رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود
المحتويات
أوي هتكوني برا القصر ده وابني بنفسه اللي هيرميكي منه
انتفضت فريدة بفزع على أثر صوتها والتفتت فورا للخلف بقسمات وجه مزعورة لكن ثواني قصيرة واختفت علامات الزعر من على محياها ليحل محلها الغطرسة بعدما أدركت كلامها وقالت
_ هيرميني أنا !! .. وده ليه بقى إن شاء الله
أسمهان بغل ونقم ملحوظ في عيناها
ضحكت فريدة بسخرية وردت عليها في نظرات شيطانية ونظرة كلها ثقة
_ معتقدش يا أسمهان هانم .. وأنا من رأي إننا منستبقش الإحداث يعني الافضل خلينا نتفاجيء بنهاية القصة هتكون إزاي بدل ما نتوقع على الفاضي
_ نهاية القصة معروفة من البداية .. مش محتاجة نستني ونتفرج بنفسنا نهايتها إن الژبالة بيرجع للژبالة بتاعته لأنه مهما عاش في النضافة هيفضل ژبالة بأصله
لم تثير كلماتها ڠضب فريدة التي على العكس كانت هادئة تماما وتطالعها بابتسامة مثلجة غير مبالية ثم ردت عليها وهي تهم بالانصراف
ثم سحبت يدها من بين قبضتها ورحلت بكل برود مما أشعل غيظ أسمهان أكثر وازدادت حقدا وغل لها متوعدة لها بالقريب العاجل أن تكون خارج حياتهم تماما للأبد ....
داخل شركة الشافعي تحديدا بمكتب عدنان في الطابق الثالث ......
بينما كان يجلس على مقعده أمام المكتب ويقوم بإنهاء أعماله كانت هنا تجلس على الأريكة وتمسك بهاتف والدها تشاهد أحد أفلام الاطفال المشهور القط والفأر وبين آن والآخر تنطلق منها ضحكة طفولية وعفوية عندما تشاهد مشهدا مضحكا فيلتفت لها برأسه ويبتسم بدفء ويعود ويكمل عمله .
_ الأوراق دي محتاجة توقيع حضرتك يافندم
التقط من يدها الملفات وتفقدها متمتما دون أن ينظر لها
_ عملتي إيه في موضوع نادر ياليلى
ليلى بعبوس
_للأسف مفيش أي حاجة في مكتبه وتصرفاته كلها طبيعية حتى الآن !
_ طيب حضرتك هتعمل إيه ياعدنان بيه الملفات دي مهمة جدا وفيها صفقة بملايين !
ابتسم عدنان بنظرات غريبة ثم قال بثقة وصوت خشن
_ إنتي لسا جديدة معايا ومتعرفنيش .. اصبري واتفرجي ياليلى هعمل إيه
_ اطلبي ليا ولهنا يا ليلى غدا من المطعم
نظرت إلى هنا المنشغلة بالمشاهدة على الهاتف وابتسمت ثم رجعت برأسها ناحيته وقالت بود
_ تحت امر حضرتك
عدنان بنظرة محبة
_ هنون .. تعالى ياملاكي
تركت الهاتف من يدها فور سماعها لصوت أبيها وهو يطلب منها القدوم إليه .. توقفت وتحركت إليه حتى وقفت أمامه فحملها واجلسها على سطح المكتب أمامه وغمغم بحنو أبوي
_ دلوقتي وقت الغدا جه .. وطنط ليلى هتجبلنا الأكل عشان نتغدا .. تحبي بقى ناكل إيه ياحياتي
انحنت ليلى عليه وقالت بمداعبة بسيطة شبه ضاحكة
_ مش كبيرة عليا شوية طنط دي ياعدنان بيه
انطلقت منه ضحكة بسيطة ثم أجابها من بين ضحكته
_ خلاص يا ليلي .. هخليها تقولك ليلى من غير أي حاجة حلو كدا
ليلى كاتمة ضحكتها
_ حلو .. هااا ياسكرة تحبي تاكلي إيه النهارده ده بابي أول مرة يعملها ويتغدا في المكتب هنا .. وده عشان إنتي موجودة بس يعني استغلي الفرصة
تطلعت هنا إليها بخجل دون أن تجيب عليها وطال صمتها للحظات حتى انحنت على أذن أبيها وهمست في خفوت وخجل طفولي لطيف بنوع الطعام الذي تريده وكان صوتها واضحا رغم محاولتها لإخفاضه حتى لا يصل لأذن ليلى التي سمعت ما همست به في أذن والدها جيدا .. بينما عدنان فنظر لليلى وغمز لها باسما دون أن يتكلم لمعرفته بأنها سمعت كل شيء أماءت له بالموافقة الأخرى بابتسامة عذبة قبل أن تستدير وتنصرف .
فور انصراف ليلى نظر هو لصغيرته وقال
_ هااا قوليلي كنت بتتفرجي إيه بقى
هتفت هنا بلطافة لا تقاوم وقد عادت لطبيعتها على عكس الخجل الذي كان يهيمن عليها للتو
_ Tom and jerry القط والفأر .. توم وجيري
_ طيب إيه رأيك أول ما يجي الأكل نطلع وناكل فوق على الروف هيعجبك أوي
هزت رأسها بإيجاب في وجه مشرق بإبتسامتها الرائعة ثم عبست وقالت بحزن
_ بابي
متابعة القراءة