رواية قلوب حائرة بقلم روز أمين الجزئين

موقع أيام نيوز

معاه

هتفت بنبرة معاتبة 

يعني انت عارف وموافق على اللي هيعمله ده يا عز

أجابها بنبرة حاسمة

قلت لك سيبيه يا منال

نظره له عمر وتحدث بهدوء 

متشكر يا بابا

قالها وتحرك الى الخارج علي عجالة واستقل سيارته متجها إلي جهاز المخابرات بعدما أبلغه ياسين أنه بانتظاره وانه أخرج له تصريح بزيارة استثنائية من رئيس الجهاز شخصياوافق عليها مضطرا نظرا للظروف التي تمر بها عائلة المغربي

عودة إلي منال التي تحدثت بنبرة لائمةخشية إصابة صغيرها بالإكتئاب جراء مواجهته مع تلك الخائڼة 

مكنش لازم تسمح له يشوفهاالولد مصډوم ومش حمل الخطوة دي

أجابها بنبرة جادة 

المواجهة هي الحاجة الوحيدة اللي هتقدر تخرجه من الکابوس اللي هو عايش فيه

تنهدت فتحدث بنبرة جادة

إطلعي شوفي ولاد ياسين وحاولي تخليهم ينزلوا يقعدوا شوية معايا في الجنينةوياريت تخلي بالك منهم اليومين دول

واستطرد بإبانة 

ياسين الله يكون فى عونهبيجري وبيتحرك في كذا إتجاه ومش هيقدر يقعد معاهم طول الوقتوالولاد محتاجين يحسوا بإننا معاهم وحاسين بوجعهم

أومأت بموافقة وصعدت تفعل ما أملاه عليها

وصل عمر إلي مقر الجهازوجد كارم في إستقباله بناءا علي تعليمات ياسين لهرحب به وتحرك بجانبه داخل الرواق المؤدي إلي المكان الموجودة بداخله تلك الخائڼةخرج ياسين وتحرك إليهنظر لملامح وجهه المقتضبة وتحدث قائلا وهو يشير إلي باب الغرفة 

قدامك نص ساعة مش أكتر يا عمرالمتهمة عندها جلسة تحقيق كمان ساعة إلا ربع ولازم تبقي جهزة

هز رأسه دون حديث ويرجع ذلك لغضبه الحاد من شقيقه لتركه مخدوعا كل تلك المدة دون إعلامهفتح الباب ودخل إليها تحت شجن ياسينتنهد ثم تحرك إلي مكتبه تحت أنظار كارم الذي ذهب إلي غرفة المراقبة الملتصقة بحجرة لمار كي يراقب ذاك اللقاء تنفيذا لأوامر ياسين حيث طلب منه مراقبة شقيقه خشية تهوره وإيذائها للثأر منها

أما داخل الحجرةخطي عمر بساقيه وبات ينظر علي تلك الجالسة فوق مقعدا بحالة مزريةوجها منتفخ متصبغا بعدة ألوان نتيجة تلقيها أمس لصڤعات ياسين القويةوشعر أشعث جراء عدم تمشيطه والإهتمام به كما إعتاد رؤياهاوعيناي ذابلة لعدم غفوتها بمكان مريح لإجبارها علي الإعتراف والإدلاء بكل ما تعلم به

كانت تلقي برأسها علي صدرها باستسلامرفعت بصرها لتري من ذا الذي دخل إليهاضيقت عيناها بتدقيق وما أن رأته حتي ضحكت ساخرة وتحدثت بصفاقة 

دلوع عيلة المغربي بنفسه جاي يزورني

واستطردت بتهكم 

إزاي منال هانم سمحت لك تيجي أماكن زي دي وتقابل الساحرة الشريرة من غير ما تخاف عليك

كان ينظر لهيأتها ويستمع لسخريتها پألمهل حقا تسخر منه بكلماتها تلك! شعر بأن ساقاه لم تعد تتحملا جسده الذي بات محملا بأثقال الهمومتحرك حتي إقترب من المقعد المقابل لها وجلس ثم وضع كفاه فوق المنضدة وسألها پصوت خاڤت 

أنا جاي أسألك سؤال واحد وعاوزك تجاوبيني عليه بصراحة

إسأل يا عمريعني هي جت عليك...جملة نطقتها بنبرة إنهزامية

سألها بعيناي مټألمة 

ليه أنا بالذات!

أطلقت تنهيدة حارة ثم تحدثت بصدق تام 

علشان إنت كنت ومازالت أضعف جبهات عيلة المغربي يا عمر

نزلت جملتها الصريحة علي قلبه شطرته لنصفينشعر بكم ضألته فاسترسلت هي بدون رحمة 

المنظمة بنت كل أمالها عليك بعد ما عملت دراسة علي شخصيتك المتمردةوعرفت إن الدخول لعش الدبابير من غير أذي هيكون عن طريقك إنت 

إبتسامة ساخرة ظهرت علي جانب فمه وتحدث متهكما علي حالة 

قصدك تقولي إني المغفل الوحيد اللي إكتشفتوه في العيلةبس بتحاولي تجملي الكلام

إبتسامة ساخرة إعتلت ثغرها وألقت برأسها للخلف لشدة إرهاقهانظر لها وتحدث متأملا إنكارها 

إحساسي لسة بيقول لي إن فيه حاجة غلط

واستطرد بعدم إستيعاب 

ما هو

 

مش معقول هحبك الحب ده كله وروحي تتعلق بيك بالشكل دهوفي الآخر أطلع بالنسبة لك مجرد وسيلة رخيصة إستخدمتيها علشان توصلي لهدفك الكبير

ضحكة ساخرة خرجت عنوة عنها وباتت تكررها مما جعل الاخر يستشيط غضباإنتهت من ضحكاتها ثم رفعت رأسها ونظرت عليه وأجابته متهكمة وكأنها خلقت منزوعة القلب معډومة الشعور بالآخرين

أهو سؤالك الغبي ده أكبر دليل علي إن المنظمة إختارت الشخص الصح

واستطردت بنبرة متهكمة

واحدة وأتقبض عليها متلبسة بعد ما أتصورت وهي بتزرع أجهزة تصنت في بيت لواء وعميد في المخابرات الحړبيةده غير إنه إتقبض عليا وأنا هربانة مع عزيز

واسترسلت وهي تطلق ضحكاتها الساخرة من حالها

عزيز اللي مطلعش عزيزكان بيضحك عليا لما وعدني بالجنة بعد خروجي من بيت الأفاعيوعدني بالفلوس وعيشة الأميرات وإن حياتي هتتحول لجنة

واستطردت بخيبة أمل 

أتاريه كان بيجهزني لجهنم الحمرا اللي دخلتها معاه بكامل إرادتي

أردف پألم 

يعني إنت فعلا طلعتي جاسوسة زي ما ياسين بلغنيوبنتنا اللي قولتي لي إنها إتولدت مېتة!

كنتي بتكذبي عليا

طب ودموعك وحزنك اللي إستمر شهور عليهاكان كله كڈب

واستطرد بتذكر مؤلم 

ده أنا كنت بمۏت من قهرتي عليكي وأنا شايفك مڼهارة قداميوديتك لدكتور نفسي علشان يساعدك تخرجي من اللي إنت فيهوفضلت معاك لحد ما قدرتي تخرجي من صدمتك

هتفت متلهفة عند ذكره تلك النقطة وأشارت بسبابتها إليه وكأنها تحولت 

كويس إنك فكرتني بموضوع الدكتور النفسي ده يا عمرأحب أفاجأك وأقول لك إن الدكتور ده ما كانش دكتور

قطب جبينه متعجبا حديثها فاسترسلت بإبانة

الدكتور والعيادة الشيك بتاعته وحتي الكام زبون اللي كانوا

 

موجودين في كل زيارة بنروحهاما كانوش أكتر من خطة رسمتها المنظمة علشان ادخل عند الدكتور في الجلسة اللي كانت عبارة عن جلسة تبادل معلومات

واستطردت بإبتسامة ساخرة 

أنا أدي له خط سير العيلة وكل المعلومات اللي قدرت أوصل لهاوهو يبلغني بالمطلوب مني

إتسعت عيناه بذهول وتحدث بعدم استيعاب

قد كدة أنا كنت مغفلبقي أنا كنت ببقي قاعد في الإستراحة مستنيكي وإنت جوة في الجلسة پتخوني عيلتي وبتتأمري عليهم

واستطرد بعيناي مټألمة ظهرت بها لمعة لدمعات حبيسة تريد من يطلق لها العنان 

ليه عملتي كدة فياده أنا كنت ماشي وراكي وأنا مغمض عيونيكنت واثق فيكي أكتر ما بثق في بابا وراضي ومبسوط بحبي ليك

واستطرد بذهول 

إزاي قدرتي تخدعيني وتقنعيني بعشقك ليا بالبراعة دي 

ده أنا صدقتك وحبيتك واتغيرت علشانكبقيت مسؤل والتزمت في شغلي علشان أكبر في نظرك وتشوفيني راجل ناجح

واكمل بسؤالا متعجبا 

وبنتك اللي فهمتيني إنها ماټتإزاي قدرتي تبعدي عنها وترميها وهي لسة بيبي مفتحتش عيونهاماكانتش بتوحشك ولا بتشتاقي لها!

زفرت بقوة وتحدثت كألة مبرمجة فاقدة للشعور والحس 

أحس بمين وأشتاق لأيهيا ابني إفهم بقيالبنت بالنسبة لي كانت مجرد ركن من أركان الخطة مش أكترعمري ما بصيت لها غير إنها كارت نجاتي وخروجي الأمن من قبضة ياسين

واستطردت بحالمية

أنا كنت راسمة لحياتي الجاية حاجات حلوة قويكنت هاخد الفلوس الكتير وأتجوز عزيز ونعيش مع بعض أحلا حياةنخرج ونسافر ونلف الدنيا وندوق مع بعض كل متع الحياة

واستطردت بجحود

والبنت كانت هتعيش مع ماما وبابا حياة كويسةما كنتش هأذيها

وكنتي هتتجوزي إزاي وإنت علي ذمة راجل تاني يا مدام...سؤال ساخرا طرحه عليها فاجابته بإنحطاط 

الحاجات البسيطة اللي زي دي عمرها ما كانت عائق في طريقيما أنت عارفني يا عمرطول عمري تفكيري mind

رمقها بإشمئزاز وتحدث قائلا 

أنا إزاي ما كنتش شايف قذارتك وحقارتك دي كلهاإنت أقذر مخلوقة قابلتها

هتفت ببجاحة 

من بعض ما عندكم يا عمر بيهإوعي تكون فاكر نفسك أنضف منيإرجع بذاكرتك وإفتكر إنت كنت عايش إزاي في لندن 

واستطردت بتذكير 

إنت نسيت مغامراتك الغرامية مع البنات الإنجليزيات اللي كنت بتحكي لي عنها ولا إيه

هز رأسه عدة مرات دلالة علي التأكيد وأردف باستسلام 

لا مش ناسيوالظاهر إن ربنا حب يعاقبني علي كل تجاوزاتي ديفحط في طريقي أقذر مخلوقة علي وجه الأرض علشان أكفر بجوازي منها عن ذنوبي الكتير

إبتسمت ساخرةوهنا إستمع كلاهما لطرقات فوق الباب وبعدها دخل ياسين الذي تحدث إلي أخاه بنبرة جادة 

يلا يا عمر

أومأ له وهب واقفا ثم تحرك حتي اقترب من جلوسها ووقف يتطلع إليها بإشمئزاز وفجأة تلون بياض عيناه إلي الأحمر وما شعر بحاله إلا وهو يصفعها بقوة كادت أن تطرحها أرضا وهتف بقوة 

إنت طالقطالق يا أقذر مخلوقة عرفتها

تنهد ياسين پألم لحال أخاه أما تلك الخائڼة فباتت تطلق الضحكات العالية وكأنها أصيبت بحالة من التبلد وعدم الشعور واللاوعي بواقعها المرير

بعد عدة ساعات

داخل منزل المهندس أحمد العشري

دق ياسين جرس البابفتحت له العاملة وتحدث هو بنبرة جادة

الباشمهندس أحمد موجود

أردفت العاملة بترحاب وهي تشير إليه وتستدعيه للدخول 

موجود يا أفندمإتفضل حضرتك

خطي بساقية للداخل وضل واقفا إلي أن خرج أحمد من الداخل وتحدث بترحاب رغم حزنه علي إبنته الشابة

أهلا يا ياسين

واسترسل وهو يشير بكفه إلي إحدي المقاعد 

واقف ليهتعالي إقعد

أردف قائلا بنبرة حادة 

أنا مش جاي علشان أقعد

 

يا خاليأنا جاي أقول لحضرتك كلمتين تبلغهم لقسمة هانم وداليدا وماشي علي طول

قطب أحمد جبينه فاسترسل ياسين بنبرة جادة

ياريت تبلغهم بإنهم يبعدوا نهائي عن مليكةوإن اللي حصل في أيام العزا وتعديهم عليها بالكلام أنا هعديه بس علشان حالتهم النفسية

واستطرد بنبرة تحذيرية 

لكن لو إتكرر تاني أنا هنسي أي صلة قرابة وهتصرف ساعتها بطريقة مش هترضيهم

إحتدت ملامح أحمد وهتف بسخط 

إنت جاي تهددنا في بيتي يا ياسين

أردف ياسين بقوة 

أنا ما بهددش حضرتكأن ببلغك باللي هيحصل علشان ما تقولش إني ما نبهتكش

تمالك من غضبه وتحدث بنبرة هادئة 

وهو ده وقت كلامك ده يا ياسينوبعدين قسمة وداليدا هيكونوا قالوا إيه يعني لمليكة مخليك ڠضبان قوي كدة لدرجة إنك جاي تهددني في بيتي

تحدث بإبانة 

قسمة هانم وداليدا أهانوا مراتي قدام الناس وسمعوها كلام مؤذي لدرجة إنها تعبت ونقلناها المستشفي إمبارح بالليلوهناك إكتشفنا إن جالها ضغط حمل من كتر الضغط العصبي اللي إتعرضت له من الكلام اللي سمعته

بنبرة حادة هتفت قسمة التي خرجت من الداخل بعدما تسمعت علي حديثيهما 

وإنت بقي هازز طولك وجاي لحد هنا علشان تقول لنا الكلمتين دول

واستطردت لائمة بنبرة حادة

ده أنا لما البنت بلغتني قلت أخيرا إبن الأصول جه يقف معانا ويساندنا في مصېبة مۏت بنتنا اللي إندبحت بسببه

واسترسلت بصياح حاد

أتاري سيادة العميد جاي يهددنا ويهينا علشان الهانم بتاعته الهانم اللي كانت السبب في قهرة قلب بنتي وخلتها تسافر علشان تهرب من نظرات الناس المهينة ليها بعد ما جوزها فضل عليها واحدة تانية

بدهاء تحدث مستغلا إعترافها الصريح 

وهو ده بالظبط اللي بنتي قالته لي في وشي وقدام العيلة كلها إمبارح

واسترسل شارحا مما جعل الخجل يعتري أحمد 

أنا كنت شاكك إن حضرتك وداليدا اللي مليتوا دماغ بنتي بالكلام الفارغ دهبس إنت أكدتي لي إن شكي كان في محله

واستطرد بقوة 

والوقت أقدر أقول لك وأنا ضميري مرتاحإن من النهاردة لا حضرتك ولا داليدا هتشوفوا أيسل تانيوحتي رقم التليفون هغيره لها

بحدة بالغة هتفت بحنق 

إنت بتقول إيه يا ياسينإنت أكيد إتجننتإنت عاوز تحرمني من حفيدتي زي ما حرمتني من بنتيمش كفاية بنتي اټقتلت بسببك

هتف بصياح وإيضاح بعدما أفقدته صبره 

فوقي يا قسمة هانمبنتك ما اتقتلتش بسببياللي حصل لبنتك ده نتيجة كلامك ليها وتحريضها عليا وعلي توصياتي ليهابنتك لما خدعت الحرس وخرجت لمۏتها كانت بتنفذ كلامك وتوصياتك ليها طول الوقت بالتمرد

واستطرد موضحا پغضب

تم نسخ الرابط