ الرابط