رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود

موقع أيام نيوز


غيبوبة سكر 
تملكه القلق هو الآخر حيث أبعدها عنه بلطف وهتف 
_ هي عندها السكر ! 
هزت رأسها بالإيجاب وتابعت في ندم وألم 
_ كله بسببي يارتني قولتلها أنا يمكن مكنش ده حصلها .. كانت هتسمع منى احسن ما تسمع من الغريب 
حاوط كتفها بذراعه يحثها على الجلوس هاتفا بعدم فهم 

_ طيب اهدي واقعدي الأول بس وفهميني هو ده حصل إزاي ! 
جففت دموعها وردت بصوت مبحوح مجفلة نظرها الأرض بخجل ومرارة 
_ واحدة من الجيران جات عندنا وقالتها على اللي حصل معايا لما اتخطفت وكمان على الكلام والأشاعات اللي طلعتها عليا اللي متتسمي بدرية .. الهي ربنا ينتقم منها مطرح ما هي مرزوعة

________________________________________
.. وطبعا هي أول ما سمعت الكلام ده تعبت ومقدرتش تستحمل
آدم عاقدا حاجبيه باستغراب 
_ اشاعات !!! 
هتفت مسرعة في أسى وخنق دون أن ترفع نظرها عن الأرض 
_ قالت عليا كلام مش كويس يا آدم يعني عشان تخلي سمعتي في الطين في المنطقة 
لم يرد أن يضغط عليها أكثر خصوصا في هذا الوقت رغم أن ما سمعه للتو ألهب نيران الڠضب بداخله إلا أنه لم يظهر لها شيء وهتف في حنو وصوت هاديء يبعث الطمأنينة 
_ بصي بعدين تبقى تحكيلي الموضوع ده بالظبط .. لكن دلوقتي مش وقته .. إنتي اهدي الأهم ومټخافيش هتفوق وهتبقى زي الفل أنا واثق 
_ يارب 
_ هو فين أوضة الدكتور تعرفيها 
_ ليه 
_ هتكلم معاه شوية واعرف منه تفاصيل اكتر عن حالة جدتك .. فينها الأوضة 
أشارت بسبابتها على أحدي الغرف بالجهة المقابلة متمتمة 
_ شوفته دخل الأوضة دي 
استقام واقفا وقال بجدية 
_ طيب خليكي هنا متتحركيش من مكانك وأنا مش هتأخر عليكي
هزت رأسها بالإيجاب وتابعته وهو يسير متجها لتلك الغرفة التي أشارت إليها .. وبمجرد دخوله واختفائه عن انظارها عادت دموعها تنهمر من جديد ولكن بصمت ! ...
في مساء ذلك اليوم ......
تجلس بجواره في مكتبه الخاص وأمامهم عدة أوراق خاصة بالعمل .. يعملون منذ ساعتين تقريبا كلاهما يملي على الآخر بعض الأفكار لتحسين وضع معين يخص العمل .. فيتبادلون الأحاديث والافكار بتفهم وجدية .
توقفا عن الحديث والتقطت هي ملفا تتفقد أوراقه وتقرأه بعناية غير منتبهة لنظراته التي تعلقت عليها يتأملها بسكون وغرام وبعد ثلاث دقائق من الصمت التام التفتت برأسها له على حين غرة وكانت ستهم بالتحدث لولا ملاحظتها لعيناه الثابتة عليها فاضطربت وهمست بريبة 
_ شو صار لك ليش عم تتطلع فيني هيك !! 
رأت شبح ابتسامته العبثية تظهر فوق شفتيه ليجيبها غامزا بمكر 
_ بتأمل في الجمال اللي قاعد جمبي ده .. اصل حاسس إنه محلو النهارده مش كدا ولا أنا متهيألي 
رمشت بعيناها عدة مرات في صدمة قبل أن تشيح بوجهها للجهة الأخرى مسرعة وتهتف متذمرة بخجل شديد 
_ حاتم حاج تخجلني كل مرة هيك !! 
ضحك وقال مشاكسا إياها مستمتعا بخجلها 
_ وتخجلي ليه .. هو أنا قولت حاجة غلط ! .. أنا بس قولت اللي شايفه 
رفعت يدها لا إراديا ترجع خصلات شعرها المنسدلة على وجهها للخلف مبتسمة باستحياء ملحوظ وتجيب في خفوت 
_ thank you ! 
أجابها بمداعبة وعينان تطلق نظرات غريبة ومختلفة 
_ your welcome babe على الرحب والسعة ياعزيزتي 
رفعت حاجبها بابتسامة مدهوشة من كلمته الأخيرة لكنها هزت رأسها بعدم حيلة وعادت ټدفن نظرها بين الأوراق من جديد حتى سمعته يتابع بنبرة جادة ومتضايقة 
_ أنا آسف 
نظرت له مجددا وهدرت باستغراب 
_ لشو !!! 
حاتم معتذرا بلطف وحنو 
_ على اللي عملته معاكي في اليوم اللي اتأخرتي فيه برا .. اتعصبت عليكي جامد وزودتها بس مكنتش عارف أنا بعمل إيه والله من كتر عصبيتي وخصوصا لما قولتلي إنك مع راجل اټجننت .. متزعليش مني !
ابتسمت برقة ثم غمغمت في لؤم 
_ أي تمام ماني زعلانة خلص بس إذا تكررت مرة تاني ما راح مرأها بسهولة هيك ليكون بعلمك يعني مشان ما تفكر تتكررها 
حاتم ضاحكا بمرح 
_ ياشرس إنت 
نادين بحزم مصطنع مانعة ابتسامتها من الظهور فوق ثغرها 
_ خلينا نكمل الشغل مو وقت الكلام هلأ 
قهقه بخفة عليها بعدما لاحظ تغييرها لمجرى الحديث في محاولة بائسة لإخفاء خجلها بتصنعها للحزم !! ...
يجلس بحديقة المنزل فوق المقعد الهزاز يرتدي حلته الرجولية وكل لحظة والأخرى يرفع يده يتفقد ساعته .. فقد أوشك على الساعة وهو ينتظرها هكذا بالخارج ولم تنتهى بعد ! .
ترك صغيرته مع جدتها وكان سيأتي ويأخذها في المساء أثناء عودتهم للمنزل لكن أسمهان رفضت وأصرت بأن حفيدتها ستقضي الليلة معها .. والغريب أن حتى الصغيرة لم ترفض بل رحبت بالفكرة وسعدت جدا .
هب واقفا وكان سيندفع للداخل حتى يذهب لها ويتفقدها بعد كل هذا
 

تم نسخ الرابط