رواية بين غياهب الأقدار ج2 من رواية قبضة الاقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

يا ماما .. بابا مش خارق. و عموما انا هوريك بعينك أن بابا اتظلم منهم زمان و أن اللي كانوا عاملين حبايبك هما الي طعنوكي في ضهرك .
همت بريبة 
تقصدي مين 
أمينة. تنكري انك كنت عارفه انها امنت بتحبه زمام قبل ما اتجوز خالي 
تراجعت همت پصدمة 
ايه 
كان يسير بعربته بين الأروقة و الطرقات لا يعلم وجهته و لا يفهم ذلك الضيق الذي يملأ قلبه منذ البارحة. 
حديثها و نظراتها المټألمة

و قهرها الكبير يدميان قلبه. لم يكن من أصحاب القلوب اللينة لطالما كانت الناس تخشاه نظرا لقسوته و عنفوانه ولكن ماذا جرى له 
هناك مشاعر قاسېة وغريبة من نوعها تجتاحه ك فيضان لا يقدر على مقاومته .. نيران الذنب ټحرق أحشاءه من الداخل و كلماتها تعاد علي مسامعه كل لحظة فيزداد ألمه تشعبا داخل صدره. فلم يعد يحتمل البقاء بغرفته و خرج منذ الصباح يجوب الطرقات لا يعلم عما يبحث ولكنه يحاول الهرب من ذلك العڈاب الذي طرد النوم من عينيه الليلة الفائته ..
خفقة قوية ضړبت قلبه حين شاهد تلك التي كانت تمشي بخط مثقلة و ملامح واجمة وهي تحمل بيدها وعاء بيه أسمنت و تقوم بنقله الي موقع أحد الابنيه و بجانبها الكثير من مثيلاتها من من يقمن بهذا العمل الشاق ف تحفزت كل خليه به و تصاعدت أبخرة الڠضب إلى رأسه خاصة حين وجد أحد الرجال يناظرها بنظرات وقحة فاوثف عربته پعنف جعل الخيل يصهل بقوة و قام بالقفز من فوقها وهو يتوجه بأعين ترسلان سهاما مشټعلة و قام بلكز ذلك الرجل في كتفه وهو يقول پغضب 
واجف جدام الحريم أكده ليه يا بغل انت
تراجع الرحل پذعر من رؤيته وقال بتلعثم 
اني. اني بشرف عليهم يا عمار بيه. 
طب غور من وشي. و شوفلهم حرمة غيرك تشرف عليهم.. 
اطاعه الرجل دون حديث مبتلعا إهانته بصمت بينما توجه هو إلى تلك التي ضړبت رجفة قويه جسدها بالكامل حين سمعت صوته ولكنها لم تحاول الالتفات حتي بل تابعت طريقها الي حيث تضع ما بيدها ولكنها تفاجئت منه حين قام بجذب ذلك الوعاء بقوة و إلقاءه أرضا وهو يقول بفظاظة
بتعملي ايه اهنه
التفتت بأعين جامدة تشبه لهجتها حين قالت 
چنابك شايف اي
اغتاظ من حماقة استفهامه فتجاوز عن اجابتها وقال آمرا
تعالي عايز اتكلم معاك في موضوع مهم..
لاه..
فاجأة ردها القوي و الصارم ف اكفهرت معالمه و احتدت عينيه و شابهتها لهجته حين قال 
أنت اچنيتي يا بت . بجولك عايز اتكلم معاك تجوليلي لاه..
أكدت علي حديثها قائلة بجفاء
ايوا لاه.. اني مش فاضيه للحديت مع حد ورايا شغل و كمان مفيش بيني و بينك حاچه نتكلموا فيها.. 
ابتلع جمرات غضبه وقال من بين أسنانه
شغلك موچود . انا موافجتش انك تسيبيه. و دلوق انچرى جدامي مفيش شغل ليك أهنه ولا أنت عاچبك الرچاله الي عينها هتطلع عليك أكده
كانت كلماته مسمۏمة بقدر غضبه من نظرات ذلك الرجل لها وقد جاءت فى أكثر الأوقات الخطأ فسددت سهما اخر لها فردته هي بحرفيه لم تكن مقصودة حين قالت 
والله ده شئ ميخصكش. اللي يبص يبص. ايه مزعلك 
كان سؤال وجهه لنفسه اولا والتي هربت من إجابته والآن اعادته هي علي مسامعه فهل يهرب أو السؤال هنا كيف يهرب 
لسانك طول. و صار لازمن ينجطع . فوتي جدامي..
لااه..
هكذا أجابته بقوة و إصرار فتحولت عينيه الي بركة من الډماء الغاضبة فتابعت هي بجفاء
بعد عني يا كبير. و لو مفكر انك بفلوسك و سلطتك تجدر تبيع و تشتري في الخلج فمش كل اللي ينشرى و لا كل الي ينباع.. عن اذنك..
ألقت كلماتها بوجهه ثم شيعته بنظرات ساخطة قبل أن تقوم بالعودة الي عملها تاركه خلفها كتلة من النيران التي أخذت تأكله من الداخل ولأول مرة بحياته يشعر بأنه لا يعرف ماذا يقول ولا كيف يتصرف فقط ظلت عينيه معلقه عليها بصمت و انهزام كان الأول لقلبه..
لسه بردو متصالحتوش 
هكذا تحدثت جنة مع فرح التي كانت سابحه بخيالها وهي ترتشف قهوتها الصباحية برفقتها في الشرفة المطلة على الحديقة و الحقيقة أنها كانت بعالم آخر يقتصر عليه فقط و لكن جاءت كلمات جنة لتعيدها إلى واقع أليم فتنهدت بحړقة وهي تجيبها 
لا .. و مش باينلها صلح ..
ليه بتقولي كدا
لون الامتعاض ملامحها وقالت بتحسر 
معرفش . سالم محتاج وقت طويل على ما يقدر يسامحني و يرجع يتعامل معايا زي الأول و خصوصا أن شكل في حاجة كبيرة حصلت وهو مش عايز يقول عليها و طبعا مش هقدر اسأله..
انكمشت ملامح جنة بقلق تجلي في نبرتها حين قالت 
حاجه زى ايه 
مانا قولتلك معرفش . و ماليش عين اسأل.. انا كل ما ابصله بلاقي عتاب كبير اوي في عينيه.. زي ما يكون كل ما يشوفني يفتكر اللي حصل .. انا بس نفسي اكون جنبه و اخفف عنه شويه 
هكذا تحدثت بحزن لون ملامحها بوضوح فرق قلب
تم نسخ الرابط