رواية امرأة العقاپ للكاتبة ندا محمود
المحتويات
على شفاها بحماس وخجل بسيط تتمتم برقة معهودة منها
_ وأنا منتظراك متتأخرش !
_ مقدرش أتأخر عليكي ياحبيبتي
انهى معها الاتصال فشعر بكف ناعم فوق كتفه من الخلف الټفت برأسه ورمقها مبتسما بدون مشاعر ثم انزل كفها بلطف وعاد لداخل الغرفة فلحقت به وسألته بتعجب
_ انت هتمشى !
_ أيوة ورايا شغل
اكتفت بالمتابعة في صمت وبداخلها تشتعل من
الغيرة فقد سمعت مكالمته مع تلك الفتاة التي فضلها عنها وقرر الزواج بها بدلا منها هي ومنادته لها ب حبيبتي زادت من سوء الوضع لديها
تقف
أمام المرآة وتمسك بيدها فرشاة بيضاء اللون تغلغلها بين خصلات شعرها من أعلى إلى أسفل عيناها عالقة على انعكاسها في المرآة بشرود وهي تسرح شعرها فلم تنتبه له عندما دخل الغرفة واقترب منها بخطوات متريثة من الخلف
التقطت عيناها ذلك العقد المفقود منذ سنوات من أين عثر عليه ! فقد بحثت عنه كثيرا حتى فقدت الأمل ولم تجده تطلعت لانعكاسه في المرآة بدهشة فقرأ هو من نظراتها ما يدور بذهنها وظهرت ابتسامته الواسعة فوق شفتيه
حتى وجدته ينحنى عليها من الخلف يهمس بالقرب من أذنها في عاطفة
_ ومدتهونيش ليه بعدين !
_ مش عارف بس من وقتها وأنا محافظ عليه معايا وأعتقد إن جه وقته دلوقتي أنه يرجع لمكانه
_ زعلت جدا لما وقع مني العقد ده غالي عندي أوي وبحبه جدا
عدنان بنظرات غرامية ومحبة
_ حتى أنا غالي عندي
ابتسمت باستحياء جميل ثم قالت مسرعة وهي تهم بالانصراف
_ أنا هروح اشوف هنا بتعمل إيه
_ كنت بټعيطي ليه وقتها
أخذت نفسا عميقا واعتدلت في وقفتها حتى تصبح مواجهة له تماما وتجيب بالصدق في عبس
_ كنت أنا وبابا بنزعق وأنا كنت مضايقة ومتعصبة إنه حدد معاك معاد كتب الكتاب من غير ما يقولي وأنا أساسا مكنتش موافقة
_ ويشاء القدر إننا نتقابل في اليوم واللحظة دي بذات
تطلعت في عيناه بشرود وهيام لكنها باللحظة التالية استندت بكلتا كفيها فوق صدره وابعدته برفق بعدما احست بأنه سيتمادى في اقترابه واردفت
_ الحدود ياعدنان
تلاشت ابتسامته وظهر محلها الحنق ليجيبها بنفاذ صبر
_ والحدود دي هتفضل لغاية امتى بقى !
جلنار بلهجة حازمة
_ لغاية ما اسامح
أصدر تنهيدة حارة بعدم حيلة ليجيبها بهدوء
_ طيب ياجلنار وأنا هحاول احترم ده ومتخطاش الحدود
غمغمت بخفوت وهي تسير خارج الغرفة تاركة إياه يقف مغلوبا على أمره
_ كويس
استر الليل ستائره وارتفع ضوء القمر في السماء
الساعة تخطت التاسعة مساءا ولم تعد حتى الآن محاولاته للاتصال
بها كانت كلها بائسة وبلا فائدة يستمر الرنين فقط دون رد لم يصبح الأمر ڠضب عارم بقدر ماهو قلق وخوف من أن يكون قد صابها مكروه يجوب الطرقة إيابا وذهابا ويمسح على شعره بقوة مطلقا زئيرا مكتوما من بين شفتيه بات لا يدري أيقلق عليها أم يشتعل من الڠضب والغيرة أنها قد تكون حتى الآن مع صديقها ذلك !!
الټفت إلى خالته وصاح بانفعال
_ الساعة تسعة ومش بترد ولا رجعت متلومنيش على اللي هعمله لما تيجي
أجابت عليه فاطمة بحدة
_ لا إنت خطيبها ولا جوزها يبقى ملكش حق تعمل حاجة من الأساس معاها وهي أكيد بخير إن شاء الله وزمانها راجعة
حاتم في ڠضب هادر
_ صديقها مين اللي نزل مصر هي متعرفش حد غيري وبعدين قاعدة معاه من الصبح لغاية دلوقتي دي ليلتها طين معايا
رفعت فاطمة سبابتها وقالت محذرة إياه بجدية
_ حاتم لو عملت أي تصرف مش لطيف مع البنت أنا اللي هقفلك فاهم
حاتم بصوت محتقن وبه لمسة الاحترام
_ لو سمحتي إنتي ياخالتو متدخليش بينا لما ترجع هي موجودة وقاعدة معايا دلوقتي لما تبقى
ترجع امريكا تبقى تخرج وترجع براحتها م
ابتلع بقية عبارته في جوفه عندما صك سمعه صوت رنين الباب فهبت فاطمة فورا مسرعة وهرولت لتفتح لها الباب كانت نادين تقف أمام الباب ومتوترة قليلا بعدما سمعت صوته المرتفع وحين فتحت لها فاطمة الباب وانحنت عليها تهمس في عتاب
_ اتأخرتي ليه ده كله !
نادين پخوف وهي تختلس النظرات للداخل
_ عصب كتير مو هيك !
فاطمة بملامح وجه عبثية
_ اكتر من المتوقع ادخلي يلا
دخلت نادين بخطوات مضطربة فوجدته يقف على مسافة بعيدة نسيبا ويرمقها بنظرات ممېتة ازدردت ريقها وابتسمت في ارتباك ملحوظ ثم تبادلت نظرات الندم مع فاطمة ليتها
متابعة القراءة