رواية امرأة العقاپ للكاتبة ندا محمود
المحتويات
سمعته للتو لم يكن يتوقع أبدا أن يسمع اعترافها بموقف كهذا !
لم يبدي أي ردة فعل وآثر الصمت وهي بين ذراعيه لكن تدريجيا ارتفعت البسمة السعيدة فوق ثغره قلبه يدق پعنف في مسكنه وروحه العبثية سكنت بسعادة غامرة
ابتعدت عنه ببطء وتطلعت إليه بحيرة ثم همست بشبة ابتسامة
طالت نظراته الذائبة لها وكأنه مسكر ثم خرج صوته الخاڤت يقول
_ قولتي إيه !
ابتسمت بدلال وغمغمت
_ إنت مسمعتش يعني أنا قولت إيه !
نفى بهز رأسه وهمس بصوت متلهف
_ تؤتؤ عايز اسمع تاني
ضمت شفتيها في ابتسامة ود ورقة ثم تطلعت بعيناه في ثبات وتمتمت بمشاعر صادقة
رأته يبتسم ببلاهة وسعادة كطفل صغير ! وبعد ثلاث ثواني بالضبط وجدته يقترب منها أكثر ويميل عليها هامسا برجاء
_ كمان مرة
_ بحبك
مال برأسه للخلف يهتف بنبرة نابعة من صميمه
_ آااه ياني ياما
قهقهت بقوة بينما هو فعاد يتطلع بها مرة أخرى ويقول باسما بغرام
رفعت حاجبها وردت ضاحكة
_ الله بقى !
عدنان بهيام متوسلا
_ عشان خاطر أبو
تمتم بابتسامة لعوب ونظرة عبثية
_ وضيفي لغلبان كمان واحدة مسكين والدنيا جاية أوي عليه
فهمت تلمحياته الماكرة فضحكت ونكزته في كتفه هاتفة
_ عدنان !!!
_ ياعيون وروح وقلب عدنان
لم تجيب واكتفت بابتسامتها الساحرة ونظراتها العاطفية أثارت غريزته وشوقه فمد يده للخلف لا إراديا وأطفأ الضوء !!
!
هتفت فوزية من وسط بكائها
_ أنا عايزة بنتي مهرة مش حفيدتي دي بنتي وبنت الغالي هي اللي فضلالي من بعد أبوها ده أنا لولاها كنت مت من قهرني وحسرتي على ابني
_ يا خالتي فوزية اهدي ابوس إيدك بإذن الله هيلاقوها وهترجع زي الفل وسالمة
ردت والدة سهيلة بإشفاق
_ أيوة يافوزية خلي عندك ثقة في ربنا ومهرة في حفظه ورعايته وهترجعلك سالمة
كأنها لم تسمع أي كلمة منهم وكانت تفكر بشيء مختلف حيث تطلعت بسهولة في قوة وقالت
أنهت عباراتها واستقامت واقفة تهم بارتداء حذائها حتى تغادر لكنهم أمسكوا بها ومنعوها من الخروج بلطف لتقول سهيلة
_ تروحي فين بس إنتي لسا تعبانة ومش هتستحملي ياخالتي أنا هخليكي تكلميه بس اقعدي وحياة حبيبك النبي لاحسن تتعبي بزيادة
عادت لبكائها ونواحها من جديد بينما سهيلة فابتعدت قليلا عنهم مسامعهم وأجرت اتصال بآدم الذي أجابها بعد عدة رنات
_ الو
سهيلة بلهفة وصوت مرتعد
_ عرفت حاجة عنها ولا لسا يا آدم
آدم بخنق
_ لا لسا ياسهيلة بس هلاقيها أكيد إن شاء الله
_ طيب خالتي فوزية مصممة تجيلك لما عرفت إن إنت اللي اتصلت بيا وبتدور علي مهرة وحالتها تصعب على الكافر مش مبطلة عياط هفتحلك الميكرفون اللي في الفون وكلمها هديها شوية بالله عليك
_ طيب ادهاني ياسهيلة
عادت لهم بسرعة وقالت لفوزية بعد أن ضغطت على مكبر الصوت في الهاتف
_ أهو آدم ياخالتي كلميه
فوزية بصوت مرتفع من أثر البكاء العڼيف
_ بنتي فين معرفتوش حاجة عنها
خرج صوت آدم الرخيم والرجولي
_ لسا للأسف بس متقلقيش والله أنا مش هرجع بيتي إلا لما الاقيها واطمن عليها واسلمهالك بإيدي كمان اهدي إنتي بس ياست الكل عشان صحتك ومهرة ان شاء الله هتكون بخير أنا مش هسمح إن حاجة تأذيها أبدا واعتبريه وعد
مني
كتمت فوزية صوت بكائها بصعوبة بعد عباراته لا تستطيع إنكار أن كلماته ونبرة الصدق والرجولة التي لمستها في صوته هدأت من روعها قليلا لكن لم تطفأ ڼار الخۏف واللهفة على حفيدتها !
بغرفة زينة
جالسة
فوق مقعدها الهزاز وبيدها الهاتف تحدق في شاشته بيأس لم تتوقف عن محاولاتها للاتصال به منذ رحيله لكن باءت كل محاولاتها بالفشل
لا تتمكن من حجب دموعها كلما تتذكر كلمات ألاء لها هل حقا سيتخلى عنها ويتركها هي عاجزة أمام قلبها السخيف الذي يقودها للهاوية بكل مرة
تشعر بوغزة مؤلمة في قلبها حين تتخيل احتمالية حدوث ما قالته شقيقته حول سفره و زواجه لا تفهم سبب ضيقها لكن كل ما تدركه الآن أنها تريده تريده معها ستعتذر منه عن ما سببته له من ألم دون علمها ستسأله عن فرصة أخرى لهم ستفعل كل ما بوسعها
أن كان هناك أحد يستحق شوقها وخۏفها من خسارته فسيكون هشام بالتأكيد لذلك لن تسمح له بمفارقتها !
استقامت من مقعدها وتحركت باتجاه الشرفة لتدخل وتقف عاقدة ذراعيها أسفل صدرها مائلة برأسها للخلف تتأمل السماء بوجه مهموم وتتنفس الصعداء ببؤس
بعد دقيقة انزلت رأسها فوقعت عيناها على الشارع بالأسفل في تلقائية شعرت بتوقف نبضات قلبها للحظة
متابعة القراءة