رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود
المحتويات
الرقص التي امتلأت بضيوف الزفاف وكل رجل معه امرأة اصطحبها للرقص معه .
وقفت في منتصف الساحة ووقف هو أمامها ثم شعرت بإحدى ذراعيه تلتف حول خصرها واليد الأخرى أمسك بكفها الرقيق .. انحبست أنفاسها عندما شعرت بيده على جسدها وتلفتت حولها بخجل ووجنتان حمراء كالدم وبتلقائية وضعت كفها على كتفه وعيناها تدور بكل مكان إلا على وجهه وبداخلها تدعو ربها أن تنتهى هذه الموسيقى سريعا .
_ أنا رائد عندي 28 سنة وخريج كلية هندسة
اضطرت للنظر له وقالت بصوت خاڤت وحياء ملحوظ
_ تشرفت بمعرفتك
_ أنا أكتر أكيد
هتفت زينة تسأل بصراحة دون أن تتردد .. بعد لحظات طويلة من الصمت من محاولاتها لتفادي نظراته الثابتة عليها
رائد بهدوء تام وابتسامة واسعة وهو يهز رأسه بالنفي
_ لا خالص .. بعدين أنا اعرفك من بدري إنتي بس اللي متعرفنيش
رفعت حاجبها بدهشة واحست بأن خجلها تلاشي كله وحل محله الذهول فسألته بفضول شديد
نظر حوله وهو لا يزال مبتسم ثم قال بنظرة أعادت الخجل لوجهها مجددا
_ الموسيقى خلصت وتقريبا مبقيش غيرنا اللي واقف
تلفتت حولها پصدمة فلم تجد أحد بالفعل غيرهم .. ابتعدت عنه بوجه مسيطر عليه لون الډماء الأحمر ثم نزلت من على المسرح ولحق هو بها ليوقفها قبل أن تصل لطاولتها عند أمها .. التفتت بجسدها نحوه لتجده يقف ويهتف بثقة واضعا كفيه في جيبي بنطاله
طالعته باستغراب وبنظرة متوترة قليلا ولكنها آثرت عدم الرد وفقط استدارت من جديد وسارت باتجاه والدتها التي كانت تتابعهم مبتسمة .
في أمريكا .....
دخلت جلنار لغرفة صغيرتها واتجهت نحو فراشها ثم جلست بجوارها على الحافة وهزتها برفق تهتف
_ هنا ياحبيبتي قومي يلا عشان هنمشي
_ لا
ابتسمت جلنار ثم انحنت على أذنها وهمست بجملة كانت تعرف جيدا كيف سيكون نتائجها عليها
_ بابا جه وقاعد برا مش هتقومي تشوفيه
استيقظت جميع حواسها فور سماعها لاسم أبيها وفتحت عيناها كلها دفعة واحدة پصدمة فضحكت جلنار بقوة ثم قالت
هبت الصغيرة جالسة ونزلت من فراشها وغادرت غرفتها وهي تفرك عيناها لتزيح أثر النوم عنها وتتمكن من الرؤية في الضوء بوضوح وصلت إلى الصالون ورأت أبيها يقف في الشرفة متكيء على السور بساعديه .. فاتسعت عيناها بذهول أشد وصاحت بفرحة غامرة
_ بابي
صك صوتها أذنيه فالټفت فورا للخلف بتلهف وباللحظة التالية فورا .. كانت هي تركض نحوه في سعادة حتى وصلت إليه فانحنى وحملها على ذراعيه وعاد يمطرها بوابل من قبلاته المشتاقة والحنونة بينما هي فهتفت بفرحة
_ وحستني وحشتني أوي
ډفن وجهه بين شعرها يشم رائتحها التي تعيد لروحه الحياة من جديد ويهمس بصوت يحمل في طياته كل الشوق والحب الأبوي
_ وإنتي وحشتيني أوووووي ياهنايا
نظرت له بابتسامة عريضة فاتسعت هو الآخر ابتسامته على أثر ثغرها الجميل المبتسم وقال باهتمام وحب
_ عاملة إيه يا سلطانة بابي
_ كويسة
ردت عليه بلطافة تسرق القلوب والعقول ثم سألت بحماس ووجه مشرق
_ هنرجع البيت !
عدنان بعدم تردد
_ طبعا ياروحي هنرجع بيتنا .. لا يمكن اسيبك تاني ولا ابعدك للحظة عني
_ وماما !
رفع نظره عن ابنته ونظر لجلنار التي تقف على مسافة منهم وتستند بكتفها على الحائط وتتابعهم مبتسمة بصفاء لكن سرعان ما اختفت ابتسامتها حين وقعت عيناه عليها .. بينما هو فهمس لابنته بنبرة تحمل المرح البسيط
_ مامي هتاجي معانا طبعا هي تقدر تقول لا أصلا
التفتت هنا برأسها نحو أمها وارسلت لها ابتسامة مشرقة وسعيدة فبادلتها إياها جلنار بنظرات دافئة .
في صباح اليوم التالي .......
توقف آدم بسيارته في أحد المناطق الشعبية يدخلها للمرة الأولى .. ضغط على زر في باب السيارة ونزل الزجاج ليكشف له بوضوح عن طبيعة الحياة في هذه المنطقة .. أطفال يرتدون ملابس متسخة ويركضون ويلهون بعضهم ينحنى ويضم يده في الأرض ويملأ قبضته بالتراب ثم يقف ويليقها على قرينه الذي كانوا يلعبون مع بعضهم للتو وتشاجروا على شيء .. نساء تسير حاملة بيديها أكياس ومستلزمات منزلها من السوق .. ضجة وأزعاج رهيب بهذا المكان !! .
تلفت برأسه يمينا ويسارا بتعجب محاولا إيجاد أي شيء من الذي وصفه له صديقه .. تنهد بالأخير بخنق وأخرج هاتفه من جيبه واجري اتصال بصديقه الذي أجاب عليه بعد ثواني معدودة
_ أيوة يا آدم أنت فين
آدم بنفاذ صبر
_
متابعة القراءة