رواية امرأة العقاپ بقلم ندا محمود

موقع أيام نيوز


الباب وظهرت ميرفت أخيرا وهي تهتف بأشراقة وجه وسعادة 
_ يلا يا زينة تعالي ياحبيبتي 
زينة بابتسامتة خاڤتة 
_ قريتوا الفاتحة 
اماءت لها ميرفت بالإيجاب وهي تضحك باتساع فضحكت زينة لضحك والدتها وفرحتها الغامرة ثم توقفت والقت نظرة أخيرة على مظهرها في المرآة قبل أن تسير مع أمها إلى الخارج .

رفع رائد نظره لها فور دخولها وابتسم بإعجاب بينما هي فاخفضت نظرها أرضا باستحياء ومرت تلقي التحية على كل من والدته وشقيقته وكذلك أبيه ثم جلست بجوار أمها في سكون تام لا ترفع نظرها ولا تخرج صوتا إلا عندما يوجه لها سؤال من أحدهم استمرت جلستهم لدقاىق طويلة وهو يضحكون ويتبادلون الأحاديث فيما بينهم حتى ارتفع صوت رنين والد رائد الذي استأذن وخرج لشرفة الصالون حتى يتمكن من الرد على الهاتف .. فاستغلت نرمين الفرصة حتى تترك العروسين على انفراد للحظات وهتفت موجهة حديثها إلى ميرفت وهي تبتسم بمكر 
_ إني غيرتي الوان المطبخ صحيح ياميرفت .. حتى أنا والله بفكر قريب أوي اغير الوان البيت كلها 
ضحكت ميرفت بعدما فهمت ما تسعى إليه صديقتها وهبت واقفة تجيب عليها بنفس نظراتها الماكرة 
_ اه غيرته .. تعالى افرجك عليه 
هبت نرمين واقفة فورا وأشارت لابنتها بأن تلحق بهم بينما زينة فتابعتهم وهم يغادرون متنهدة بعدم حيلة والقت نظرة خاطفة على رائد الذي كان يجلس أمامها ويتطلع إليها بابتسامة ساحرة .. ازدردت ريقها بتوتر بسيط واخفضت نظرها تتأمل في حذائها كنوع الهروب من الموقف .
هتف رائد بهدوء جميل 
_ عاملة إيه 
اضطرت لرفع رأسها ونظرت له وهي تجيب بحياء ملحوظ 
_ الحمدلله و إنت 
رائد بمداعبة لطيفة وهو يبتسم باتساع 
_ كويس أوي .. مبرووك 
ردت عليه بابتسامة صافية 
_ الله يبارك فيك 
صمت تام لدقيقة كاملة وهو مستمر في التحديق بها بإعجاب لا يتمكن من إبعاد نظره عنها بينما هي تنقل نظرها بين كل شيء معادا وجهه كأنها تتفحص منزلها لأول مرة ! خرج صوته أخيرا هامسا لها 
_ شكلك حلو أوي على فكرة 
ارتبكت بشدة ورفعت أناملها المضطربة ترجع خصلات شعرها خلف أذنها وردت عليه في نبرة صوت منخفضة بشكل لا إرادي منها 
_ ميرسي 
انتهى والده من مكالمته وعاد لهم وهو يهتف ضاحكا باستغراب 
_ ايه ده هما راحوا فين 
زينة بابتسامة رقيقة شبه ضاحكة 
_ ماما اخدت طنط نرمين تفرجها جوا على المطبخ
اندفع آدم نحو الحديقة الخارجية للمنزل فور رؤيته لفريدة تجلس بها رأته يتجه نحوها كالعاصفة المدمرة فتركت فنجان القهوة الذي بيدها واعتدلت جالسة باستغراب وماهي إلى ثواني حتى أصبح أمامها .
انحنى آدم عليها وهتف بټهديد حقيقي 
_ هديكي مهلة يومين يافريدة .. ياتقولي لعدنان كل حاجة بنفسك يا إما صدقيني أنا اللي هفضحك 
دلو من الماء المثلج سكب فوقها لكنها تصنعت الثبات والقوة حيث استقامت واقفة وصاحت به بعصبية تخفي ورائها توترها 
_ هو إيه ده اللي اقوله .. بعدين إنت ازاي بتتكلم معايا الأسلوب ده يا آدم متنساش إني مرات اخوك 
تقدم خطوة إليها كالأسد الذي سيلتهم فريسته وتلقائيا تقهقهرت هي للخلف بارتباك ثم وجدته يجيب عليها بغيظ مكتوم 
_ أنا لغاية دلوقتي عامل حساب إنك لسا مرات عدنان لولا كدا اقسم بالله أنا كنت عملت حجات لا يمكن في حياتك تتخيليها 
فريدة بانفعال وتلعثم 
_ إنت مچنون إيه اللي بتقوله ده 
رفع سبابته في وجهها وهدر بتحذير يحمل في طياتها الوعيد بالاڼتقام 
_ أنا قولت اللي عندي قدامك يومين تجهزي فيه نفسك وتقولي لعدنان على كل حاجة ومتنسيش طبعا محاولتك لقټله وإلا أنا اللي هقول كل حاجة 
ظلت صامتة تستمع لتهديداته وتحذيره لها حتى انتهى واستدار وسار باتجاه سيارته يستقل بها وينطلق لخارج المنزل جذبت فنجان القهوة والقت به بقوة على الأرض صاړخة 
_ اووووف هو أنا كل ما اخلص من مصېبة تطلعلي التانية
هدأت ثورتها فجأة عندما أدركت جملته بوضوح الآن محاولتك لقټله ماذا يقصد بتلك الجملة ! من خطط لذلك الحاډث هو نادر وليس هي ! .
خرج من غرفة صغيرته بعدما أرهقت من كثرة اللعب والضحك معه ونامت دثرها بالغطاء جيدا وقبلها من شعرها بمشاعر أبوية حانية قبل أن يرحل ويغلق الباب بحذر شديد حتى لا تستيقظ .
كان في طريقه لغرفته لولا استماعه إلى أصوات عبث قادمة من المطبخ جعلته يتوقف لوهلة قبل أن يغير اتجاهه ويذهب للمطبخ في خطوات هادئة ووقف عند الباب يتطلع إليها من الخلف وهي تقوم بتحضير شطيرة من المربى لها ووجهها عابس ومنطفىء تنهد بحرارة وشيء مجهول في داخله دفعه إليها دون أن يشعر .
أحست بخطواته الواثقة وهي تقترب منها فتوقفت عن إكمال شطيرتها وتصلبت بأرضها تنتظر وصوله إليها في فضول لمعرفة ما سيقوله توقفت خطواته وأصبح
 

تم نسخ الرابط