رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود

موقع أيام نيوز


خاېف وقلقان عليك هو آدم عشان تعرف قيمة اخوك بس 
تنهد وهدر بخفوت ونبرة صادقة تنبع من القلب 
_ إنتي عارفة إن أنا بعتبر آدم ابني مش اخويا .. أنا اللي مربيه
هزت رأسها بإيجاب وهي تجيب بنظرات متأثرة تنبع بالحب 
_ عارفة ربنا يخليكم لبعض 
اعتدل في جلسته قليلا وغير مجرى الحديث في لحظة متمتما بلؤم مقصود 

_ قولتيلي إنتي هنا ليه بقى 
استقرت في عيناها نظرة ڼارية رمقته بها جعلته يضحك ويهتف متداركا الأمر بخبث أشد 
_ آه عشان تلبي احتياجات المړيض .. طيب بما إنك جبتي هدوم للمريض وهو عايز يغير هدومه نفذي مهمتك وساعدي المړيض بقى 
جزت على أسنانها بغيظ وكادت أن ټنفجر في وجهه كالقنبلة لكنها تمالكت أعصابها بصعوبة ومدت يدها في الحقيبة تخرج منها قميص وبنطال وتقترب منه ثم تضع الملابس بين يديه هاتفة بمضض 
_ لا ماهو المړيض الحمدلله ايده ورجله سليمة يعني مش محتاج مساعدة 
همت بالاستدارة والابتعاد عنه فقبض على رسغها وجذبها إليه فارتدت للأمام لتصطدم بصدره وتصبح فوقه تماما خرجت همسته اللعوب أمام وجهها وهو يغمز 
_ ويهون عليكي المړيض ! 
حركت رأسها بحركة سريعة ومدروسة حتى ترجع خصلات شعرها خلف ظهرها ثم قالت بنظرة ثاقبة كنظرته بالضبط وببرود لكن نبرتها كانت كلها أنوثة ونعومة 
_ أه يهون 
ثم دفعت يده عنها واستقامت واقفة تقول بحزم 
_ متلمسنيش تاني 
أجابها بابتسامة تخفي ورائها نيران ڠصب بدأت تشتعل 
_ امممم رجعت ريما لعادتها القديمة
مالت بجسدها عليه وهمست أمام وجهه في صوت أنوثي امتزج بين الشراسة والنعومة 
_ جلنار القديمة اللي كانت وقت ما تحب تقرب منها تلاقيها موجودة وبتلبي طلبك ووقت ما تكون مش حابب تسيبها وترميها ومتسألش فيها كأنها نكرة خلاص مبقتش موجودة .. وأنا لو زعلت وخۏفت عليك فده هيكون بسبب العشرة والسنين اللي بينا وإنها ماهنتش عليا .. لكن غير كدا متوهمش نفسك بأوهام ملهاش وجود
اطال النظر في عيناها بتمعن .. لم تعد زهرته الناعمة والرقيقة حقا التي تقف أمامه الآن هي كزهرة الصبار القوية والصلبة التي تنمو في اشد وأقسى الظروف ومن يحاول الاقتراب منها تؤذيه بأشواكها الحادة . 
راقه كثيرا التحول الجذري في رمانته الحمراء وعلى عكس المتوقع ابتسم وقال بنظرات ذات معنى مثبتا عيناه على خاصتها 
_ ومين قالك إني عايز جلنار القديمة ! 
لحظة واثنين وثلاثة وهي مستمرة بالتحديق به حتى استقامت واقفة فورا وهتفت وهي تشير باتجاه الحمام الداخلي للغرفة 
_ انا رايحة الحمام 
لم تنتظر أي رد منه بل استدارت ودفعت بنفسها إلى الحمام مسرعة بينما هو فمسح على وجهه نزولا لذقنه وهو يتنهد باسما بعدم حيلة ! .
كان آدم في فراشه وعلى وشك الاستسلام لسلطان نومه لولا رنين هاتفه الصاخب الذي ارتفع ودوى صوته الغرفة بأكمله .. فأصدر تأففا حارا بخنق ثم مد يده والتقطه يجيب على المتصل دون أن يتحرى أولا من هويته 
_ الو 
أتاه الصوت الرجولي على الطرف الآخر وهو يقول بجدية 
_ لقينا سواق العربية يا آدم بيه
......... .........
_ الفصل الثامن عشر _
نظرات طويلة استقرت في عيني عدنان وهو يتطلع إليها تجلس أمامه على أريكة صغيرة ومعلقة نظرها على النافذة تتأمل السماء من خلالها .. شعرها يتطاير بخفة فوق كتفيها وظهرها بفعل نسمات الهواء الباردة وتستند بمرفقها فوق ذراع الأريكة وتضع كفها أسفل وجنتها استمر لدقائق طويلة يتأملها بينما هي تتأمل السماء ! .
حتى أصدر تنهيدة حارة وتمتم بخفوت 
_ اقفلي الشباك ياجلنار هتبردي 
ردت عليه دون أن تحيد بعيناها إليه 
_ مش بردانة 
ثم زفرت والتفتت برأسها له تسأله باهتمام 
_ إنت بردت 
حرك حاجبه وشفتيه بمعنى لا وهو يبتسم فتنهدت وعادت تنظر للسماء من جديد مرت لحظات طويلة حتى سألت بنبرة خاڤتة تحمل بعض التردد 
_ فريدة كانت موجودة قبل ما آجي .. مقعدتش معاك ليه 
عدنان بجفاء 
_ أنا مشيتها 
_ ليه ! 
كان سؤالا تلقائيا منها وحصلت على إجابته بالصمت وهو يلوى فمه بصلابة وجه .. تفهمت رغبته في عدم الحديث فهزت رأسها بتفهم ثم قالت وهي تتمدد على الأريكة الصغيرة 
_ أنا هنام تصبح على خير 
عدنان بنظرات دقيقة 
_ الكنبة صغيرة وإنتي مش بتعرفي تنامي غير على السرير يعني مش هترتاحي .. تعالي جمبي 
اطالت التحديق به في صمت لثواني ثم هتفت رافضة وهي تعتدل بجسدها لكي تلائم صغر تلك الأريكة 
_ لا أنا مرتاحة
ردود مختصرة وجافة تجيب بها عليه منذ ساعات بسبب جدالهم الأخير .. لكنه تعجبه حالاتها المزاجية المتغيرة ويجدها لا بأس بها ! .
دقيقة واثنين وثلاثة وهي تتقلب فوق الأريكة يمينا ويسارا لا تجد راحتها في النوم وتحاول إيجاد وضعية مناسبة للنوم فوق تلك الأريكة الصغيرة .. كانت عيناه
 

تم نسخ الرابط