رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود
المحتويات
CV بتاعك بس وخلاص
ضحكت بلطافة وهي تقول تجيب عليه بعفوية
_ يعني أصل أنا قولت بما إننا نعرف بعض فممكن تعدي موضوع الإنترفيو ده واتقبل في الشغل .. وسايط وكدا يعني ههه
بدأت تثير غيظه حيث رد عليها بحدة بسيطة
_ مهرة كلمة تاني وهقولك إنتي و بتاعك برا
كتمت على فمها وهي تهتف باعتذار حقيقي وخوف من أن يطردها حقا
مسح على وجهه متنهدا الصعداء في عدم حيلة ثم بدأ مقابلة العمل معها وهو يسألها عدة أسئلة وكانت تجيب عليه برسمية تامة وجدية .. بعد أن تخلت تماما عن مزاحها وأسلوبها الطبيعي .
كان جالسا على مقعد عريض ووثير بالصالون وبيده فنجان القهوة يرتشف منه ببطء وهي تجلس على الأريكة المقابلة له تمسك بأحد الكتب وتقرأ فيه بتركيز .. فقد وصلت المعلمة منذ قليل وتعطي الدرس الآن لصغيرتهم في غرفة الضيوف .
_ لو لسا حابة تخرجي ممكن لما تخلص هنا الدرس اخدك واوديكي
هزت رأسها بالرفض تجيب دون أن تنظر له
_ لا شكرا مش عايزة خلاص
وضع فنجان القهوة بجواره على المنضدة الصغيرة وانحنى بجزعة للأمام يغمغم بترقب لردها
جذب سؤاله انتباهها فتركت الكتاب من يدها وردت بجفاء
_ تؤتؤ عشان مش مهتمة اعرف أساسا
القت بجملتها عليه ثم استقامت واقفة وسارت باتجاه الدرج تصعد لأعلى قاصدة غرفتها حتى تقطع الحديث معه .. بينما هو فتأفف ماسحا على وجهه وبعد دقيقة بالضبط توقف هو الآخر يذهب خلفها .. صعد الدرج وسار نحو غرفتهم وعند وصوله فتح الباب ودخل فلم يجدها لكنه سمع صوت مياه الصنبور في الحمام تحرك إلى الأريكة وجلس فوقها ينتظر خروجها .. وبعد دقائق
_ بتتجاهليني ليه !!
لم يعجبها ضعفها أمامه بالأمس عندما اعتذر منها .. هي لا تعترف بذلك الاعتذار ولم تصدقه ولن تدعه الآن يضعفها مجددا .. تمتمت ببرود
_ أنا مش بتجاهلك .. إنت اللي عايز تشوفني بتجاهلك
_ قولتلك قبل كدا إنك فاشلة أوي في الكذب وخصوصا عليا
ابتسمت بمرارة وهدرت وهي تسحب يدها من قبضتها
_ يارتني كنت بعرف أكدب فعلا
استدارت وهمت بالابتعاد لكنه أمسك بكف يدها في لطف هذه المرة .. أثرت بها لمسته واستاءت من هذا فوجدت نفسها تلتفت له من جديد وتصرخ به بعصبية وهي تسحب كفها پعنف
_ قولتلك مليون مرة متلمسنيش .. بكره لمستك ياعدنان .. فاهم ولا لا بكرهها وبكرهك
........ نهاية الفصل ........
_ الفصل الواحد والعشرون _
توقف بسيارته بأحد الشوارع الجانبية لتلك المنطقة الشعبية .. تفحص المارة بعيناه التي تخفيها نظارات شمسية سوداء وهو داخل سيارته .. التقط العقد ووضعه في جيب بنطاله ثم فتح الباب ونزل وأغلقه بهدوء وقف والټفت حوله بنظرات تائهة وصل لمنطقتها لكنها لا يعرف منزلها .. لاحظ نظرات الفتيات والنساء والرجال وهم يمرون من جانبه .. بعضها نظرات استغراب وفضول والآخرى غامضة ما بين همسات الفتيات وهم يعلقون نظرهم عليه بإعجاب تنهد بقوة ثم سار بخطواته في الطريق وهو ينقل نظره بين كل شيء .. فوجد طفل حوالي في التاسعة من عمره يركض خلف صديقه الآخر فاقترب منه واوقفه هاتفا بخفوت
_ في بنت هنا اسمها مهرة متعرفش بيتها فين
صمت الطفل وهو يحدق بآدم في تدقيق .. ملابسه الاشبه بملابس الأثرياء ونظارته الفاخرة .. جعلته يتساءل عن سبب سؤاله عن فتاة حارتهم فقال له بقوة لا تليق بصوته
_ وإنت مين وتعرف مهرة منين !
آدم باسما ببعض التعجب من لهجة الولد وطريقته في التكلم
_ اعرفها من الشغل
نزل الولد بنظره يلقي نظره متفحصة على آدم بريبة فور قوله بأنه يعرفها من الشغل ثم أجاب عليه بالأخير في مضض
_ تعالى ورايا
القى بجملته واستدار وسار باتجاه منزل مهرة بينما آدم فتأفف ببعض الحنق وسار خلف ذلك
متابعة القراءة