رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود

موقع أيام نيوز


حسيت پألم بسيط بس هلأ راح 
حاتم بانفعال ناتج عن قلقه واهتمامه 
_ قولتلك متعصبيش نفسك .. لكن إنتي عنيدة ومبتسمعيش الكلام .. لو إنتي مش خاېفة على نفسك فأنا خاېف عليكي وعلى ابني 
وضعت كفها فوق كفه وهمست برقة وبسمة حانية 
_ أنا منيحة والله ما تقلق .. معك حقك ما بيصير عصب حالي مشان ابننا 

طال تمعنه بها وهو يتنفس الصعداء بخنق رغم راحته أنه بخير .. ودون أن يشعر وجد نفسه يقترب منها ويلثم شعرها بلطف ثم يمد يده ويلتقط الصورة مجيبا 
_ هي دي الصورة اللي معصباكي !!
ثم راح يمزقها أمام عيناها وألقي بها بسلة القمامة الصغيرة .. ليهتف في نظرات ثابتة عليها 
_ مفيش حاجة ولا حد في الدنيا أهم منك إنتي وابني اللي جاي
مالت عليه وعانقته بحراره وهو تغدق مسامعه بكلماتها الناعمة والعاشقة الذي اذابته تماما وانسته كل شيء ! .......
يتأملها منذ استيقاظه ويتمعن في ملامحها الساحرة ويستمع لانفاسها المنتظمة والدافئة .. أما يده فكانت تعرف طريقها إلي بطنها مستقره المفضل حيث يسكن طفله الصغير وبين كل لحظة يدنو منها لينهل منها بقبلاته الرقيقة دون أن يوقظها من سباتها الجميل .
وسط لحظاته الخاصة مع زهرة قلبه وهو يستمتع بمتابعتها أثناء نومها .. صدح صوت رنين هاتفه فأسرع بسرعة يلتقطه ويكتم صوت الرنين خشية من أن يزعجها في نومها ثم أجاب على المتصل الذي كان نشأت ولكن الصوت الذي وصله عبر الهاتف لم يكن نشأت أبدا .. بل صغيرته المشاغبة وهي تهتف بعبس 
_بابي إنتوا فين 
أجابها بصوت منخفض وهاديء 
_ صباح الخير ياهنايا .. أنا وماما روحنا مشوار وراحعين دلوقتي 
هنا بتذمر وضيق ملحوظ في صوتها 
_وليه سبيتوني ومخدتونيش معاكم !! 
ابتسم وأجاب بخفوت ولطف 
_ مينفعش ياحبيبتي ناخدك .. المرة الجاية هناخدك ان شاء الله .. اوعدك 
انقطع صوتها وسكنت للحظات ثم عادت تتحدث من جديد لكنها سألته بذكاء طفولي 
_ إنت ليه بتكلمني بصوت واطي يابابي !! 
اندهش من سؤالها ولم يسعفه عقله في ايجاد حيلة سريعة يجيب بها عليها حيث رد ببلاهة متصنعة 
_ لا ياحبيبتي مش بتكلم بصوت واطي 
هنا بأصرار وثقة 
_ لا صوتك واطي 
عدنان بغيظ من عنادها وقد ارتفعت نبرة صوته قليلا 
_ إنتي هتعرفي اكتر مني يعني .. أنا بقولك صوتي مش واطي 
هنا بنبرة قوية لا تلائم طفلة أبدا 
_ طيب أنا عايزة اكلم مامي 
عدنان مختلقا حيلة 
_ مامي مش جمبي .. أول ما تيجي هخليها تتصل بيكي وتكلمك 
_ طيب انتوا امتى هتيجوا 
_ دلوقتي حالا 
_ وعد ! 
ضحك ورد بإيجاب 
_وعد يا هنا حياتي .. فين بقى البوسة بتاعة بابي 
ارسلت له قبلة في الهاتف سمع صوتها فابتسم ورد بهيام 
_ اوووف احلى بوسة .. يارتني موجود دلوقتي بس لما نرجع هاخدها تاني 
هنا بضحكة ناعمة وجميلة 
_ ماشي .. باي يابابي .. بحبك 
_ وأنا بعشقك ياروح بابي .. باي 
بنتك لو اتأخرنا عليها اكتر من كدا هتفضحنا على الفضائيات 
تململت في الفراش بانزعاج وردت عليه بكسل دون أن تفتح عيناها 
_قولتلك نجيبها معانا ! 
رد عليها ساخرا بغيظ 
_ نجيبها وماله .. عشان مكنتش هعرف المسک مش نقضى ليلة رومانسية .. دي بتعشق هدم لحظاتي معاكي 
ابتسمت في نومها رغما عنها بعد عباراته لكنها ردت عليه بخمول ورفض 
_ سيبني بقى ياعدنان عايزة أنام والله
عدنان بتعجب 
_ إيه الكسل ده !! .. من إمتى وإنتي بتحبي النوم والكسل كدا .. ولا ده من أثر الحمل ! 
لم نجيبه وغاصت في نومها من جديد لكنه بدد عليها راحتها في النوم وراح يتنقل بشفتيه على وجهها كله متعمدا ازعاجها حتى تستيقظ .. لتصيح به بنفاذ صبر بعد أن فتحت عيناها 
_اووووف ياعدنان .. خلاص صحيت 
غمز لها ضاحكا وهو يهدر مغازلا إياها 
_ أجمل رمانة تفتح عيناها في الصباح عشان تنور يومي كله 
أخفت ابتسامتها بصعوبة وردت بعبوس وهي تهب جالسة 
_ لا متحاولش تثبتني ! 
التصق بها وراح يقبل كتفها وظهرها هاتفا بخبث 
_ طب وكدا !! 
ضحكت رغما عنها بخجل وحب ثم التفتت برأسها له ولثمت جانب ثغره برقة هامسة 
_ ماشي خلاص .. أنا هقوم اخد دش عشان نلبس ونرجع البيت لهنا هانم 
تابعها بنظرات ممتلئة بالرغبة والعشق وهي نتجه نحو الحمام .. وفور اختفائها عن أنظاره داخل الحمام تأفف مغلوبا وألقى برأسه فوق الوسادة يحاول كبح شوقه الذي
بمساء ذلك اليوم ..........
تحاول منذ وقت طويل الاتصال بأبيها لكن دون فائدة حتى عدنان لا يجيب على هاتفها مما صابها بالقلق والخۏف الشديد .. الوقت تأخر وليس من عادة أبيها أن يتأخر هكذا .. وحتى عدنان دائما ما يجيب على اتصالاتها فورا لكن تجاهلهم هم الأثنين لاتصالاتها لا يشعرها بالخير أبدا ! ......
غادرت غرفتها ومن غرفتها الدرج حيث الطابق الثاني ثم وصلت لباب المنزل لتفتحه وتسير طول الحديث
 

تم نسخ الرابط