رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود
المحتويات
تلك الجرأة التي كانت تستحوذها بالأمس والآن هي تتلون بالأحمر خجلا ! .
_ عدنان اصحى يلا كفاية .. آدم بيرن عليك من بدري
أجابها بصوت ناعس
_ اعملي التلفون سايلنت وسيبك منه
قهقهت بخفة ثم مالت عليه وطبعت قبلة ناعمة فوق وجنته ولحيته هامسة
_يلا بقى قوم بلاش كسل احسن اجبلك هنا وهي بتعرف تصحيك كويس أوي
_طيب كام بوسة تاني كمان عشان اقوم
ضحكت وبسذاجتها لبت طلبه وأخذت توزع قبلاتها الناعمة على وجهه وهو مغمض عيناه ويبتسم بسعادة وحين توقفت فتح عيناه الماكرة وقال بعينان تلمع برغبة
_ دوري بقى
اعتدل بظرف لحظة وغار عليها يكبلها بيديه حتى لا تفر هاربة منه .. ولم تجد هي أمامها مفر سوى أن تصيح منادية على ابنتها فهي الوحيدة التي ستنقذها منه لكنه كان أسرع منها وكتم على فمها بيده ضاحكا ويقول
ابعدت يده عن فمها وقالت بضحكة مغلوبة
_ طيب ابعد عني بقى
هدر بعناد مبتسما
_مش قبل ما اخد دوري
مال عليها وكان على وشك أن ينل منها وسط ضحكها ومحاولاتها للتملص من بين يديه لكن صوت طرق الباب والعبرة الطفولية وهي تقول بكل براءة
الټفت برأسه تجاه الباب وهو يتنهد بعدم حيلة بينما جلنار فاڼفجرت ضاحكة وقالت بخبث لكي تثير غيظه أكثر
_حبيبة مامتها جات
عدنان جازا على أسنانه بغيظ
_ ماشي ياجلنار .. هسيبك بس عشان هاخدك مشوار
_مشوار إيه !
عدنان بغمزة جذابة
_ مفاجأة
بعد مرور ساعات طويلة نسبيا ..........
_ احنا جينا بيتنا ياعدنان !!!
أجابها وهو يفتح الباب وينزل من السيارة
_ ماهي المفاجأة هنا ياحبيبتي يلا انزلي
قادت خطواتها خلفه بعدما خرجت من السيارة وفور دخولها للمنزل توقفت متسمرة بدهشة وهي ترى كم التغيرات التي أحدثها بالمنزل لتقول له بانبهار
ضمھا إليه وقبل شعرها متمتما
_ الحمدلله إنه عجبك .. بس مش دي المفاجأة تعالي معايا فوق وبعدين نبقى نكمل وافرجك على بقية التغيرات اللي عملتها في البيت
سارت معه مبتسمة يصعدون الدرج حتى وجدته يتحرك بها لإحدى الغرف المغلقة والتي من المفترض أنها ستكون لطفلهم الثاني .. فتسمرت مكانها بذهول فور تخيلها لشكل المفاجأة لكنه ابتسم وحثها على استمرار السير معه وعند الباب تركها وابتعد عنها ليفتح الباب ثم يتقهقهر للخلف لكي يترك لها أسبقية الدخول .
اغروقت عيناها بالعبارات واستدارت له لا إراديا ترتمي بين ذراعيه هاتفة من بين دموعها بصوت مبحوح
_ الأوضة لو فيها أي حاجة مش عجباكي وعايزة تغييرها براحتك
هزت رأسها بالنفي واردفت بسعادة غامرة
_ تؤتؤ كل حاجة حلوة أوي وأجمل مفاجأة بجد ياعدونتي
ضحك ورد بشوق وحماس
_ طيب جهزي نفسك إنتي وهنا بقى بليل عشان نرجع البيت
عبست قليلا وقالت برقة ونظرة كلها حنو
_ طيب خليها بعد يومين يعني مثلا بعد فرح آدم يكون بابا بقى كويس وبعدين نرجع لأني مش هقدر اسيبه دلوقتي
تنفس الصعداء بحنق وأجابها في عدم صبر
_ زهقت ياجلنار ووحشتيني أوي إنتي وهنا ده أنا ما صدقت خلصت البيت عشان اخدك وترجعي
_ عشان خاطرك بس يارمانتي هستحمل شوية
بتمام الساعة السابعة مساءا ..........
انفتح الباب ودخل عدنان ليقابل صوت أخيه وهو يقول لأمه مازحا
_ أهو الباشا شرف أخيرا يا أسمهان هانم
ابتسمت أسمهان وهتفت بحنو
_ ليه اتأخرت كدا ياحبيبي
تقدم منها وانحنى عليها يقبل رأسها بدفء متمتما
_ معلش ياماما كان معايا شوية حجات
خلصتهم وجيت علطول والله
أردف آدم بمرح
_ احنا لينا ساعتين مستنينك عشان العشا .. المفروض تراعي إني عريس ولازم اتغذى كويس
رمقه بحاجب مرتفع ثم هدر باسما بنبرة ذات معنى
_ اه طبعا اهم حاجة تتغذى ما أنت داخل على ملحمة بقى مش كدا ولا إيه يا عريس !
قهقه عاليا وأجاب بلؤم وهو يوجه الحديث لأمه
_ عندما تتحدث الخبرة !
تنفست أسمهان الصعداء بعدم حيلة وهي تضحك ثم صاحت منادية
_ هاتي ياسماح العشا يلا
_ والله واتجمعنا من تاني على سفرة واحدة ياولاد الشافعي .. ربنا يخليكم ليا ياحبايبي ويحفظكم وما يفرق بينا أبدا
كل منهم التقط كف من كفيه وقبل ظاهره بلطف هامسين بالتناوب
_ ويخليكي لينا ياست الكل
بعد مرور يومين وتحديدا بالليلة المنتظرة والموعودة ليلة الزفاف ..........
كان يجوب الطرقة
متابعة القراءة