رواية بين غياهب الأقدار ج2 من رواية قبضة الاقدار بقلم نورهان العشري
المحتويات
كلا من سليم و سالم الذي تراجع بكرسيه للخلف وهو يناظرها بنظرة ذات معنى و من ثم توجه إلي الخارج فالتفتت إلي مروان قائلة بتقريع
عارف انت لسانك دا عايز قصه ..
عارف .
قالها بحسرة بعد ما شاهد رد فعل سما و ما أن هم بالنهوض حتي رأي طارق الذي دخل الغرفة للتو مرحبا بالجميع
مساء الخير . بالهنا و الشفا ..
تعالي يا طارق عشان تاكل و اعمل حسابك أن الأكل له ميعاد متتأخرش تاني
هكذا قالت موجهه حديثها إلي همت و شيرين بعد أن رأتهم يتوجهون إلى الطاولة فتدخلت همت بجفاء
اللي قاعد في بيته ياكل وقت ما يحب . مفيش قوانين هنا
استمهلت أمينة نفسها قبل أن تجيبها بهدوء
دي مش قوانين ياهمت بس اتعودنا من زمان أننا بنتجمع كلنا عالاكل سوي . عيلة واحدة . ولا نسيتي ..
مبنساش حاجه يا أمينة اطمني. كل حاجه محفورة جوايا.. و خصوصا اللي تخص العيلة ..
جلس طارق بجانب مروان الذي قال بجانب أذنه بصوت خاڤت
اقعد . هيفوتك كتير . مصارعه المحترفين هتبدأ دلوقتي..
هما مالهم بقوا عاملين كدا ليه
هكذا استفهم طارق فأجابه مروان ساخرا
هما لسه معملوش دا استعراض قوات . اصبر دلوقتي هتلاقي عمتك انقضت علي مرات عمك و عملت فيها فنش اندر تيكر .
بطل هيافه .
هما لحقوا يقسوك علي اخوك يا طارق .
هكذا تحدث مروان بطريقه مسرحيه فناظره طارق بنفاذ صبر فهب الآخر من مكانه قائلا بسخرية
للأسف مضطر احرمكوا من وجودي لأني شبعت اقعدوا بالعافيه..
قالها وهو يحاول
قمع ضحكاته بصعوبة من مظهر كلا من أمينة و همت التي قالت بسخط
في داهيه..
هكذا قالها مروان وهو يناظر همت باستفزاز تجاهلته الأخيرة بسخط تحول الي فرح التي هبت من مكانها قائلة
انا كمان شبعت عن اذنكوا..
ما أن غادرت فرح حتي تفاجئ الجميع من حديث شيرين حين نظرت إلي جنة قائلة
شكلك حلو بعد ما قصيتي شعرك . كدا احلي كتير ..
بحثت جنة في ملامحها لترى أي بادرة سخرية قد تكون قاټلة لها ولكن لدهشتها بدت صادقة فقالت بتحفظ
امتدت يد سليم تحاوط كفوف جنة وهو يقول بصوت يشوبه الجفاء
لو خلصتي اكل يالا نقوم عشان ترتاحي شويه ..
اه خلصت يلا
خرج كلا من سليم و جنة و تبعتهم أمينة التي قالت بسخرية
بألف هنا انتوا. احنا قاعدين من بدري
لم يجيبها أحد و بعد أن غادرت التفتت همت الي طارق قائله
شفت اللي بيحصل في البيت يا طارق . بقيت غريبة في بيت أبويا ..
تركت همت الملعقة من يدها و قالت بحزن
انا ماليش نفس . عايزة أخرج اشم هوا.
ماما طب ممكن تستني شويه أنا لسه تعبانه و مش قادرة اخرج .
هكذا تحدثت شيرين فأجابتها همت بجفاء
انا مش عيلة صغيرة . هتخاف عليا أخرج لوحدي.. خليك أنت انا هلف شوية في البلد و ارجع ..
أنهت كلماتها و توجهت الي الخارج و ما أن استقلت عربية الأجرة حتي أمسكت هاتفها تجري مكالمه
انا خرجت دلوقتي. و قدامي بالكتير ربع ساعه و اوصل .
في الداخل كانت تأكل بصمت لا يخترقه سوى صوت المعالق التي كانت تتخبط بين جدران الصحون محدثه جلبه بسيطه ولكن كانت الجلبة الكبيرة في قلبها التي ازدادت دقاته حين سمعت حديثه الذي اخترق آذانها
ليه بتعملي في نفسك كده
صدمها حديثه فرفعت انظارها ل تشتبك مع نظراته التي كانت تنفذ إلى أعماقها بقوة جعلتها تهرب و هي تنظر إلي الأمام قائلة بلامبالاة
تقصد ايه مش فاهمه
انا شفتك و أنت بتاخدي الحبوب . معتقدش انك كنت عايزة ټموتي نفسك.. يبقي ليه خدتيها
ارتبكت للحد الذي جعل الملعقة تسقط من يدها قبل أن تحاول ازدراد ريقها وتقول بنبرة مرتبكة
انت بتقول ايه حبوب ايه ايه الكلام الفارغ دا
شوهت ابتسامه ساخره ملامحه الوسيمة و أطلت نظرة قاسېة من عينيه حين قال بخشونة
هو كلام فارغ فعلا . بس الأكيد أنه حقيقي . و اتمنى يكون ليه تفسير قوي . و متحاوليش تهربي من الإجابة عشان مش هتعرفي..
لم يكن أمامها حلا سوي الظهور بمظهر القوى للهروب من هذا الذئب الذي اخترقت نظراته جلدها الرقيق فالتفتت تناظره پغضب تجلي في نبرتها حين قالت
مش مضطرة ابرر لك حاجه ولا اتناقش في الأوهام اللي في دماغك ..
و معتقدش بردو أن الحب واجع قلبك للدرجة اللي بتحاولي تظهريها دي . بتعملي كده ليه
صعقتها فعلته ولكن نظراته جمدتها بمكانها للحظات قبل أن تحاول نزع يدها من بين قبضته الغير رحيمة وهي تقول پغضب
سيب ايدي . وبطل جنان . و بعدين مسمحلكش تتدخل في اللي يخصني ..
طارق بفظاظة
ومين قالك اني مستني منك إذن.. ولا أنت بتعملي كدا عشان كلامي وجعك
متابعة القراءة