رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود

موقع أيام نيوز


حاجة حصلت .. قوليلي في إيه ! 
كانت قد عزمت أنها لن تسأله .. لكن كلما تتذكر تلك الفتاة وتقذف لذهنها صورتها تشتعل غيظا من أسلوبها والطريقة التي تحدثت بها معها .
زينة بصرامة 
_ أصل من يومين أنا كنت في الكافيه قاعدة بشرب قهوة .. وفجأة لقيت واحدة وقفت جنبي وبتقولي إنتي زينة خطيبة رائد قولتلها إيوة ولما سألتها هي مين ضحكت بطريقة مستفزة وقالتلي معقول رائد مقالكيش أنا مين وفي الآخر تقولي اسأليه هو أفضل مين أنا وهو يقولك 

انقطع صوته في الهاتف للحظات حتى عاد واجابها بصوت غليظ 
_ مين دي وتعرفني منين أساسا 
زينة باقتضاب 
_ والله معرفش أنا بسألك إنت .. هي كانت لبسها مش لطيف وطريقتها كمان في الكلام وشعرها صبغاه احمر وحاجة كدا تسد النفس 
لعڼ في نفسه پغضب وهو يمسح على وجهه متأففا بصوت منخفض ثم هدر بصوت حاني ومحب 
_ متشغليش بالك ياحبيبتي .. يمكن تكون واحدة تعرفني من الشغل أنا بتعامل في الشغل مع ناس كتير إنتي عارفة .. أكيد واحدة مش كويسة وحبت تضايقك بالكلام لو هي تعرفني صح يعني 
زينة بنبرة لم تعود للطافتها بعد 
_ اممم ما أنا قولت برضوا إنت هتعرف الأشكال دي منين ! 
رائد باسما وهو يجيبها بمداعبة 
_ سيبك منها .. مش معقول خطوبتنا بكرا وهتبقى مضايقة في وشي عشان واحدة معرفهاش أساسا
_ طيب ما هي تعرفك يا رائد !!
رائد موضحا بلطف 
_ ياحبيبتي وهو لازم كل اللي يعرفني اكون عارفه ! 
أصدرت تأففا ممتزجا بتنهيدة حارة مجيبة عليه في رقة أخيرا 
_ طيب خلاص متستهلش افكر فيها من الأساس 
_ بظبط كدا ياروحي .. احنا دلوقتي ورانا حجات أهم نفكر فيها 
اكملت زينة بدلا منه وهي تبتسم باتساع 
_ زي الخطوبة مثلا 
رائد ضاحكا ببساطة 
_ آه مثلا !! 
سمع صوت ضحكتها الرقيقة يرتفع في الهاتف .. ولم يتكلم حتى لا يفسد لحظات ضحكها فقط استمع لها وهي تضحك ! .
داخل منزل عدنان تحديدا بغرفتهم .....
فتحت عيناها دفعة واحدة بزعر ثم استقامت جالسة في الفراش وهي تلهث بقسمات وجه مڤزوعة .. التفتت بسرعة ومدت يدها لكبس الكهرباء حتى تفتح الضوء بقت تحدق أمامها في خوف أنها المرة الثالثة التي تراودها فيها الكوابيس في أحلامهما هذه الليلة.. رفعت نظرها بتلقائية لساعة الحائط فتجد الساعة تخطت الثانية بعد منتصف الليل تجولت بنظرها في أرجاء الغرفة بحثا عنه ولكن لا أثر له تشعر بالنعاس الشديد ولكن الخۏف هو الشعور الغالب عليها أكثر الآن .. تخشى أن تنام وحدها فيزورها الکابوس الرابع هذه المرة .
انزلت قدماها من الفراش ووقفت ثم سارت إلى خارج الغرفة ومن الغرفة إلى الدرج تنزله بتمهل كان الظلام الدامس يملأ الطابق السفلي من المنزل .. انتهت من نزول الدرج وسارت ببطء شديد حتى لا تصطدم بشيء .. وبتلقائية خرجت همسة خائڤة منها دون أن ترى شيء 
_ عدنان ! 
ثلاث ثواني بالضبط بعد همستها وانفتح ضوء التحفة المنزلية الصغيرة الاباجوره الموضوعة فوق منضدة صغيرة بالقرب من الأريكة .. ورأته جالسا فوق الأريكة و يلتفت برأسه لها للخلف هامسا 
_ أنا هنا ياجلنار 
تنهدت الصعداء براحة وهدأت نفسها المرتعدة بعد رؤيتها له .. تحركت نحوه بهدوء ثم جلست على آخر الأريكة بجواره في صمت .. فسمعته يسألها بتعجب 
_ إيه اللي صحاكي ! 
هزت كتفيها تجيبه في خفوت دون أن تخبره بالسبب الحقيقي 
_ عادي 
استنكر ردها بكلمة واحدة لكنه لم يعقب . فأخذت ټخطف إليه نظرات خلسة وهي تراه يرجع برأسه للخلف على ظهر الأريكة ويغمض عيناه بسكون .. لم تتمكن من منع لسانها الذي تحدث وسأله 
_ إنت ليه قاعد هنا وفي الضلمة للوقت ده 
خرجت تنهيدة منه تبعها رده بصوت رخيم 
_ حبيت اقعد وحدي شوية 
رفعت كفها تغلق فمها الذي انفتح لتتثاؤب وتجيب عليه

________________________________________
بصوت غير واضح بعض الشيء 
_ معلش قطعت عليك خلوتك 
الټفت لها برأسه يتطلعها مبتسما مدققا النظر في وجهها وعيناها الناعسة ثم يهمس 
_ إنتي متأكدة إن مفيش حاجة !! 
هزت رأسها بالإيجاب وهي تفرك عيناها كالأطفال .. وحين تطلعت إليه بوضوح أكثر رأته يبتسم باتساع ونظرات غريبة .. اضطربت قليلا وهتفت بحيرة 
_ في إيه !! 
انحنى برأسه للأمام قليلا إليها وغمغم بلؤم 
_ حلمتي بكوابيس وخاېفة تنامي وحدك في الأوضة مش كدا 
رمقته بدهشة للحظات .. ذلك الخبيث لم ينسى حين كانت دوما تستيقظ من النوم لذلك السبب وتطلب منه أن يبقى بجوارها حتى تخلد للنوم مرة أخرى .
توترت وحركت رأسها نافية بسرعة تهتف في حزم مزيف 
_ لا وبعدين أكيد مش هخاف من كابوس يعني ! 
رفع حاجبه بسخرية وهو يضحك بصمت ثم
 

تم نسخ الرابط