رواية زهرة في مهب الريح بقلم أسماء إيهاب
المحتويات
هنا و انكسر
ليهب هو واقفا و هو ينظر إليها بتحدي رافعا حاجبه لاعلي بحدة و هو يقول بنبرة قوية ابجي اعمليها أكدة يا زهرة
لتثني قدمها أسفلها و هي تقول بابتسامة عريضة أية يا سيد المعلمين انت صدقت انا معملش كدا انا بنتي عايزاني
هز رأسه بايجاب برضا و هو يقول زين خليكي أكدة لأجل ما تتربي
وضعت يدها أسفل ذقنها مستندة بمرفقها علي قدمها و هي تقول بنحيب يا عيني عليكي يا زهرة طالع عينك و لا حتي زوج حنين ياخدك في حضنه لا بيعاقبك و يبريكي علي حاجة مكنش قصدك تعمليها و انتي مؤدبة و مش بتزعليه ابدا
نظرت إليه باعتذار و هي تقول برجاء عشان خاطري متزعلش و الله يا مهران كنت مخڼوقة و كنت عايزة اتمشي شوية و اشوف الزهرة بتاعتي و اهو كمان شمس تتهوا و انت مش هترضي
تخلجت ملامحه پغضب و ضيق ليعود جالسا علي الفراش و هو يقول كنت جوليلي بردك ابجي خابر
دحرجت عينها بحرج و هي لم تعد تعلم ما يجب أن تتفوه به ليهدئ و ينزلها تخشي أن تتفوه بشئ يزيد غضبه و عقابه لها ابتسمت بخفة و هي تطرقع أصابعها بشقاوة و هي تبدأ بالغناء بصوت خاڤت مسموع بالغرفة فقط يا اللي زعلان مني و مخاصمني و مش عايز تاني تكلمني واخد علي خاطرك اوي مني يا حبيبي انا اسف يا انت عمري و عمري مفيش بعده يا مسهر عيني كدا في بعده
عبست بضيق شديد و هي تضيق عينها و تقلب شفتيها و هي تقول خلاص مش هغنيلك تاني مع أن انت الخسران انا فنانة علي فكرة
لوح بيده باستهزاء لتتأفف هي و هي تقول طب نزلني و انا و الله شوف و الله ما هعمل كدا تاني غير مرتين تلاتة بس
زمجر پغضب شديد و هو يقف امام خزانة الملابس زهرة
تنهد بصبر ليرفع ذراعيه إليها في حين انحنت هي تستند براحتي يدها على كتفه ليحملها من خصرها يجذبها لينزلها
علي الارض ليبتعد عنها مواليها ظهره پغضب و هو يقول فينها شمش
ابتسمت بهدوء و هي تذهب بخطوات رشيقة لتقف خلفه و تمد يدها تحاوط خصره بذراعيها تحتضنه و تضع رأسها علي ظهره قائلة بدلال مع بابا مش راضي يسببها شمس الصغيرة كلت عقل كل اللي شافها
لتضحك هي بخفوت و هي تقبل ظهره و تقول بدلال يعني بتعترف ان امها اللي هي انا كلت عقلك يا صعيدي
ابتسم بحب و هو يحاول أن لا يظهر ذلك و لكنها بذكاء التقطت وجهه الضاحك لتلتف حوله حتي أصبحت أمامه تمسك بكتفه و هي تقول بسعادة ضحكت و شوفتك
هز رأسه بلا فائدة و هو يحاوط خصرها يشابك كفي يده خلف ظهرها و هي تبتسم باتساع لتتعلق برقبته و هي تتمايل عليه بدلال و هو يستقبلها بين ذراعيه قبلت وجنته بقوة و هي تقول لسة زعلان
ظهر شبح ابتسامة علي ثغره و هو يتذكر ذلك جيدا في حين قالت هي بثقة فاكر لما منعتني انزل اكل تحت و انا مردتش اكل هنا عارفة انك يومها مأكلتش غير معايا .. فاكر يوم ما اتخاصمنا و روحت انت في اوضة تانية عارفة انك دخلت و قعدت جنب شمس عشان متصحاش و تصحيني عشان انام براحتي ريحتك في الآوضة هي اللي خلتني اعرف انام .. طب فاكر يوم ولادتي قبل ما اتبنج سمعت الدكتورة و هي بتقول انها خطړ عشان بدري عن ميعادها و انت دخلت معايا اوضة العمليات صحيت لقيتك جنبي و مسبتنيش و لا لحظة واحدة
و هي تقول طب بزمتك متغيرتش عن الاول يعني من بعد ولادة شمس يعني بقالي سنتين بزمتك اتغيرت و لا لا
لوي شفتيه بتحسر و هو يقول لع .. معتتغيريش واصل انتي يا زهرة اني خاېف علي شمش
ابتعدت عنه قليلا و هي تشير الي نفسها و تقول پصدمة انت خاېف علي شمس بنتي مني دي هتطلعلك انت شوف عندها سنتين بس بس كلها انت و عليها مية و حداشر زيك تمام
ربت علي كتفها و هو يقول بفخر الحمد لله انها كيفي تمام
عقدت ذراعيها أمام صدرها پغضب و هي تراقبه يجلس اعلي الفراش لتزم شفتيها و هي تقول بضيق شكرا بجد يعني مش عارفة اقول لحضرتك أية
ليشير إليها بيده و هو يقول بهدوء تچيبي شمش اصغيرة من عند عمي ايوب
نظرت إليه بغيظ و تأفف و هي تخرج من الغرفة لتأتي بابنتها الصغيرة شمس ذات العامين
بقصر مصطفي دلف الي الداخل ليجد هدوء علي غير المعتاد كان عندما يعود يلقي ضجيج و صوت بكاء اطفاله صدح بالقصر كاملا دار بعينه بالمكان بأكمله و لم يجدها ليصعد الدرج بهدوء متجه الي غرفته كاد أن يفتح الباب ليجدها تفتحه و تخرج وضعت يدها علي فمه حتي لا يتحدث و أغلقت الباب بهدوء و انزلت يدها تستند علي الباب يظهرها و تتنهد براحة علم أنها في صراع مع الصغار حتى النوم نظر إليها بابتسامة و هو يرتب خصلات شعرها المشعث و هذا بالتأكيد اثر أفعال ولده الصغير مهران ليهمس بهدوء ناموا
هزت رأسها بايجاب و هي تغمض عينها بشدة و تستند برأسها علي صدره و هي تقول بنبرة علي وشك البكاء و اني كمان رايدة اغفي يا مصطفى مجادراش
احتواها بين ذراعيه و هو يربت علي ظهرها بحنان و هو يقول تعالي امعاي
صارت معه بهدوء و لم تبدي اي اعتراض هي بحاجة فقط الي الراحة .. دلف بها الي غرفة صغيرة لا يصل إليها اي صوت منعزلة تماما اغلق الباب خلفه لحظات تليها لحظات حتي انتظمت أنفاسها و غابت في دنيا الاحلام بتعب شديد سحب نفسه منها بهدوء و فتح خزانة صغيرة أخذ منها غطاء و دثرها به و تسحب حتي خرج من الغرفة متجه الي غرفته وجد الصغار قد استيقظوا عبد الله يبكي و مهران يفتح عينه يداعب الهواء بيده بلطف ذهب مصطفي و حمل عبد الله و هو يحاول أن يسكته يداعبه و يلهو معه حتي عاد إلي النوم مرة أخري ليجلس متحسرا علي شقاء زوجته مع هؤلاء الصغار
تجلس تلك الصغيرة ذات الشعر الغجري كوالدتها تماما و عيونها السوداء الكحيلة ك والدها بشرتها السمراء المحببة تجلس اعلي طاولة الطعام و أمامها صحن من المعكرونة تفرد يدها الصغيرة و تمسك بالمعكرونة و تضعها بفمها و تلوث وجهها و ملابسها و يجلس أمامها علي المقعد ايوب يضحك علي ما تفعله الصغيرة .. نزلت زهرة الدرج و هي تستمع الي صوت ضحكات والدها توجهت إليهم لتبدأ بالضحك هي الأخري و هي تنظر إلي صغيرتها كيف تأكل بشراهة انتشلتها عن الطاولة و هي لا تعلم كيف ابتلعت طفلتها هذا الطعام سنتين و بتاكلي مكرونة اومال أربعة هتاكلي أية خروف
_ جولي ما شاء الله يا بتي
لتحمل زهرة شمس الصغيرة و تحاول تنظيف فمها و هي تقول ما شاء الله يا بابا و كل حاجة بس بخاف متعرفش تبلع حاجة
ليقف ايوب متكأ علي عصاه و هو يقول متجلجيش يا بتي خليني اعوض فيها غيابك عني
لتميل زهرة و تقبل وجنتي ايوب و هي تقول يا حبيبي هي معاك علي طول اهي دي بقت توحشنا يا حاج
ابتسم ايوب و هو يربت علي رأس شمس الصغيرة التي تشير الي المعكرونة تريد أن تلفت انتباه والدتها لتتحدث زهرة الي ايوب مرة أخري متسائلة كلمت عمتي حميدة يا بابا عشان يجوا بكرا
هز ايوب رأسه و هو يقول بايجاب أكدة أو اكدة يا بتي بكرا الچمعة و چايين
هزت راسها بايجاب و هي تقول بهدوء كويس انا هطلع اغير لشمس و مهران عايز يشوفها و هنزلها تاني
صعدت تركض بلهو مع صغيرتها حتي وصلت إلي غرفتها اقټحمت الغرفة پعنف و هي تضحك ليفتح مهران عينه بخضة و قد كان علي وشك النوم اعتدل جالسا و هو يضرب كف فوق الآخر و هو يقول اعجلي بجي يا بندرية
لتمد شفتيها و هي تهمهم بتفكير لدقيقة و من ثم أخرجت لسانها و هي تغمز له بعينها اليسري و تقول بمشاكسة لا مش ناوية عجبك
ذهبت الي المرحاض مع شمس الصغيرة بعد أن أخذت ملابس نظيفة لها
_ وضعت الصغيرة علي الفراش بجوار والدها الذي استقبلها بحفاوة و هو يقبل وجنتيها المنتكزة تخصرت و هي تراه يدلل ابنته الصغيرة انحنت إليه تطرقع يدها أمام وجهه و هي تقول بحدة بصلي كدا
لم يعيرها انتباه و هو يدغدغ ابنته و يقبل يدها طرقت علي كتفه و هي تقول مهران بصلي دلوقتي
نظر إليها بطرف عينه و هو يقول إيوة يا زهرة
زمت شفتيها و هي تقول بطفولة انت بتحب شمس اكتر مني
اڼفجر ضاحكا و كان يعلم سؤالها المتكرر حين تجده يلهو مع صغيرته قليلا ليعتدل جالسا علي طرف الفراش ينظر إليها كيف تقف تعقد ذراعيها أمام صدرها و تهز قدمها بعصبية و تنظر إليه بلوم كبح ضحكاته من الظهور و هو يتنحنح امسك بملابسها يجذبها إليه و هو يسأل و هو يشير بعينه الي شمس الصغيرة هي مش شمش بتي
هزت راسها بايجاب و هي تقول
أيوة بس انا قبلها انا الاول انا الأصل المفروض تحبني انا بس
ليمسك بيدها يجذيها لتنحني إليه يسند جبهته اعلي جبهتها و هو يقول بعيون مغرمة واقعة بها حد النخاع خابرة زين اني عحبك و كيف ما عجبك عحب شمش لازما احبها ماهي بتك انتي
خبأت ابتسامة كادت أن تفلت منها و هي تقول بحذير بس متحبهاش اكتر مني
ليجذبها أكثر لتجلس علي قدمها ليحاوط خصرها
متابعة القراءة