رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود
المحتويات
ربنا يخليكي لماما ياحياتها
بقت الصغيرة ملازمة أمها في الفراش حتى صك سمعها صوت فتح الباب فوثبت من مكانها وهرولت إلى الخارج لترى والدها .. وجدته دخل وأغلق الباب ثم اندفع إلى الداخل مسرعا نحو غرفة أمها فلحقت به مجددا إلى الداخل .
دخل والقى نظرة سريعة على جلنار المتكورة في فراشها وتوليه ظهرها ممسكة ببطنها وجسدها ينتفض
________________________________________
تحرك نحوها وجلس بجوارها على الفراش هاتفا في قلق ملحوظ في نبرة صوته
_ جلنار إنتي كويسة !
هزت رأسها بالإيجاب وهي تحاول جاهدة في إخفاء وجهها عنه حتى لا يرى تورم شفتيها واحمرار عينيها .. خشية من تعنيفه لها .. سيعرف فورا سبب التعب إذا رأى وجهها ولن تسلم من توبيخه وسيغضب بشدة .
_ بصيلي ياجلنار وقوليلي إيه اللي تاعبك .. اتصل بالدكتور عشان يجي طيب
تنظر له !! تعترف أنها تخشى من غضبه هذه المرة إذا عرف أنها أكلت الموز وهي لديها حساسية مفرطة منه ويسبب لها أعراض قاسېة كالتي تحدث لها الآن ستكون ردة فعله عڼيفة .. فمن أهم القوانين التي تسير بالمنزل منذ زواجهم هو عدم دخول فاكهة الموز مطلقا بعدما تناولت منه ذات مرة وأصابتها أعراض قد تكون أشد وأعنف من هذه وتتذكر حتى الآن كيف كان وجهها يعتليه الزعر الحقيقي لأول مرة وهو يراها أمامه لا تتمكن من التقاط أنفاسها حتى وجسدها يرتعش پعنف ووجهها كله تورم وتتألم من ألم معدتها منذ ذلك اليوم وهو منع دخوله إلى المنزل وكانت تحذيرياته صريحة وقاسېة إذا حدث واخترقت تعليماته .
_ جلنار !!! .. تعبانة من إيه ردي عليا !
ثلاث ثواني بالضبط حتى وجدت نفسها تهتف بتلقائية لتتهرب منه وهي لا تزال ډافنة وجهها بين ثنايا الوسادة
استحوذ الصمت عليه للحظات قصيرة وهو يرفع حاجبه متعجبا ردها المبهم في باديء الأمر .. لكن سرعان ما ارتحت عضلات وجهه وفهم كلمتها فاخفى ابتسامة كانت ستنطلق على شفتيه والټفت برأسه للخلف إلى ابنته التي تقف أمام الفراش وتتابع والديها بنظرات بريئة كلها اهتمام وخوف على أمها ارسل لها ابتسامة عذبة فبادلته هي إياها بعفوية .. ثم عاد برأسه مرة أخرى إليها وانحنى على أذنها يهمس بمكر متمالكا ضحكته
نكزته بمرفقها في غيظ وتمتمت
_ بلاش وقاحة
لا تزال تخفي وجهها عنه لا تريده أن يراها مما جعله يدرك إن الأمر قد لا يكون كما قالت فقط انتصب في جلستها ثم نهض والتف حول الفراش من الجهة الأخرى وهتف بلهجة صارمة
_ طيب ارفعي وشك اللي مخبياه ده .. خليني اشوف الظروف دي مالها !
لحظات حتى توقفت عن التقيأ فأسندها واتجه بها نحو المرحاض ووقفا أمامه ثم فتح صنبور الماء وغسل لها وجهها وهي لا تقوى على فتح عيناها من التعب وترتعش بين يديه .
انحنى وحملها على ذراعيه وخرج بها إلى خارج الحمام فاسندت رأسها هي على صدره وقالت باستسلام وألم حقيقى بعدما كشف فعلتها
_ اتصل بالدكتور ياعدنان
وصل بها إلى الفراش ووضعها عليه بحذر شديد ثم أخرج هاتفه من جيبه ورد عليها بصوت حاد ونظرة كلها سخط لا تبشر بالخير
_ هتصل بيه وليكي حساب معايا بعدين
خرج إلى شرفة الغرفة وأجرى اتصال بالطبيب وطلب منه حضوره في اسرع وقت ثم دخل مجددا لهم واقترب من ابنته لينحنى إلى مستواها ويقول بهمس لم يصل إلى أذن جلنار رغم محاولتها في سماع ما يقوله لها
_ مين اللي جاب الموز ياهنايا
ردت الصغيرة على أبيها ببراءة
_ عمو حامد
كان وجهه متشنجا بشكل مخيف من فرط سخطه انتصب في وقفته والقى نظرة ثاقبة على جلنار قبل أن يندفع لخارج الغرفة والمنزل بأكمله .
وقف على عتبة المنزل الداخلية وصاح بصوت جهوري
_ حامد !
وصلت صيحته إلى حامد حارس البوابة الرئيسية للمنزل فهب واقفا من مقعده وهرول راكضا إليه حتى وقف بمقابلته وقال
_ نعم يا عدنان بيه
عدنان بعصبية وصوت مخيف
متابعة القراءة