رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود
المحتويات
لا هو يتخلى ولا هي تتمكن من العفو بسهولة .
قالت في خفوت وضيق
_ اللي قولته الصبح مش هيغير حاجة ومش هيخليني انسى كل حاجة واسامحك
ابتسم بمرارة وتمتم في تفهم
_ عارف ومش منتظر إنك تسامحيني بالسهولة دي أساسا .. أنا بس حبيت اوضحلك إني عمري ما كرهتك ولا يمكن هكرهك
جلنار باستياء وألم دفين
احتدمت نظراته في حدة ليهز رأسه بالنفي في عڼف ويقول بصدق لمسته في نظرته وصوته
_ أبدا .. أنا لو فعلا زي ما بتقولي كنت هطلقك واسيبك وهبقى برضوا ريحت ضميري .. لكن أنا عايزك بجد ومش مستعد اخسرك إنتي وبنتي .. إنتي عرفاني كويس وعارفة إني مش بتمسك بشيء إلا لما يكون غالي عندي بجد وإنتي وهنا اغلي حاجة في حياتي دلوقتي
_ الكره حاجة والحب حاجة ياعدنان .. مش معنى إنك مش پتكرهني يبقى بتحبني .. يمكن صحيح إنت عمرك ماكرهتني بس كمان مبتحبنيش
عيناها ونظراتها صوبوا سهمهم لقلبه الذي تألم بشدة فرفع أنامله يمسح دمعتها برقة ثم ينحنى عليها مقبلا عيناها وينزل بشفتيه أسفل عيناها مكان الدمعة يقبله كذلك هامسا في نبرة تحمل بحة رجولية ساحرة كلها دفء وحب
ظلت مغمضة عيناها تحت تأثير قبلته الرقيقة حتى أحست به يقترب بوجهها ناحية رقبتها تاركا خصرها ومحاوطا إياها من ظهرها بذراعيه يضمها إليه أكثر معانقا إياها بقوة ډافنا وجهه في رقبتها وخصلات شعرها يستنشق عبق زهرته بعمق فلا تتخلل رائحتها في أنفه فقط بل حتى في قلبه .
ارتفع صوت رنين الباب وكانت أمها تقوم بأداء فرضها فاضطرت هي للنهوض حتى تفتح للطارق المجهول .. سارت زينة باتجاه الباب هاتفة
_ أيوة ثواني
وصلت وامسكت بالمقبض تديره وتجذب الباب إليها بعفوية غير متوقعة لما ستجده أمامها .. وبمجرد ما أن وقعت عيناها عليها تصلبت كان صاعقة أصابتها من فرط الصدمة وتفوه لسانها بشكل لا إداري في عدم استيعاب
.......... ...........
_ الفصل الرابع والثلاثون _
لا تدري كم مر من الوقت وهي بين ذراعيه هكذا تتشبث برقبته وټدفن وجهها بين ثنايا كتفه .. حالة من الضعف اللإرادية تمكنت منها لدقائق طويلة .. ولم تستمع لأي صوت داخلها ېصرخ عليها بالابتعاد وفقط سارت خلف تلك المشاعر التي تحركها كالدمية وانزلت راية صمودها مؤقتا .
كانت في عالم آخر حتي صړخ صوت بعقلها واستفاقت على أثره فأدركت الوضع .. ابعدت يديها عنه وتراجعت للخلف بخطوة تسحب جسدها من بين ذراعيه وتحدجه بسكون وبعيناها نظرة استنكار لضعفها أمامه .. لا يجب أن تكون لينة بهذا الشكل .. فمازال الطريق طويل أمامه حتى ينال ما يسعى إليه .
تابعها عدنان بعيناه البائسة وهي تعود لتجلس فوق مقعدها أمام الطاولة وتشيح بوجهها للجهة الأخرى تتفادى النظر إليه عمدا .. كإشارة بسيطة ترسلها له من خلال تلك التصرفات أن ما حدث كان مجرد حالة لحظية لا تعني شيء وأنها لن تكون دليل على مسامحتها أبدا .
تحرك خلفها ليجلس على مقعده أمامها ويستمر في تمعن النظر بها بأسى .. هي لا تعطيه اهتماما لكن عينيه لا تحيد عنها تتأملها في عمق .. لا يؤذيه تمعنها عن الغفران بقدر شعوره بعدم ثقتها به في أي شيء تلك المشاعر السلبية التي تنطلق منها إليه تقتله الما !!! .
عادت الروح للجسد .. وعاد القلب يضخ پالدم من جديد .. ينبض پعنف كأنه عاد للحياة للتو .
خمس سنوات مرت منذ أن قرر بالفرار من كل شيء وكانت هي في المقدمة تلك القائمة التي يود الهروب منها .. ظن أن السنوات والبعد سيقضى على عشق لم يجد مأواه مع عاشقه .. لكن لم تزيده السنوات إلا ألما وشوقا .. يتخبط كل ليلة بأشواقه وأحلامه التي
________________________________________
تزوره بها دوما كأن عقله الباطني يرسل له إشارات ليخبره من خلالها يكفيك تفكير بها .. ترهق نفسك وترهقني معك ! .. لكن هيهات فهل يستمع القلب المتعجرف لذلك العقل المتفلسف ! .
قلبه أخذ يطرق بقوة يرسل للجميع دليلا بأن الليلة التقى أخيرا بذلك المعشوق الذي ارهقه لسنوات .. والإبتسامة صعدت بشكل لا إرادي
متابعة القراءة