رواية بين غياهب الأقدار ج2 من رواية قبضة الاقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

الذي ينتهي بكل مرة بهذا الاستفهام المؤلم 
ألم يشتاق لي بعد
كانت تغمض عينيها بقوة تمنع سيل العبرات الجارف الذي لن ينتظر إذنا بالهطول فحجبت عن عينيها رؤية عينيه التي كانت تلتهمان تفاصيلها شوقا فقد علم من شقيقه بوجودها و لم يستطيع مقاومة رغبته الملحة في رؤيتها فبينهما حديث طويل لم ينتهي بعد و قد ترك كل شئ بيده و اتي جرا بأمر من قلبه الذي كانت دقاته تقرع كالطبول حين وقعت عينيه عليها 
شايفه ان دا مكان مناسب عشان تسرحي فيه 
جفلت حين سمعت لهجته الساخرة بالقرب منها ففتحت عينيها بلهفه لتتفاجئ بتحقيقه وجوده أمامها يطالعها بنظراته الغامضة و التي بعثت رجفه قويه بداخلها محمله بالوخزات الموترة فلوهله لم تعد تدري ما هو شعورها هل فرحه لرؤيته أن غاضبة

لهجره لها طوال الأسبوع المنصرم.
تحمحمت بخفوت قبل أن تقول بجفاء
شايفه انك تخليك في نفسك..
ابتسامه خطړة ظهرت علي محياه قبل أن يقوم بالعض علي شفتيه السفليه قائلا بهمس قاټل 
لسانك يا فرح.. 
غمرها الخجل و الارتباك معا مما جعلها تقول بغباء
ماله
باغتها حين قال بوعيد 
نفسي اقطعه..
تراجعت للخلف پغضب جعلها تكز على أسنانها قبل أن تهمس بغل
قطع رقبتك..
سمع كلمتها بوضوح ولكنه تصنع غير ذلك حين قال باستفهام 
بتقولي حاجه يا فرح 
أخذت نفسا قويا و عنفت نفسها مذكرة أياها بشخصيته الفظه و تحفزت بداخلها بألا تسمح له بالانتصار عليها أبدا لذا قالت بعينين تقطران تحدي 
بقول بعينك!
ابتسم بتسلية علي تحديها السافر له و ود لو كان المكان مختلفا حتي يبرهن لها علي نواياه ولكنه اشتاق لخوض تحدي آخر معها فقال بفظاظة
بخصوص العيون امال نضارتك فين مش شايفها بقالي فترة 
اغتاظت من سخريته و فظاظته ولكنها تحاملت علي نفسها فقالت بابتسامه صفراء
موجودة لو محتاجها ممكن ابعتهالك.
لم يتسني له الاجابه عليها فقد أتاه اتصال مهم فقام بالرد عليه بينما هي هبت من مكانها تقف أمام الزجاج العاكس للمقهي من الداخل و انشغلت بمراقبة شقيقتها التي كانت تتحدث بتيه و ضياع رق له قلبها كثيرا و أخذت تتضرع الي الله أن تنال ما تستحق من السعادة فهي عانت كثيرا بينما هو كان يطالعها بانتباه يريد تحطيم الحواجز التي تفصل بينهم ولكنه مكبل بواجباته تجاه عائلته اولا و من بينهم شقيقه وتلك المسكينه التي لا يعلم كيف ستجد الراحه طريقها إليها فتبعها إلي حيث تقف زافرا بحدة و أخذت نظراته التي كانت مصوبه أمامه تتفرق بلامبالاة في وجوه المحيطين بهم بينما قلبه كان عالقا بها منتبه كليا لكل ما يصدر منها و تابع ممسكا بطرف حديث بينهم لا يريده أن ينقطع أبدا 
شايفه أن علاقتهم دي ممكن تنجح 
عارضته مصححه
هي أصلا لسه مبقتش علاقه عشان نفكر إذا كان ممكن تنجح أو لا
ارتشف من الكوب الخاص به قبل أن يغمغم ساخرا 
كمان.. الله يعينك يا سليم !
اغتاظت منه فحاولت رد سخريته بما يماثلها
والله كل واحد بيحصد الي بيزرعه.. و اللي زرع شوك مش زي اللي زرع ورد. 
علق ساخرا
المبالغة و الستات!
مش مبالغة علي فكرة بس هو غلط في حقها و يستاهل
صاح بنفاذ صبر
ماهو بيعمل المستحيل عشان يصلح غلطه.
التفتت تناظره بغل اختلط مع نبرة صوتها حين قالت
مش كفايه . مفروض يداوي الچرح الى جرحهولها الموضوع مش سهل و لا هيخلص بين يوم و ليلة..
ضاق صدره من جدال عقيم كان هو بوادى و هي بآخر فقال بملل و نظرات حانقه
طب و لو خلقه ضيق و عايز ينجز في الليله كلها يعمل ايه 
كانت تهوي استفزازه سابقا اما الآن فهي غاضبه منه و من نفسها و من تلك القيود التي ستغرقها بأعماق المحيط دون القدرة علي التحرر أبدا 
هو سلق بيض ايه ينجز دي 
غلف الڠضب نظراته حين قال بفظاظة
ماهي الأفعال مش نافعه يعمل ايه تاني ېموت نفسه !!
خرجت الكلمات مندفعة من بين شفتيها حين أجابته
يقولها.. وهي هتعرف منين هو بيعمل كدا ليه بټضرب الودع مثلا. 
رفع إحدى حاجبيه استنكارا تجلي بنبرته حين قال 
يقولها! على اساس انها كل دا مفهمتش!!
تحلت بفضيلة الشجاعه وقالت مؤكدة
ايوا طبعا. لازم يعرفها عشان تقف علي ارض صلبه..
غلف المكر عينيه التي ضاقت حين قال بتخابث 
يعني أنت شايفه أنه لازم يقولها 
بشجاعه غير معهودة يغلفها توسل مبطن 
ايوا طبعا لازم
تحدثت عينيه أولا والتي كانت مسلطه بقوة علي خاصتها حين قال بنبرة قويه ولكن خافته 
طب لو واحد بيحب واحده الحب نفسه قليل عليها يعمل ايه يوصلها إحساسه بيها ازاي 
شعرت بأنها مھددة بالسقوط أمامه فنظراته حاوطتها بشكل لم تعهده سابقا و كأنها تحصرها بينه و بين كلماته التي جعلت نبضاتها تتعثر بقوة داخل صدرها ولكنها حاولت الحفاظ علي ثباتها حين قالت باستنكار
دي مبالغه منه أو وسيله للهروب مفيش حد الحب قليل عليه 
عاندها قائلا بعينين تقطران عشقا 
في يا فرح.. زي

مافي مشاعر بتتظلم لما نسجنها في كلمه حب قليله اوي عليها..
اجتاحتها زوبعة من المشاعر المتضاربة بقوة كان أولها الترقب و اللهفه
تم نسخ الرابط