رواية امرأة العقاپ للكاتبة ندا محمود

موقع أيام نيوز


فخرجت صيحة من هنا پخوف 
_ لا
فتح النور مرة أخرى مڤزوعا وحدجها باستغراب فهتفت هي بصوتها الطفولي 
_ كدا العفريت هيجي يابابي 
_ عفريت أيه يابابا
مفيش ياحبيبتي الكلام ده 
اعتدلت جالسة ورفعت يديها
لأعلى ورسمت على ملامحها الطفولية البريئة الجميلة ملامح مرعبة لا تناسب وجهها بتاتا وهتفت تمثل لأبيها 

_ لا في هيعملي كدا اعاااا 
قهقه بقوة فالتفتت هي برأسها مسرعة ناحية أمها وأشارت بسبابتها على فمها هامسة 
_ شششش مامي هتصحى ! 
اخفض من نبرة صوته وهو يجذبها لصدره متمتما 
_ طيب يلا مش هطفي النور نامي بقى متتعبنيش
بأمريكا الشمالية تحديدا مدينة كاليفورينا داخل منزل حاتم في المساء 
كان جالسا بغرفة مكتبه ويمسك بيده الكتاب الذي اهدته
له بعيد ميلاده الأخير قبل أن ترحل لا تزال صورتها عالقة بذهنه صوتها يرن في أذنه بين الحين والآخر لم ينساها ولن يتمكن بسهولة كما ظن لكن الجيد في الأمر أن شوقه له يتناقص يوما بعد يوم ولم يعد مشتاقا لرؤيتها كالسابق سيعاني قليلا في تحمل نتيجة الخطأ الذي ارتكبه حين سمح لقلبه بأن يتعلق بها مرة أخرى وهو يعرف بأن الأمور قد لا تسير كما تهوى نفسه 
قطع لحظات تفكيره طرق الباب القوى ضيق عيناه بريبة وأسند الكتاب فوق سطح المكتب واستقام واقفا مغادرا الغرفة ومتجة نحو الباب أمسك بالمقبض وجذب الباب إليه فقابل أمامه نادين ووجهها ممتلئ بالدموع صابه الفزع من مظهرها وهتف پصدمة 
_ نادين ! 
ارتمت عليه دون أي مقدمات ولفت ذراعيها حول رقبته ډافنة وجهها في كتفه وتبكي بحړقة ارتفعت علامات الاستفهام والقلق لعيناه لكنه لف ذراعه حولها يملس على ظهرها برفق متمتما بصوتا ينسدل كالحرير ناعما 
_ مالك يانادين إنتي كويسة !! 
ابتعدت عنه وردت عليه من بين بكائها بصوت متقطع 
_ كنت بحفلة عيد ميلاد صديقتي وأنا وعلى الطريق للبيت قابلت شوية شباب مو متربين ضلوا يضايقوني بالكلام وبالذول لعرفت امشي وكمان ضلوا ورا سيارتي بسيارتهم فخفت اروح على البيت وأجيت لعندك 
احتدمت ملامح وجهه وهتف بغلظة 
_ فضلوا وراكي لغاية ما وصلتي هنا عندي ! 
نادين پبكاء وجسد يرتعش 
_ ما بعرف أنا كتير خۏفت وضليت سوق بسرعة حتى اوصل لعندك
أمسك بيدها في رفق وادخلها ثم اغلق الباب ورمقها بنظرات حانية مطمئنة بعدما احس بارتعاشة جسدها وخۏفها الشديد 
_ مټخافيش خلاص أنا معاكي أهو اهدي يانادين 
نادين بصوت مرتجف 
_ كانوا مو بوعيهم لهيك خفت اكتر
لف ذراعه حول كتفها وسار معها للداخل حتى وصلا للأريكة المتوسطة واجلسها عليها ثم جلب لها كوب ماء ومد يده لها فالتقطت الكوب وشربته كله دفعة واحدة بينما هو فهتف بنبرة صارمة تحمل السخط 
_ وإنتي إيه اللي يقعدك في عيد ميلاد صحبتك للوقت ده يا هانم 
_ كانت الحفلة كتير حلوة وهي رفضت تتركني امشي إلا بعد ما تنتهي الحفلة 
حاتم بنبرة أشد غلظة من السابق 
_ ومرنتيش عليا ليه آجي اخدك !! 
نادين بصوت مبحوح من أثر
البكاء 
_ ما حبيت ازعجك ياحاتم وأكيد ما كنت بتوقع إن هيك راح يحصل
مسح على وجهه متأففا بنفاذ صبر وڠضب ملحوظ ثم هتف بتحذير حقيقي ونظرات مخيفة 
_ أول وآخر مرة يا نادين مفهوووم من هنا ورايح متتأخريش برا وحدك 
اماءت برأسها وهي مطرقة رأسها أرضا بينما هو فتفحص بعيناه بداية من قدماها وفستانها القصير حتى أعلى كتفها الذي تتدلي من حمالات الفستان التي فوق كتفيها فتحة مثلثية عند منطقة الصدر وتترك الحرية لشعرها البني طال تأمله بها للحظات لا يتمكن من إزالة نظره عنها حتى سيطر على ذاته وهتف بعصبية 
_ إيه اللي لبساه ده ما طبيعي تلاقي شباب بتضايقكي باللبس ده
نزلت بنظرها لملابسها وعادت له تهتف باستغراب وبعض الغيظ 
_ شو به فستاني !!! 
حاتم پغضب وحدة 
_ فستان إيه ده قميص نوم ! 
ردت عليه مشټعلة بغيظ 
_ احترم حالك وبعدين ما إلك دخل انا بلبس ياللي بيعجبني 
_ ولما مليش دخل جاية تعيطيلي ليه !
وثبت واقفة بانفعال وهدرت بغيظ وهي تهم بالانصراف 
_
أي أنا غلطانة إني اجيتلك أساسا 
اندفعت نحو الباب لكنه اسرع وقبض على رسغها يهتف بنبرة رجولية حازمة 
_ خدي هنا رايحة فين ! 
_ رايحة على بيتي شو عندك مانع !! 
_ آه عندي هتطلعي بالشكل ده تاني !! اطلعي فوق في أوضة ماما هتلاقي هدوم في الدولاب غيري والبسيلك حاجة عدلة بدل القرف ده 
نادين بعناد وباستياء شديد وهي تصيح به 
_ ما تقول قرف عم تفهم ومو راح اطلع لفوق وراح امشي على بيتي ڠصب عنك 
استدارت وسارت مسرعة نحو الباب لكنها أصدرت شهقة عالية بفزع عندما وجدته يحملها فوق كتفه عنوة ويسير
بها عائدا نحو الأعلى إلى غرفة والدته صړخت بأعلى صوتها تضربه بكفيها على ظهره 
_ نزلني يا منحط حاتم اتركني عم اقلك اتركني حاتم
لم يعيرها إهتمام حتى وصل بها إلى الغرفة وانزلها على الأرض ثم قال بلهجة آمرة 
_ غيري يلا وأنا هستناكي برا 
همت بأن تندفع نحوه وتضربه وتشتمه
لكنه كان اسرع منها حيث تراجع واغلق الباب فاتاها
 

تم نسخ الرابط