رواية امرأة العقاپ للكاتبة ندا محمود
المحتويات
بالنفي وهي تطلق ضحكة سريعة بطريقة كوميديا
_ لا سرقاه سيبني بقى ياعم الله يكرمك
مد آدم يده واغلق الباب مرة أخرى بعد أن فتحت جزء منه وهتف بحزم بسيط
_ ما تثبتي يابنتي مالك مش على بعضك كدا ليه CV ده بتاعك إنتي ولا لا !
أصدرت زفيرا حارا وأماءت له بالإيجاب فلاحت على شفتيه ابتسامة تحمل القليل من الدهشة وهو
_ لا الصراحة اندهشت CV بتاعك جميل أوي تعالي اقعدي
لم تبتسم ولم تبدي أي ردة فعل فقط تتطلع إليه في ذهول وعدم فهم فطرحت سؤالها الأهم بضحكة تشبه السابقة لكنها ساخرة
_ وبعدين في الليلة الطين دي بقى إنت مش رسام وفنان بتعمل إيه هنا !! ولا استني متقولش أنا هرد عليك بطريقتك مهرة اقعدي وكفاية كلام
قالت جملتها الأخيرة وهي تقلده تماما في طريقة التحدث مما جعله يضحك بتلقائية ويهتف من بين ضحكته
_ لحقتي تعرفي تقلديني كمان طيب يلا اعملي زي ما قولتي بما إنك عرفتي أنا هرد عليكي بإيه
تنهدت بعدم حيلة وهي تبتسم ثم سارت باتجاه المقعد المقابل لمكتبه وجلست عليه فتسمعه يتمتم بجدية
_ جميل
انحنت للأمام على سطح المكتب تستند بكفيها عليه وتقول بحماس
_ إيه هو أنا كدا اتقبلت خلاص !
_ أعتقد إنك جاية عشان الإنترفيو مش تعرضي CV بتاعك بس وخلاص
ضحكت بلطافة وهي تقول تجيب عليه بعفوية
_ يعني أصل أنا قولت بما إننا نعرف بعض فممكن تعدي موضوع الإنترفيو ده واتقبل في الشغل وسايط وكدا يعني ههه
_ مهرة كلمة تاني وهقولك إنتي و بتاعك برا
كتمت على فمها وهي تهتف باعتذار حقيقي وخوف من أن يطردها حقا
_ لا لا خلاص هسكت أهو والله اتفضل عشان نبدأ الإنترفيو
مسح على وجهه متنهدا الصعداء في عدم حيلة ثم بدأ مقابلة العمل معها وهو يسألها عدة أسئلة وكانت تجيب عليه برسمية تامة وجدية بعد أن تخلت تماما عن مزاحها وأسلوبها الطبيعي
رفعت جلنار نظرها بتلقائية فالتقت بعيناه التي تتأملها بغرابة توترت لوهلة وسرعان ما اخفضت نظرها مرة أخرى للكتاب لا تعطي لنظراته اهتمام فوجدته يهتف بنبرة دافئة
_ لو لسا حابة تخرجي ممكن لما تخلص هنا الدرس اخدك واوديكي
هزت رأسها بالرفض تجيب دون أن تنظر له
_ لا شكرا مش عايزة خلاص
وضع فنجان القهوة بجواره على المنضدة الصغيرة وانحنى بجزعة للأمام يغمغم بترقب لردها
_ مش عايزة تعرفي عملت إيه مع فريدة !
جذب سؤاله انتباهها فتركت الكتاب من يدها وردت بجفاء
_ تؤتؤ عشان مش مهتمة اعرف أساسا
القت بجملتها عليه ثم استقامت واقفة وسارت باتجاه الدرج تصعد لأعلى قاصدة غرفتها حتى تقطع الحديث معه بينما هو فتأفف ماسحا على وجهه وبعد دقيقة بالضبط توقف هو الآخر يذهب خلفها صعد الدرج وسار نحو غرفتهم وعند وصوله فتح الباب ودخل فلم يجدها لكنه سمع صوت مياه الصنبور في الحمام تحرك إلى الأريكة وجلس فوقها ينتظر خروجها وبعد دقائق
قصيرة خرجت وهي تجفف وجهها بمنشفة بيضاء صغيرة تجاهلت وجوده وأكملت طريقها باتجاه الفراش لكنه قبض على رسغها ليوقفها متمتما
_ بتتجاهليني ليه !!
لم يعجبها ضعفها أمامه بالأمس عندما اعتذر منها هي لا تعترف بذلك الاعتذار ولم تصدقه ولن تدعه الآن يضعفها مجددا تمتمت ببرود
_ أنا مش بتجاهلك إنت اللي عايز تشوفني بتجاهلك
استقام واقفا وتقدم منها مغمغما
_ قولتلك قبل كدا إنك فاشلة أوي في الكذب وخصوصا عليا
ابتسمت بمرارة
وهدرت وهي تسحب يدها من قبضتها
_ يارتني كنت بعرف أكدب فعلا
استدارت وهمت بالابتعاد لكنه أمسك بكف يدها في لطف هذه المرة أثرت بها لمسته واستاءت من هذا فوجدت نفسها تلتفت له من جديد وتصرخ به بعصبية وهي تسحب كفها پعنف
_ قولتلك مليون مرة متلمسنيش بكره لمستك
ياعدنان فاهم ولا لا بكرهها وبكرهك
نهاية الفصل
_ الفصل السادس والعشرون _
تراخت قبضته على كفها وتدريجيا سحب يده ببطء متطلعا لها بعينان يائسة لطالما أبدت له عن الكره الذي تكنه له واعتاد أن يسمع منها ذلك الكلام لم يكن يبالي وربما لم يشعر بأنها تنبع حقا من قلبها معتقدا أنها
متابعة القراءة