صماء لا تعرف الغزل بقلم وسام الأشقر

موقع أيام نيوز


يابابا....
الفصل الرابع والعشرون
تقف امام نسمات البحر وقت الغروب لتشعر بقشعريرة بسيطه من لفحة الهواء البارد الذي يصحب هذا الوقت من اليوم فيداعب الهواء خصلات شعرها العسلي الطويل فيخفي بعض من ملامحها المكدومة ...رغم قوة الهواء الباردة الا انها كانت مستمتعة بمنظر الغروب وشكل التقاء القرص الذهبي مع المياه الزرقاء لتحتضن نفسها بذراعيها كأنها تستمد من نفسها القوة ..لا تعلم ماذا تفعل ....وما سيؤل له الوضع..انها تعلم شخصيته جيدا فهو يتصف بالتملك ومن الصعب التحرر منه ....هل سيقبل بان يطلق سراحها .....انها تريد ان تعيش حياة هادئة لاتريد شريك بها ..هذا ما توصلت له بعد تفكير...حياتها وحيدة افضل بكثير .....

... ماتعبتيش من الوقفة ...انتي بقالك اكتر من ساعتين واقفة علي رجلك .....فيسمعها تأخذ نفسا طويلا قبل ان تقول لا. طيب يالا عشان ماتاخديش برد ...لان هدومك خفيفة فتحاول محاوله فاشلة من التخلص من يديه سيبني طيب ..اف..ليبتعد عنها فجأة كما اقترب فجأة ليقول انا داخل ..ودقيقة تكوني جوه ...اه خلي بالك المنطقة هنا مقطوعة يعني ممكن تلاقي تعبان معدي او ديب ....لترتعب غزل وتقول پخوف ايه انت بتقول ايه ..انت اكيد بتهرج ...يوسف انتي حره ماتصدقيش .....غزل بتوتر هو ..هو مافيش ناس ساكنه هنا غيرنا ...ليجيبها بثقه لا في طبعا ...بس مش بني آدمين ....ليزداد ارتباكها وتتلفت يمينا ويسارا وتقول يعني ايه مش بني آدمين ...يوسف بابتسامه يحاول إخفائها يعني في عفريت ...لتطلق صرخه وتقفز من مكانها وتقول انت اكيد بتهرج صح عشان تخوفني ...الا انه لم يجبه ويتحرك من أمامه باتجااه الشالية وتعلو وعلي وجهه ابتسامه مرح ليجدها تجري أمامه خوفا لباب الشالية لتدخله سريعا.
يدخل وعينيه تبحث عنها ليجدها جالسه علي الأريكة وتهز أرجلها بتوتر بالغ واول شعرت به اندفعت تقول بقولك ايه انا عايزه أمشي من هنا مش هقعد في مكان ليله تانيه هنا ...يوسف بنصف ابتسامه 
ومين بقي اللي قرر ده !..غزل بعصبيه يوسف !!!...خلينا نكون واضحين مع بعض اللي انت بتعمله ده مش هيجيب نتيجه معايا ...أرجو ننفصل بهدوء ...لان مش هينفع مستمر مع بعض بعض اللي حصل ...ليصمت للحظات كأنه يرتب كلماته ويقول بصوت منألم هادئ خلينا ننسي اللي حصل مابينا انا عارف ان اللي عملته معاكي شي لايغتفر بس صدقيني مش هقدر ابعد عنك ...شوفي ايه ألطريقه الللي تاخدي بيها حقك مني وعقبيني...بس الا اننا نسيب بعض ....انا عارف انك دلوقتي بتكرهيني بس صدقيني انا حتي لما ...لما .......ليغمض عينيه بقوه ليستمد بعض القوة ....ويكمل خلينا نبدا صفحه حديدة وصدقيني مش هتندمي ...وانا كفيل انسيكي ...ارجوكي ياغزل ...
غزل بإصرار انا اسفه ...مش هقدر ....اللي عملته عمره ما هيتنسي يايوسف ..عارف ليه !...انت كسرت فرحتي اللي كنت مستنياها ...انت مش كسرتني بس ..انت ذبحتني بسکينه ...لما اتهمتني الاتهام ده ...انت حتي ما ادتنيش فرصه أدافع عن نفسي ..وضربتني عارف يعني ايه ضړبتني وضړب مپرح كنت ممكن اموت فيها ....
يوسف برجاء ارجوكي بلاش تتكلمي في اللي حصل...
لتضحك بسخريه وتقول ارجوكي!!!...وانت كنت فين وانا بترجاك تسمعني ..وانا بترجاك تسيبني ..وانا بترجاك تفهمني انا غلط في ايه ....للاسف يا يوسف اللي حصل عمره ما يتصلح ...
يوسف بصوت مهزوز 
انا مش هضغط عليكي ....لو حبه تنفصلي ....بس عندي طلب لازم توافقي عليه عشان مصلحتك اولا ...
لتتساءل عن الطلب فيجيبها عشان ننفصل لازم نفضل مده قبل الانفصال لان اكيد الكل هيسال عن السبب ومش الطبيعي اننا ننطلق بعد اسبوع من الجواز علي الأقل ندي انطباع للناس اننا في خلاف مابينا وبعد كده ننفصل ...
غزل موافقة ...بس بشرط....
يوسف ايه هو!...طول ما احنا مع بعض كل واحد مالوش دعوة بالتاني هنتعامل زي الاصحاب وكل واحد في حاله 
يوسف موافق...
غزل في شرط تاني ...انا هرجع بكره...يوسف لا مش موافق....غزل بتحدي ل ليه بقي!....يوسف بذمتك هتنزلي ا بوشك ده ازاي !...ولما يسألوكي ايه اللي في وشك ده هتقولي ايه حساسيه فراوله .......لتشرد غزل في كلمه فراوله لتتذكر كلماته يوم الزفاف ...ليظهر علي وجهها التأثر ...ويلاحظ يوسف شرودها وتغير ملامحها مع علمه سبب شرودها ... ويقول اييييه نحن هنا ...غزل معاك ....خلاص فهمت ..يعني المطلوب نفضل هنا لحد ما وشي يخف ....تمام تصبح علي خير ...فتتركه لتتجه الي غرفتها ليناديها يقول هتنامي دلوقتي لسه بدري ..احنا مش اتفقنا اننا نكون اصحاب ....غزل بحاجب مرفوع واتفقنا كل واحد في حاله برده ...خليك في حالك ......وشوفلك حته تنام فيها
ليقول في نفسه ماشي ياغزل ....ادلعي براحتك وعقبيني بس برده مش هطلقك ....
يدخل حجرتها والغيظ يملأه في المقابل هي تهنأ بنوم عميق كالأطفال ولا تشعر به منذ ان تركته وهي تغوص بأحلامها الوردية وقد جفاه النوم لايعلم لما لا يوقظها بضړبة علي رأسها لعلها تفقد ذاكرتها ويستريح

من تصلب رأسها لا يعلم هل
 

تم نسخ الرابط