رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود
المحتويات
حتى تنقذ خجلها تقول بفرحة
_ عدنان النهارده حسيت بأبننا بيتحرك أول مرة
انخفضت يده تلقائيا واجفل نظره إلى بطنها يقول بلهفة وسعادة
_ إنتي خلتيني اسعد راجل في الدنيا ياجلنار .. ادتيني أجمل بنوتة ودلوقتي شايلة ابني وولي العهد
ابتسمت له بغرام وهمست وهي تقترب بوجهها منه أكثر حتى تلفح أنفاسها الساخنة صفحة وجهه
ضحكت رغما عنها ثم صدح صوت الخادمة بدرية من خلف الباب وهي تقول بأدب
_ جلنار هانم أنا آسفة لو ضايقتك .. بس نشأت بيه كان بيسأل عليكي وبيقول عايزك
ضيقت عيناها وردت في قلق
_ هو كويس يا بدرية
_ كويس الحمدلله متقلقيش هو تقريبا عايز يتكلم معاكي في حاجة
_ طيب يابدرية روحي إنتي وأنا جاية وراكي
انتشلت جسدها من بين براثن عدنان واتجهت نحو الخزانة تخرج ملابسها وتعود للحمام لكي ترتدي ملابسها أما هو فجلس على حرف الفراش متأففا بحنق ويتمتم
_ يعني أنا هلاقيها من هنا ولا من نشأت
بعد مرور نصف ساعة تقريبا خرج عدنان من غرفة نشأت ينوى الرحيل .. تحرك بخطواته السريعة تجاه الدرج وقبل أن يخطو أولى خطواته فوق الدرج سمع صوتها من الخلف تقول
_ ليه !
زادت من حميمية لمساتها ونبرتها أصبحت أكثر إثارة وهي تهمس بكل دلال يليق بزهرته الحمراء ونبرة منخفضة حتى لا يسمعهم أحد
_ وحشتني وعايزة أنام في حضنك الليلة دي
ابتسم باتساع ومال عليها يتمتم بنظرة فاقت وقاحته منذ قليل
_ إنتي متأكدة من طلبك ده يارمانتي !
_متأكدة جدا كمان
رفع حاجبه بمكر ضاحكا ثم أجابها باسما
_ طيب روحي وأنا هكلم آدم أقوله على كام حاجة بخصوص الشغل وجاي وراكي
تحركت من أمامه وسارت تجاه الغرفة ثم التفتت برأسها له عند الباب وقالت باسمة بنعومة جعلت لعابه يسيل على أثرها
ثم فتحت الباب واختفت داخل الغرفة عن أنظاره .. بقى هو مكانه متسمرا لم يفيق من تأثير نبرتها ولا نظرتها السحرية .. اخفض نظره بهاتفه الذي بيده وسرعان ما وضعه بجيبه وقال بلهفة
_ يتحرق الشغل كله .. بلا شغل بلا قرف !
ثم اندفع مسرعا نحو غرفة زوجته وفتح الباب ودخل ثم اغلفه خلفه ومد يده يغلقه بالمفتاح فضيقت عيناه وسألته بحيرة
رد غامزا بلؤم
_ تحسبا لأي هجوم من أطراف العدو .. والبيت هنا مليان أعداء
قهقهت عاليا وماهي إلا لحظات حتى انغمسوا معا يقضون ليلتهم الخاصة وسط أجواء العشق والسعادة التي تغمرهم ! .......
بصباح اليوم التالي داخل منزل حاتم ............
_ معقول الجمال ده كله ليا لوحدي
ابتسمت بخجل ولم تجيبه فقط بسمتها الساحرة كانت تجيب بدلا عنها .. لكن خرج صوتها بعد لحظات معدودة وهي تسأله بحيرة
_ أنت مش رايح الشغل !
حاتم باسما
_ تؤتؤ حابب النهارده اقضى اليوم معاكي
استدارت ودنت منه تلثم وجنته برقة دون حرف واحد بينما هو فمد يده بجيبه وأخرج كارتين عبارة عن تذاكر طائرة لمدينة كاليفورنيا
وقال بحنان
_ ده تذاكر الطيارة عشان نرجع كاليفورنيا زي ما كنتي عايزة وبما إن المشروع خلاص انتهى فمفيش مانع نرجع تاني لشغلنا هنا
هدأت بسمتها قليلا وجذبت الكروت من يده ثم تطلعت بعينها وقال في رزانة وحب
_ بس إنت كنت بتقول إنك راح تنقل كل شيء لهون وإنك حابب تضل بمصر وما ترجع لكاليفورنيا .. شو اللي غير رأيك هلأ !
حاتم بنبرة جادة
_ سعادتك أهم عندي يانادين وطالما إنتي حابة ترجعي هناك مفيش مشكلة
ابتسمت وأظهرت عن أسنانها البيضاء ثم ألقت بتذاكر الطائرة فوق الفراش بأهمال واحتضنت كفيه بدفء متمتمة
_ وأنا كمان بتهمني سعادتك .. وبدي ياك تعرف إن سعادتي مرتبطة بوجودي جمبك مش بالمكان اللي راح ضل فيه .. وأنا هلأ خلاص اتعودت على مصر وحابة كتير إني ضل هون وما بدي ارجع على كاليفورنيا
حاتم بصوت رجولي قوي
_ نادين لو بتقولي كدا عشان ااااا.......
كتمت على فمه بكفها تمنعه من استرسال الحديث وتقول باسمة بنظرة ثاقبة
_ مشان أنا بحبك .. وقولتلك ما عاد يفرق معي المكان أهم شيء تكون إنت جمبي وهاي هي أكبر سعادة لإلي .. وإذا ما بدك ياني اتضايق عنجد لا تفتح هاي الموضوع مرة تاني لإني حتى أنا ما راح اقدر سافر واترك الخالة فاطمة بعد ما اتعلقت فيها بهاي الدرجة
رفعت نظرها له فوجدته نائم في سبات تام وأنفاسه منتظمة .. شعره الأسود الكثيف مشعث مما جعله أكثر جاذبية ابتسمت وهي تتذكر ليلة الأمس كيف كانت تعبث بشعره باستمتاع وسط مزاحهم وضحكهم ولحظاتهم الرومانسية .. لا تصدق
متابعة القراءة