رواية قلوب حائرة بقلم روز أمين الجزئين

موقع أيام نيوز

يوما منذ أن تشابكت الأيدي وأعترف كلا منها بعشق الأخر

تاهت الأعين وحكت حديث العاشقين ثم خرجت من بين شفتاه المتشوقة بضم خاصتها كلمة هزت كيانها بالكامل وهو يردد بوله حروفها المتقطعة

ب ح ب ك.

وما كان منها إلا أنها شددت من ضمة ساعديه علي رقبته وهمست بنفس طريقته المتقطعة

وأنا ب ع ش ق ك .

أخذها بين أحضانه ومالت برأسها سانده إياها فوق كتفهتناسيا الزمان والمكان وما حولهما تحدث بجانب أذنها بما أذاب قلبها

جننتيني ياچيچيومش عارف هفضل لحد أمتي كل ما أسمع كلمة بحبك منك قلبي يتهز وكأنه أول مرة يسمعها من بين شفايفك

بهمس مماثل أجابته

لأخر العمر يا طروقهفضل كدة مجنناك ومخليه عيونك الحلوين دول ما يشفوش حد غيري.

بغمزة من عيناه أردف بحديثا ذات مغزي

علي قلبي زي العسل يا باشا

إبتسمت بدلال ثم نظرت حولها تترقب المكان بعنايةضيقت عيناها باستغراب حين وجدت مليكة تجلس بجانب والدتها وهي تنظر إلي ياسين بعيناي يبدوا عليها الألمنطقت مستفسرة 

طروقةهو ياسين متخانق مع مليكة

قطب جبينه وتحدث مستفسرا 

ليه بتقولي كدة!

عقبت وهي توجه بصرها إلي مليكة 

مليكة قاعدة لوحدها وياسين واقف مع الباشامش المفروض كان رقص معاها في رقصة الثنائي

ضيق عيناه وهو يتطلع علي شقيقه وتحدث رافعا منكبيه بما يعني عدم علمه

مش عارف والله يا چيچيبس ما أظنش إن ياسين ممكن يزعل من مليكة في يوم زي دهوخصوصا بعد وقفتها مع بنته في تجهيزات الفرحدي وقفت مع البنت كأنها أمها بالظبط

عقبت بتصديق علي كلامه 

عندك حق يا طارقمليكة فعلا أثبتت إنها بنت أصول

شعر بتلك الصغيرة التي تشبثت ببنطالة وباتت تجذبه قائلة 

بابي بابيممكن تسيب مامي وترقص معايا أنا كمانهي رقصت معاك كتير قويكفايه كده وارقص معايا أنا.

توقف طارق بمراقصة زوجته وبات ينظر علي صغيرته حين ضحكت چيچي وتحدثت وهي تشير بكفها نحو الصغيرة

الهانم بتغير عليك مني يا طارق باشا

ضحك طارق ومال علي صغيرته وتحدث بنبرة حنون

طبعا هرقص معاك يا قلب بابيده شرف ليا الرقص معاك يا ساندا هانم

إنتهي من نطق كلماته ثم أمسك يدها وبدأ يراقصها ويجعلها تدور بفستانها الأبيض المنفوش حول نفسها في سعادة بالغة تملكت من قلب الصغيرة

تركت نرمين زوجها بعد أن إنتبهت إلي طارق وابنتهسحبت چيچي لكي تهللا لهما وباتتا تتمايلان وترقصان بأيادي متشابكة بفرحة حقيقيةإنضم ياسين إليهم ممسكا أميرة أبيها الصغيرة حيث حملها وثبتها داخل أحضانه وتحدث بنيرة تشع حنانا وهو يراقصها 

مبسوطة يا مسكي

بسعادة هائلة أجابته تلك العاشقة لأبيها 

مبسوطة قوي يا بابيبس قول لعزو مش ليه دعوة بيا لأنه بيضايقني كل شوية ومش بيخليني أرقص براحتي

بطريقة تربوية صحيحة نطق بهدوء 

مش أنا قولت لك قبل كدة إنك تسمعي كلام أخواتك لأنهم بيحبوكي وبيخافوا عليك

مطت شفتاها

 

للأمام بطريقتها التي تجعله يذوب ويرضخ لتنفيذ مطالبها في الحال مهما كانتتحدثت 

مارو وحمزة وأنوس بيحبوني وبيخافوا عليا

واسترسلت بنبرة حزينة وعيناي منكسرة كي تبتز عاطفة عاشق مدللته 

لكن عزو دايما بيضايقني ويخليني أزعلمش إنت بتقول لي أنا مش بحب أشوف مسك ياسين زعلانة

بنبرة هادئة وعيناي تقطر حنانا أجابها مؤكدا 

أيوة يا قلب ياسين من جوةأنا فعلا مش بحب أشوف مسكي زعلانة

رفعت منكبيها وتحدثت بدلال نال استحسانه 

خلاصيبقي تخلي عزو الرخم ده مش يضايقني تاني

عقب علي حديثها بطاعة 

بس كدةمن عيونيمش هخليه يضايقك تاني

أما ليزا والتي أكملت عامها السابع والنصفف هرولت إلي مروان الواقف بصحبة حمزة وياسر وتحدثت بعيناي مترجية

ماروتعالي إرقص معايا

تطلع عليها فتحدثت وهي تتشبث بكفه وبعيناي متوسلة أردفت 

وحياتي توافق يا مارو

بمشاكسة ورثها عن جده أردف حمزة بغمزة من عيناه 

يلا يا مارو ما تبقاش قاسې أمالالبنت حلفتك بحياتها

إبتسم لمداعبته وتحدث إلي الصغيرة بنبرة حنون 

يلا يا حبيبتي

تهلل وجه الصغيرة وشددت من مسكتها لكفه وتحدث ياسر غامزا بعيناه 

الله يسهل له يا باشا

رمقهما بنظرات مشمئزة وتحدث بنفور من حديثيهما العجيب والمنافي لداخله 

والله إنتوا مجانين

ضحكا الصبيان وصعد مروان بالصغيرة التي باتت ترقص معه بسعادة بالغةأمسك كفها ورفعه للأعلي وباتت تتراقص بحبور وتحدثت وهي تصرخ بسعادة وجنون لكي يستمع إلي صوتها من بين الموسيقي الصاخبة 

أنا بحبك قوي يا مارو

ضحك لسعادتها وتحدث بنبرة مرتفعة كي تستطيع إستماعه 

وأنا كمان بحبك قوي يا ليزا

إتسعت عيناها من شدة حبورها وباتت تدور حول حالها بفستانها مما أسعد ذاك الراقي لسعادة تلك اليتيمة

تحدثت بطفولية 

خليك دايما تحبني علي طول يا مارو

إبتسم لها وتحدث لمراضاتها 

حاضر يا ليزا

حضر عمر وتحدث إلي صغيرته 

مين هترقص مع بابي

صاحت بابتهاج لروحها 

ليزاااااا

أخذ عمر يدها وبات يراقصها بدلال وانسحب مروان إلي شقيقته وبات يتراقص معها ويدللها تحت سعادتها البالغة

تحركت بجانب بثينة التي أصرت علي حضورها معها إلي مقر البوفية لكي تطمأنتا وتتابعتان تحضيرات الأطعمة المتنوعة من جهة الرجال القائمين علي الوليمة الخاصة بالزفافباتتا تتحركتا أمام الطاولة العملاقة وهما تتطلعتان إلي أصناف الطعام العديدة والعامل يرفع الغطاء عن الأطعمة بشكل تدريجي ليطلعهما علي الأصنافتطلعتا باستحسان

سألتها بثينة بحبور 

إيه رأيك في البوفية يا ثريا هانم

أجابتها بابتسامة بشوش 

ماشاء الله حلو جدا ويشرف

وبعد أن إنتهتا شكرت ثريا العاملين علي جهدهما المبذول واستأذنت وخطت بساقيها لتعود إلي الحفل تاركة بثينة مع شقيقتها التي إنضمت إليها للتو

واثناء ما كانت تتحرك وجدت ذاك الأنيق وهو يقترب منها بمظهره المبهر الجذابفبرغم من أنه قد تخطى عامه السبعونإلا أن من يراه للوهلة الأولى يعتقد أنه لم يبلغ الستون بعد ويرجع ذلك لإهتمامه المبالغ به بصحته وغذائه الصحيبجانب ممارسته للألعاب الرياضية المناسبة له مما جعل لياقته البدنية عالية وجذابة

إبتسم بجاذبية وبات يتطلع بانبهار لجمالها الأخاذ والذي طالما إستطاع أن يسحره ويسافر به لأبعد الحدود وهو بمكانهأردف بنبرة رجل عاشق حتي النخاع 

ثريا هانم المغربي وجمالها اللي يسحر

واستطرد وهو يضع كفاي يداه داخل بنطاله ويتطلع بنظرات ساحرة تفادتها بهدوء 

بالراحة يا هانم مش كدةخليتي إيه لباقي أنسات وهوانم الفرح

ضحكت برقة أذابت

 

بها قلب ذاك العاشق لروحها الأشبه بنقائها بلون السماء الصافية بعد هطول المطر في يوم شتاء غائموتحدثت مشاكسة إياه 

هتفضل زي ما أنت كدة ومش هتغير شقاوتك دي يا عز 

واستطردت بمشاكسة 

يا راجل ده أنت حفيدتك بتتجوز وكلها كام شهر وهتبقي جدو وعجوز كمان

رفع إحدي حاجبيه مستنكرا حديثها وأردف نافيا

فشرعز المغربي هيفضل شباب لأخر نفس فيه

ضحكت فاسترسل مادحا إياها 

وبعدين هنروح بعيد ليهما أنت كلها شهرين وتبقي تيتا من إبن حفيدتك ولسة شايفك زي القمر

واسترسل بعيناي تهيم عشقا في جمال عيناها وهدوء ملامحها الناعمة 

عمري ما شفتك بعيوني غير بنت ال 18 سنة يا ثريا

تألم داخلها لأجله وخرجت تنهيدة ممزوجة بابتسامة هادئة ثم تحدثت بنبرة هادئة صادقة 

ربنا يسعد قلبك ويبارك لنا فيك يا عز

واسترسلت وهي تتأهب للإنسحاب هاربة منه قبل أن يتمادي كعادته 

أنا هروح أقف مع منال وأرحب بالضيوفبعد إذنك

أومأ بعيناي مبتسمة ثم لف جسده وضل يراقب إنصرافها بقلب ملتاع بعشقها الدائمالساكن داخل قلبه العنيد الذي ضل محتفظا بغرامها الولهان طيلة كل تلك السنوات ويبدو أنه لم ولن يتخلي عنه إلا بمفارقة الروح للجسدتنهد براحة ثم تحرك ليتابع إستقبال الضيوف بجانب ياسين الذي كان يتطلع عليه ويتابع لقاء العشق الممنوع

جاور ياسين الوقوف فمال علي أذن أبيه وتحدث مازحا 

مش هنعقل بقي ونبطل شقاوة ولا إيه يا باشا

واستطرد بفكاهة 

الست كبرت وقلبها ما بقاش حمل شقاوتك دي

رمقه بنظرات فتاكة ثم أردف بملاطفة 

ما تلم نفسك وتتكلم عدل يا ابن منالمين دي يلا اللي كبرت

واسترسل وهو ينظر إليها بابتهاج لروحه 

دي أصبي من مليكة بتاعتك مية مرةدي من جيل السمنة البلدي ومتربية علي الغالي يا

 

حبيبيمش فالصو زي جيلكم الخيبان

قهقه ياسين وتحدث مشاكسا ذاك المحب 

طبعا يا باشامين يشهد للعروسة

حبيبها يا روح أمك...نطقها ثم أطلقا كلاهما قهقهاتهم المرتفعة كالعادةبصعوبة توقف عن الضحك ثم غمز لنجله وتحدث بمغزي

سيبك إنت يا ابن المحظوظةالحظ ماشي معاك أخر حلاوة وما اكتفاش إنه قدم لك حبيبتك علي طبق من دهب

ثم استرسل بمداعبة كعادتهما معا

لا ده كمان ريحك خالص من ليالي اللي كانت عاملة لك صداعوالجو خلاص خلي لك مع بنت سالم عثمان 

واسترسل بهزة خفيفة من رأسه وغمزة من عينه 

طول عمرك وإنت مرزق يا أبن عز وحظك حظ عوالم

جحظت عيناه وهتف بنبرة دعابية 

قل أعوذ برب الفلق يا باشاكفاية أبوس إيدك ل الجناح اللي حاجزه يولع بيا أنا وهي النهاردة

ما تخافش مني يا حبيبيعين الحبايب ما بتحسدش...بمجرد نطقها إتسعت أعين ياسين وهتف علي عجالة بنبرة مړتعبة 

أبوس إيدك بلاش الكلمة ديأخر مرة سمعتها قالها لي كارم من خمس سنين وكانت علي العيد وليالي الله يرحمها كانت لسة عايشةوساعتها العيد إنضرب ونمت مع ولادي بعد ما قر فيها إبن القرارة

إنتهي من سرد كلماته وأصاب كلاهما نوبات ضحك هيستيرية لفتت أنظار الجميع لكلاهما

إقتربت مليكة منهما وتحدثت مستفسرة بعيناي متعجبة 

نفسي أعرف إيه سر الكيميا اللي ما بينكم واللي بتخلي صوت ضحككم جايب أخر الدنيا طول ما انتوا واقفين مع بعض

بصعوبة بالغة تحكم عز بهيستيريا الضحك التي أصابته وتحدث ساخرا إلي ولده 

قول لها سر الكيميا يا سيادة اللوا وبالمرة كمان قول لها علي السبب اللي كنا بنضحك علشانه

إبتسم لوالده فانسحب عز تاركا لهما المجالنظرت عليه بجدية وسألته في فضول حقيقي 

مش هتقول لي علي السبب اللي كان بيضحكك زي ما عمو وصاكضيقت عيناها باستغراب وسألته مستعلمة 

أمال فين يا ياسينعيب كدة

عقب علي حديثها بنبرة صوت هادئة كي يحثها علي الهدوء والاسترخاء

إهدي يا حبيبي محدش واخد بالهوبعدين أنا بعيد جدا عنك وواخد بالي من تصرفاتيإنت بس اللي حاسة إن الكل مركز معانا

إقتربت عليهما شيرين حيث تحدثت بمشاكسة لذاك الثنائي 

سايبين إنتوا المعازيم والفرح وعايشين في عالم موازي لوحدكم

إبتسم كلاهما ثم استرسلت هي بنبرة حنون وهي تغمر شقيقها بنظرات عطوفة 

مبروك يا حبيبيعقبال ما تفرح ب مسك وتسلمها لعريسها بإيدك وتطمن عليها

سحبها من كفها ليحثها علي الإقتراب منه ثم احتواها بذراعه وأدخلها داخل حضنه لتقابل مليكة وتحدث بحنو 

الله يبارك فيك يا حبيبتي وعقبال أولادك

إبتسمت وأمنت علي حديثه هي ومليكة

يتحرك بأناقته وطلته التي ټخطف الأنظار بابتسامة تزين ثغره وتنم عن مدي سعادته إلي أن وصل إلي مكانها ودقات قلبه تسبقه حتي 

مال علي أذنها هامسا بحب

ممكن قمر حياتي يسمح لي بالرقصة دي

أصغت إلي طلبه بدقات قلب من ما استمعت إليه من مالك قلبها وروحها وبعيناي تشع سعادة أجابته بمداعبة

في واحدة عاقلة يطلبها عمر المغربي للرقص وترفض!

واسترسلت بنبرة هائمة 

طبعا موافقة ياقلبي.

مد كف يده والتقط كفها الصغير واحتواه بحنو وبرغم مرور وقت علي زواجهما منذ ما يقارب علي الثلاثة أعوامإلا أنهما بمجرد ما إن تلامست الأيادي شعر بدقات قلبه تتراقص من أثر اللمسة المولعة من تلك الساحرة الصغيرة التي اقټحمت كيانه

وأسند جبهته بخاصتها وتحدث وهو ينظر داخل

تم نسخ الرابط