رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود

موقع أيام نيوز


بتعاقبيني تبقى غلطانة .. أنا سمحتلك مرة ومش هسمح تاني 
جلنار بابتسامة هازئة 
_ وإنت متخيل إنك لما تحبسني معاك في الأوضة أنا كدا هضطر وأنام جنبك ! .. يبقى بتحلم !! 
ابتسم ببرود ثلجي واقترب بوجهه منها أكثر يهمس متسليا 
_ بس أنا أحلامي حقيقة ! 
وباللحظة التالية كان صوت شهقتها المرتفعة هي وحدها المسموعة بالغرفة .. بعدما وجدته ينحنى ويحملها فوق ظهره ليصبح نصفها العلوى بالخلف والسفلي من الأمام يثتبها منه فوقه .. صاحت پغضب تلوح بقدميها في الهواء بشراسة 

_ إنت اټجننت نزلني .. عدنان بقولك نزلني .. عدن.....
ابتلعت بقية اسمه حين شعرت بجسدها يهوي فوق الفراش .. فانطلقت منها شهقة أخرى وسرعان ما تداركت الوضع وكانت على وشك الوثوب واقفة إلا أن يديه أعاقتها وثبتتها مكانها فانحنى عليها بوجهه وهو واقفا وهمس 
_ شوفتي إني مش بحلم 
زئرت من بين شفتيها بشراسة تماما كالقطة تتلوى من قبضته وتهتف 
_ ابعد 
أظلمت عيناه بشكل مريب لم يكن مخيفا بقدر ما كانت تحمل في ثناياها المرارة .. وهو يجيبها ساخرا 
_ أه نسيت معلش إنك پتكرهي لمستي وبتكرهيني من كل قلبك وندمانة وعايزة تطلقي .. في حاجة نسيتها ولا بس كدا 
لحظة صمت مرت حتى تابع كلامه بسخرية أشد 
_ لو

________________________________________
مبعدتش دلوقتي هيحصل إيه هتكرهيني ! .. إنتي aleardy بتكرهيني .. فمش فارقة .. عشان كدا هتنامي هنا وجنبي ياجلنار سواء شأتي أم أبيتي
وقبل أن يمهلها اللحظات لترد انحنى أكثر عليها وهمس بنبرة جديدة عليها 
_ العقاپ نسر والنسور معروفة بعزة النفس والكبرياء .. بس لما يقرر يتخلي عن كبريائه في سبيل الحفاظ على ملكه وينزل الأرض معناه إنه مستحيل يتخلى عن ملكيته دي مهما حصل
لم يحصل على رد سوى الدهشة والسكون وهي تحدق به بنظرات تفصح عن داخلها .. انتصب في وقفته والتف حول الفراش ليتسطح بجوارها من الجانب الآخر على نفس وضعيته السابقة .. ولم تتحرك هي من مكانها بقت كما وضعها تماما تختلس النظر إليه بين آن وآن .
مرت نصف ساعة من السكون التام المهيمن على الغرفة حتى ظنته نام .. لا تدري لما داهمتها رغبة جامحة في معانقته والنوم بين ذراعيه كأمس .. وأن بقيت أكثر من ذلك سيتغلب عليها ضعفها وستفعلها .. فتأففت بخنق واختلست المسافة بينهم تمد أناملها بحذر شديد إلى جيبه لكي تلتقط المفتاح .. وبعد معاناة من نجاحها في ادخال يدها بجيبه لم تجده .. فتنهدت بيأس واقتربت أكثر حتى أصبحت فوقه تقريبا لتمد يدها بالجيب الآخر .. لكن انطلقت منها شهقة أشبه پصرخة حين شعرت بذراعه يحاوطها مثبتا إياها بهذا الوضع فوقه وذراعه الآخر رفعه ليظهر لها كفه ممسكا بالمفتاح بين أنامله ويهز كفه أمام عيناها هامسا بمكر 
_ بتدوري على ده ! 
مع أشراقة شمس يوم جديد ......
عيناه عالقة بشاشة الحاسوب النقال الذي أمامه ولم يرفعها عنه حتى عندما سمع صوت طرق الباب ليخرج صوته قويا 
_ ادخل 
_ ليلى تعبت أوي واخدت إذن ومشيت .. فأنا تطوعت وجبتلك القهوة 
رفع رأسه أخيرا عندما ميز صوتها المميز والذي بات يعرفه جيدا .. وطالت نظرته إليها للحظات بدهشة ثم ابتسم وقال وهو يعود بنظره للحاسوب 
_ متشكر يامهرة تعبتك 
تقدمت خطوة أكثر منه حتى تتمكن من وضع القهوة بجواره فوق سطح المكتب لكن التوت قدماها بشكل لا إرادي ومعها مالت يديها ليسقط فنجان القهوة الساخن فوق ملابسه .
انتفض في مقعده ورجع للوراء فورا پصدمة يفرد ذراعيه بشكل تلقائي فشهقت هي وصاحت بهلع 
_ آسفة آسفة والله ما أقصد 
وثب واقفا وصدره يلتهب من السخونة يتأفف وعلامات الألم اعتلت ملامحه وبعفوية رفع أنامله لأزرار قميصه يفتحها واحدا تلو الآخر حتى انتهى ونزع عنه القميص يليقيه على الأرض .
استدارت مسرعة هاتفة بذهول وحدة امتزجت بالخجل 
_ هووووي إنت ما صدقت ولا إيه 
سمعته يقول في غيظ 
_ انتي اكتمي خالص مش كفاية جبتيلي الجلطة كمان عايزة تسلقيني
_ جبتلك الجلطة ! .. ده أنا ملاك حتى تعالى أسأل عني في المنطقة 
لم تسمع رده فقط سمعته يتحدث في الهاتف مع أحدهم ويقول له بصوت غليظ 
_ هاتلي قميص واطلعلي على المكتب 
اهتمت لأمره وقلقت عليه رغبت بأن تلتفت له ولكن ببقائه عاري هكذا ليس لديها الجراءة لتفعلها .. فقذفت بذهنها فكرة حيث قامت بنزع الشال الذي حول رقبتها والتفتت لها تلف الشال حوله بسرعة هاتفة في ضحكة مرحة 
_ خد استر نفسك الأول بس .. ربنا يستر علي ولايانا 
هم بأن ينزعه عنه متطلعا له شزرا فمنعته وهي تثبته حوله ضاحكة ببلاهة 
_ والله ما يرجع .. خليه زي ماهو .. أنا حلفت خلاص
ثم تابعت وهي تبتعد عنه مسرعة بلهفة 
_
 

تم نسخ الرابط