رواية امرأة العقاپ للكاتبة ندا محمود
المحتويات
فوق الباب وانتظر لدقيقة حتى فتحت له الخادمة بدرية وأول شيء التقطته عيناها باقة الزهور الحمراء الذي جعلتها تنقل نظرها بينها وبين عدنان بابتسامة عريضة ورغم أن الوقت متأخر ليلا إلا أنها أبدت كامل الترحيب والسعادة به حيث هتفت دون أن يسأل هو وكأنها تعرف جيدا
وجهته ومن سعادتها لم ترد أن تكون سبب في منع فرحتهم
ضحك ببساطة على ردها وتحمسها الغريب ثم دخل ورد بخفوت
_تمام يا بدرية وهنا ونشأت بيه فين
مالت عليه وقالت بهمس وغمزة لئيمة
_تقريبا كدا هنا نايمة مع نشأت بيه النهارده في اوضته
هز رأسه بتفهم وأرسل لها ابتسامة صافية قبل أن يقود خطواته إلى الدرج يصعد درجاته بهدوء حتى تواري عن أنظارها سار ببطء إلى غرفة
تردد في باديء الأمر لكنه حسم قراره وأمسك بمقبض الباب ليديره ويفتحه ببطء شديد ثم دخل واغلق خلفه ليتوقف فور دخوله يلقى عليها نظرة متمعنة وهي نائمة في فراشها بسكون تام شعرها الأسود مفرود بجانبها فوق الوسادة وترتدي منامة منزلية بيضاء زادتها جمال ورقة
مد أنامله لوجهها يتحسس بشرتها بكل لطف ورقة يمر إبهامه بحنو فوق وجنتيها ثم ارتفعت لمساته لشعرها ليغلغل أصابعه بين خصلاتها في حب وعيناه تلمع بوميض حزين ومحب بنفس اللحظة
مبتسما بفرحة داخلية غامرة نظراته العميقة تهيأ لمن يراه هكذا كأنه يرى ابنه أمام عينيه خرجت همسة خاڤتة ومنخفضة منه وهو يهمس
_ جايز تكون إنت حلقة الوصل اللي بعتها ربنا لينا عشان يوصلنا تاني بعد ما انفصلنا
_ رغم فرحتي بيك وإنك كلها كام شهر واشيلك بين إيديا بس مش قادر افرح الفرحة اللي كانت بتمناها بسبب فراق مامتك واختك عني الحياة صعبة أوي من غيركم
كان ينوي أن يتخذ تلك الخطوة بوقت لاحق لكنه لا يستطيع الفراق أكثر من ذلك اتخذ القرار وانتهى الأمر !!!
_ جلنار قومي يارمانتي !
ظهرها
_ لسا الفجر مأذنش ياعدنان في إيه !
ضحك بصمت وتمتم في صوت خاڤت
_ هو الحمل أثر عليكي وخلى نومك تقيل ولا إيه !
مرت دقيقة كاملة في صمت وبلحظة فجأة وثبت جالسة مڤزوعة حين أدركت صوته والوضع وحدقته مصډومة هاتفة
_ عدنان !!! بتعمل إيه هنا !
_ جيت اشوف هنا بعد ما الرسالة اللي بعتيها بس لقيت الكل نايم
جلنار بنظرة مڤزوعة قليلا
_ طيب وليه مرنتش عليا !
ضحك ورد بهدوء جذاب
_ رنيت يارمانة كتير وخبطت كمان على الباب بس مفيش فايدة فاضطريت ادخلك بنفسي واضح إن ده من تأثير الحمل
وضعت يدها فوق بطنها لا إرديا ثم انتصب واعتدلت أكثر في جلستها لتقول
_وليه مجيتش الصبح !
التزم الصمت لثواني وهي يتمعنها بنظرات مربكة ثم قال في جراءة
_ حسيت إنك وحشتيني إنتي كمان فجيت اشوفك
استقامت واقفة وردت بجفاء متصنع
_ بس إنت موحشتنيش !
توقف هو الآخر والاسم بخبث ليثبت
نظره داخل عيناها ويقول بثقة
_ متأكدة ! أصل استغربت لما لقيتك بعتالي بتقوليلي هنا بټعيط وبتقول إنك وحشتها وتعالى شوفها وإنك نومتيها بصعوبة وبعدين آجي هنا واكتشف إنها نايمة مع جدها في اوضته !
اضطربت بشدة وظهر ذلك بوضوح على ملامحها الرقيقة ونبرة صوتها كذلك التي بدأت تتلعثم حيث ردت
_ أنا قولتلك لما تفضى تعالي وكان قصدي بكرا يعني مش النهارده بعدين إنت قصدك إيه بظبط قصدك إني بتلكلك بهنا مثلا عشان اشوفك !!!
قهقه بقوة فور جملتها الأخيرة ورفع حاجبه بنظرة جريئة مجيبا
_ أنا مقولتش حاجة زي كدا إنتي اللي بتقولي !
استشاطت غيظا ولوهلة زدت لو تقبض على رقبته وخنقه من فرط الغيظ لكن ذلك الڠضب تحول كله بلحظة لزعر وتوتر شديد حين رأته يميل عليها بقوة وظنته أنه سقبلها ثانية لكن وجدته يضحك بخبث ويقول متصنعا البراءة
_ في إيه مالك اټخضيتي كدا ليه ده أنا كنت باخد ده بس اتفضلي
ورأته يرفع يده أمامها وهو ممسك بباقة من الزهور الحمراء لمعت عيناها كالطفلة الصغيرة فنقطة ضعفها هي الزهور الحمراء وذلك الماكر يعلم جيدا متى يستغل نقاط ضعفها !
التقطتها من يده بفرحة وحماسة ثم دست وجهها بين الزهور تستنشق
متابعة القراءة