رواية زهرة في مهب الريح بقلم أسماء إيهاب

موقع أيام نيوز

ياريتني ما شوفتك ياريتني ما وافقت ابعد عن القاهرة حياتي اللي كنت مترمطة فيها بين أقدام الناس دي كانت احسن بكتير من العيش هنا و اني كل شوية افتكر اني مجرد لعبة لعبة بس
امسكت بيده تضع كفه علي موضع قلبها و هي تقول باڼهيار لما شوفتك تحت قلبي انقسم نصين مبقتش قادرة اتنفس انا للدرجادي بالنسبالك و لا حاجة قلبي هيموتني من الۏجع يا مهران مش قادرة
أبعدته عنها براحتي يدها تدفعه بصدره بشدة تلطم وجهها بيدها بشدة و هي تقول انا عايزة ابعد و مش عارفة ابعد انت عني انت تقدر لكن أنا مقدرش ابعد عني ابعد ابعد انتي لية جبتني من المحطة بعد ما خلاص كنت هبعد
وقف أمامها يمسك بيدها يمنعها عن لطم نفسها يضمها إليها و هو يقول مېتي اعرف ابعد اني معرفش اني عوجعك اوي أكده
لتستند عليه و هي تجهش بالبكاء و قدمها لم تعد تحملها لتسقط علي الارض و هو معها ترتفع شهقاتها پألم و هي تتمتم بالله عليك ارحمني بقي كفاية كدا ھموت انا لا عمري عرفت أن في قلب ليا موجود انا عرفته هنا معاك و لما اعرفه اتوجع اوي كدا
ليضمها إليه أكثر حين اشدد بكاءها و ألم قلبه يتزايد حتي سكنت بين ذراعيه تتمسك به بشدة كأنه طوق النجاة بالنسبة لها أبعدها قليلا حتي حملها ليضعها علي الفراش و هي ساكنة تغمض عينها مستعدة أن يأخذها النوم معه في جولة بعيد عن الواقع بعيد عن حاضرها المؤلم و ماضيها التي لا تذكر منه سوا الشقاء و مستقبلها المجهول التي لا تعلم ماذا يخبئ لها من مفاجأت
الفصل الرابع عشر
استيقظت تلك الغافية منذ البارحة علي ثقل شديد علي كتفها التفتت بوجهها لتجده هو تذكرت ما حدث ليلة
أمس بصقت علي كرامتها و هي تبعده عنها وقفت عن الفراش عندما استيقظ هو في حين ابتعد عنه فرك عينه و هو ينظر إليها و هو يقول زهرة
تجاهلته تماما و ذهبت الي المرحاض لتغتسل ليزفر هو بضيق و هو يجلس علي الفراش بحرك رقبته المتشنجة لتصدر صوت مسموع انتظرها حتي خرجت لتفتح هي خزانة الملابس و تأخذ منها ملابس نظيفة ليقترب منها و هو يقول بحنان أية رأيك نخرچي علي الفرس امعاي دلوج
ابتعدت عنه تدفعه بحدة و هي تجلس علي الفراش تنتظر حتي يدلف الي المرحاض حتي ترتدي ملابسها تنهد هو بصبر و وقف أمامها يرجع خصلات شعرها الغجرية الي خلف اذنها ينظر إلي عينها و هو يقول معتتحدتيش امعاي اياك
غربت عينها بنفاذ صبر و هي تبعد يده عنها لا تريد الحديث معه لتشير بيدها الي المرحاض و هي تلتفت عنه هز رأسه پغضب و هو يدلف الي المرحاض يستشيط ڠضبا من تلك الفتاه .. ارتدت هي ملابسها سريعا قبل خروجه من المرحاض و وضعت حجاب صغير علي رأسها و خرجت من الغرفة إلي الأسفل لتقابل نور تتخصر و هي تقول بحدة مهران فين من امبارح و هو مختفي
تجاهلتها زهرة و ازاحتها من أمامها لتكمل هبوط ببرود و هي تطلق صفير من بين شفتيها وجدت ايوب و شمس يجلسون لتركض لتجلس بجوار ايوب تضع رأسها علي كتفه و هي تقول فطرت و اخدت الدوا
ابتسم ايوب و قبل جبهتها و هو يقول بهدوء إيوة يا بتي
لتنظر إليها شمس و هي تقول بهدوء كيفك دلوج يا زهرة
ابتعدت زهرة عن كتف ايوب و هي ترفع كتفها بلا مبالاه و هي تقول ببرود زي الفل مية مية مين دا اللي يقدر يزعلني يا حبيبتي
ضحكت شمس و هي ټضرب بكف علي الاخر لتقف و هي تقول طب جومي امعاي نفطر
هزت زهرة رأسها و هي تذهب مع شمس لتناول الفطور
يجلس مقابل لها علي طاولة الطعام و هي تتحاشي النظر إليه تأكل بصمت أما عن نور التي تجلس بجواره تتمايل عليه بوقاحة و هي تأكل رمقتهم بنظرة مشمئزة و هي تقف عن الطعام بعد أن انتهت ..سمع صوت الحارس و هو يردد اسمه ليأذن له بالدخول في حين تابعها هو و هي تصعد الي غرفتها تنهد بضيق و هو يستمع الي الحارس قائلا في ضيف اچنبي يا عمدة چاي من البندر
أشار إليه مهران أن يدخلوا القصر ليذهب الحارس و يأتي مرة أخري بشاب فارع الطول زو بشړة بيضاء كالحليب و وجه مستدير ممتلئ و شعر اصفر ناعم و عيون خضراء ابتسم بهدوء و هو يقول باللغة الإنجليزية مرحبا ايها السيد
لوت نور شفتيها و هي تقول بخفوت مسموع مجبش معاه مترجم لية محدش هنا هيفهم بيقول أية
الټفت اليها مهران نظر إليها و ارتفع جانب شفتيه بابتسامة ساخرة ليدني منها يهمس بجوار اذنها بفحيح الحديت اللي رايدة تجوليه الحي علي حسك
ليقف و يتقدم من الرجل ليصافحه و هو يقول بهدوء و لغة إنجليزية متقنة مرحبا بك بالصعيد
ابتسم الآخر و هو يقول بهدوء سيد مهران اتيت لاستثمار مشروع هنا بالصعيد هل لي أن ابقي لديك لفترة قصيرة
هز مهران رأسه بترحاب و
هو يشير إلي القصر بالكامل قائلا يشرفني ذلك سيد .. هل لي أن اتشرف باسمك
_ ر.. رالي
هز مهران رأسه بايجاب و هو يقول بجدية هل تسمح لي بدقيقة و سأعود علي الفور
ذهب مهران لتنزل زهرة إلي الأسفل لتسأل شمس عن أدوية السيدة بهية والدت مهران حين وجدت ذلك الشاب أمامها نظرت إلي شمس بتساؤل و هي تلتفت لتنظر إلي ذلك الشخص الغريب باستغراب الذي بادلها نظراتها بنظرات جريئة بوقاحة شديدة ليمتعض وجه شمس بضيق حاولت اخفاءه قدر المستطاع و هي تقول ده ضيف العمدة يا مرت العمدة
رأت نظراته الوقاحة لتمتعض وجهها بشراسة و ترفع يدها ملوحة له بحدة و هي تقول پغضب انت يا عم نزل عين عن حريم بيت العمدة لان انت مش قده
و قبل أن تبدأ بالسباب اللاذع و بداية إذاعة لا تنتهي من كلمات قاسېة لتجد مهران يأتي من بعيد لتصمت و هي تنظر إليه بتوعد نظر مهران بينهم بشك لتنكمش وجهها إليه بضيق و هي تعقد ذراعها أمام صدرها و تدير وجهها عنه بلا مبالاه .. رفع حاجبه الأيسر و هو يهز رأسه بتوعد لها ليصدح صوته باسم الخادمة التي أتت مسرعة إليه ليشير الي ذلك الضيف و هو يقول ضيفنا علي الجاعة الشرجية يا نعمة
هزت الخادمة رأسها بطاعة و هي تذهب مع ذلك الشخص الي القاعة الشرقية المخصصة للضيوف ليتقدم هو منها لتبتعد علي الفور إلا أنه امسك بيدها يوقفها و هو يقف أمامها تأففت هي و هي تهز رأسها بتساؤل دور الخرسا ده طول جوي و اني معتحملش كتير
ابتسمت بسماحة مضيقة عينها پشماتة و هي تزيح يده عنها ببرود و ترسل إليه قبلة بالهواء و تلوح إليه بالوداع و تذهب و تتركه يقف پغضب يكفي لأن ېحرق الاخضر و اليابس
وضعت حجابها علي رأسها و حكمت تثبيته لتسير بهدوء و هي تتسحب علي أطراف أصابعها حتي تخرج من القصر امسكت بطرف عباءتها ترفعها عن قدمها حتي لا تتعثر و تصدر أي صوت ينتبه إليه أي أحد و هي تري القصر فارع و الجميع بالغرف ..ابتسمت و هي تري أنها وصلت
إلي بوابة القصر مد يدها برشاقة حتي تدير مقبض الباب لتصرخ فزعا حين وجدت فجأة يد أخري من خلفها تمتد الي المقبض و يد أخري تحكم قبضتها علي خصرها لم يكن ذلك سوا مهران الذي حملها من خصرها يرفعها عن الأرض و هو يبعدها عن بوابة القصر مد يده الأخري يلفها إليه في حركة واحدة زمت شفتيها بضيق و هي تجده أمامها و لم تستطيع الإفلات من بين يديه تأففت و هي تضع كلتا يدها علي ذراعيه المحاوط لخصرها تحاول إبعاده عنها
لترفع
يده بوجه و هي تقول بانفعال و انت مالك أية دا
وضع يده أسفل ذقنه و هي يرفع رأسه مصطنع التفكير قائلا نجول مرتي مثلا
أخرجت لسانها بسخرية و هي تغرب عينها و تقول مقلدة صوته بصوت مضحك مرتي مثلا
كبح ضحكاته علي مظهرها المضحك و هو يرسم الجمود علي ملامحه لتتلوي هي بين ذراعيه و هي تقول مراتك منين انا متفضلش تقول مراتي مراتي انا مش مراتك
ليهمس
و عينه تحملق بها لو رايدة تكون اني معنديش ايوتها مانع
اتسعت عينها پصدمة من وقاحته لتضع يدها علي فمها و قد تخللت الډماء الي وجنتيها و هي تقول انت فهمت اية الله يخربيتك
ليهز رأسه و هو يقول بمرح تشهده هي لاول مرة جولي جولي متختشيش
لتدفعه يبتعد عنها و هي تقول بتلعثم و هي تبتلع ريقها بتوتر انت بتقول أية انت بتستهبل
ضيق عينه بشك و هو يبتسم بخبث قائلا يا بندرية اني خابر كل حاچة
لتزيحه من أمامها و هي تحاول الوصول إلي البوابة مرة أخري قائلة بحدة خابر أية يا عم انت أية البلاوي دي ياختي
ليضحك هو من رد فعلها حتي ان صوت قهقهته صدحت بالقصر بأكمله و هو يتقدم منها و يحاوطها مرة أخري يستند برأسه علي كتفها و هو يقول بأذنها هدي حالك يا بندرية مش أكده .. جوليلي علي فين أكده
أشارت علي رقبتها و هي تقول پاختناق هشم هوا نضيف مخڼوقة
هز رأسه بتفهم و هو يبتعد عنها و يفتح هو باب القصر قائلا عنديكي حج يا بندرية
نظرت الي الباب المفتوح بابتسامة عريضة و كادت أن تخرج إلا أنه وضع يده أمامها و هو يقول عتخرچي امعاي
تأففت بنفاذ صبر و هي تخرج و هو خلفها يغلق الباب امسك بيدها يغلغل اصابع يده الضخمة بين أصابعها متشابكين مع بعضهم نظرت إلي يدهم مطولا ثم اليه بعمق عينه نظرة حيرة بداخل عينها يعلم ما تسأل عنه ليتنهد بعمق ليزفر ما بداخل صدره و هو يشدد علي أصابعها بين أصابعه و هو يسير معها الي الاراضي تسير هي و تتنفس بعمق تدخل الي رئتيها هواء نظيف و هي تنظر إلي المساحة الواسعة أمامها و الهواء يرتطم بوجهها وضعت يدها علي صدرها و هو تتنفس شهيقا و زفيرا شاعرة بارتياح شديد و هو فقط يراقب حركاتها بتمعن التفتت حولها و لم تجد أحد قط لتطلق قدامها للرياح
و هي تركض بسرعة تطرد ما داخلها من ألم و حزن تركض و تركض و تركض لا تعلم حتي الي اين تذهب فقط تركض و هو تحمل
تم نسخ الرابط