رواية امرأة العقاپ للكاتبة ندا محمود
المحتويات
الغرفة وكانت بطريقها للخزانة لكنها لمحت تلك الصورة فوق المنضدة فتصلبت بأرضها للحظات ثم تقدمت تلقائيا إليها والتقطتها بين يدها تمعن النظر بها بدهشة وعدم استيعاب ! وأول سؤال قڈف بذهنها هو ماذا تفعل هذا الصورة معه !! هل مازال يحتفظ بصورتهم معا حتى الآن !! التفتت برأسها تجاهه واستقرت في عيناها نظرة مليئة بالغيرة والڠضب والشك ثم ألقت بالصورة في مكانها واستدارت وغادرت الغرفة بأكملها
اتجه أولا لصغيرته ليودعها ويلثم وجنتيها بحنو أبوي ثم استقرت نظرته على جلنار الحالية بجوارها ولا تعيره اهتمام ومعالم وجهه عبارة عن جمرة ملتهبة من النيران فانحنى عليها وقبلها من شعرها هامسا
مالت برأسها بعيدا عن شفتيها تقول في حدة
_ مفيش حاجة
غضن حاجبيه بريبة وضيق حقيقي ثم تمتم بحزم
_ في حاجة بتحصل أنا مش فاهمها بس لما ارجع بليل بإذن الله هنتكلم وتفهميني كل حاجة
لم نجيبه ولم تلتفت له حتى مما جعله بزفر بانزعاج بسيط ورغم ذلك يهتف بدفء
أنا ماشي عايزة حاجة
ردت أخيرا لكنها اكتفت بهز رأسها بالنفي فقط فيميل عليها مرة أخرى ويلثم شعرها قبل أن يستقيم وينصرف في نفاذ صبر !!
داخل مقر شركة أل الشافعي تحديدا بمكتب عدنان الشافعي !!
كان يجلس مع أحد رجال الأعمال المشهورين يتحدثوا عن الأعمال بجدية وكامل التركيز مرت حوالي نصف ساعة حتى انتهى اجتماعهم الصغير
_ متشكر جدا ياعدنان بيه
صالحها عدنان بحرارة وأردف باسما
_ العفو على إيه بس
ابتسم له الآخر بامتنان وكان سيهم بالمغادرة لكنه اسرع وسأله
_ أخبار أسمهان هانم إيه ياريت توصل سلامي ليها
تلاشت ابتسامة عدنان فورا ليحل محلها الصرامة وهو يسأله بحيرة
رد الآخر بدهشة
_ معقول هو إنت متعرفش ولا إيه !
عدنان بصوت رجولي غليظ
_ معرفش إيه !!
ابتسم الأخر ورد شبه متشفيا
_ من وقت ما كان والدك لسا عايش أسمهان هانم عرضت
عليا تسلمني ملفات صفقة الصين يعني هي اللي خانت والدك الشافعي وباعته في صفقة العمر
بعد ما يقارب الساعة تقريبا اصطفت سيارة عدنان داخل ساحة المنزل محدثة صوتا مزعجا من شدة احتكاك الإطارات في الأرض ونزل من سيارته ليقود خطواته السريعة للداخل كان عبارة بركان منفجر وتطفو حممه البركانية فوق سطحه
توقف أمام الباب وراح يضرب بكف يده الضخم پعنف عليه دون توقف ولم يلبث للحظات حتى فتحت الخادمة الباب وافسحت له الطريق بسرعة للعبور بړعب بعدما رأت ملامح وجهه المرعبة وكأنه وحش كاسر
وقف بالمنتصف عند مقدمة الدرج وصاح بصوته الجهوري والذي جلل بأركان القصر بأكمله
_ ماما يا أسمهان هانم !!!!!!
_ الفصل الثامن والخمسون _
وقف بالمنتصف عند مقدمة الدرج وصاح بصوته الجهوري والذي جلل بأركان القصر بأكمله
_ ماما يا أسمهان هانم !!!!!!
بالأعلى انتفضت أسمهان فور سماعها صيحة ابنها المرعبة وهبت واقفة من فراشها مهرولة لتغادر غرفتها ومنها للدرج تنزل درجاته مسرعة وهي مزعورة وعند وصولها عند بداية الدرج من الأعلى توقفت للحظة تتطلع بقسمات وجهه الڼارية وتسأله بفزع
_ في إيه ياعدنان !
لم يجيبها واكتفى بنظرته المخزية والملتهبة فقط كان تماما كالۏحش الثائر الذي ينتظر اقتراب فريسته منه ليلتهمها
تعرفه جيدا لا يكون بهذه الحالة المرعبة إلا عندما تحدث کاړثة ! ولا يمكنها إنكار أنها خشيت ابنها في تلك اللحظة وانقبض قلبها ړعبا من أن يكون ما تخشاه قد حدث وعلم بكل شيء !
نزلت بقية درجات السلم ببطء حتى انتهت منه ووقفت أمامه مباشرة بثبات مزيف تسأله بحنو وتوتر
_ في إيه ياحبيبي مالك متعصب كدا ليه !
طالت سكونه المريب الذي تماما شبهته بهدوء ما قبل العاصفة لكنه تحدث بصوت متحشرج ونظرة ممېتة يسألها مستنكرا
_ إزاي عملتي كدا فيه !
اضطربت وردت پخوف
_ مين ده
عدنان بنفس النبرة السابقة
_ جوزك وأبو ولادك يا أسمهان هانم
اتسعت عيناها دهشة ولوهلة شعرت بأن جسدها كله يرتجف ړعبا ثم أجابت عليه متلعثمة تنكر خطأها
_ أنا معملتش حاجة لا يمكن أعمل حاجة في أبوكم !
أثارته جنونه وهيجت عاصفته حيث صړخ بها بصوت نفضها بأرضها
_ بابا ماټ بسببك كنتي عارفة إن الصفقة دي كانت أهم حاجة عنده في شغله وتعب سنين عشان يوصلها وينفذها ورغم كدا خونتيه وبعتيه واللي حصل بعد كدا إيه من كتر زعله تعب وجاتله جلطة وماټ هااا لسا برضوا بتقولي معملتيش حاجة
تعرقت بشدة وغامت عيناها بالعبارات لتهتف وهي تهز رأسها بالنفي رافضة الاعتراف
_
متابعة القراءة