رواية قلوب حائرة بقلم روز أمين الجزئين

موقع أيام نيوز

حاجة نشربها مع بعض

هتف رافضا بنبرة جادة أحزنت تلك التارا وأشعرتها بالحرج 

شكرا يا باشمهندسة

أردفت الصغيرة بترجي 

أنا عاوزة أروح مع طنط يا بابي

مش هينفع يا ليزا...هكذا نطقها بحزم استغربته تارا فهتفت الصغيرة بضجر وتذمر 

أنا عاوزة أروح معاهاعلشان خاطري توافق يا بابي

رق قلبه لصغيرته وبالاخير ضعف أمام عيناها المترجية وتحدث بإبانة إلي تارا كي يشرح لها سبب رفضه علها تعذر ذعره علي صغيرته 

خديها بس ياريت تخلي بالك منها لأن رجلها كانت مکسورة ولسة الدكتور شايل لها الجبيرة إمبارحونبه عليا ما تتحركش كتير عليها

الأن تفهمت سبب رفضه القاطع وبررت له حدته في التعامل معهابسطت ذراعيها والتقطت الصغيرة وطمأنته بتفهم 

ما تقلقش حضرتك

تحركت بالصغيرة واختارت لها بعضا من المقرمشات والمشروبات المفضلة لدي الصغار وجلست بداخل الكافيتريا ليتناولاها معاثم سألتها بفضول الأنثي 

هو أنت عندك إخوات يا ليزا

بعفوية أردفت الصغيرة معقبة 

لا مش عنديعندي مامي مليكة مرات أنكل ياسينوبابي عمر مش كان يعرف إنه بابي أصلامارو هو اللي قال له وقال لي أنا كمان يا ليزا عمر يبقي بابي

واسترسلت بحديث طفولي شتت تلك التي فتحت فاهها بعدم فهم لثرثرة الصغيرة 

بس أنس قال لي إن مليكة مش ماميوقال لي كمان إن مامي طلعت عند ربنا زي بابا أنس ومارو

كانت تستمع إليها بعقلا مشتت وتحدثت بلوم لحالها 

يا ريتني ما سألتكهو أنا ناقصة توهان يا ربيده أنا دماغي في البلالة لوحدها

إبتسمت للصغيرة وناولتها إحدي العلب الكرتونية قائلة بإبتسامة حنون 

خدي يا حبيبتي إشربي العصير بتاعك

تناولته منها الصغيرة فمسحت علي رأسها بحنان وباتت تداعبها بملاطفة

عصرا

داخل حديقة منزل عبدالرحمنكان يجلس بمقعده المفضل يتأمل من حوله إبداع الخالق فيما خلقهب واقفا وتحرك إليها إحتراما بعدما وجدها تدخل من البوابة الرئيسية للمنزلتحدث بنبرة عالية الترحاب لخطوتها العزيزة

يا أهلا يا أهلا يا ثريانورتي بيتك يا بنت عمي

بابتسامة هادئة ردت علي ترحاب ذاك الخلوق 

البيت والدنيا

 

كلها منورين بوجودك يا عبدالرحمن 

في إشارة منه علي المقعد تحدث قائلا

تعالي إقعدي يا أم رائف

تحركت بجانبه بخطوات هادئة حتي إقتربت من المقاعد التي تلتف حول تلك المنضدة البلاستيكية الصغيرة وقامت بسحب أحدهم وجلست فوقه فتحدث إليها عبدالرحمن

تحبي تشربي إيه يا ثريا

عقبت بهدوء 

ولا أي حاجةما تتعبش نفسك 

واستطردت وهي تحثه علي الجلوس

إقعد علشان عاوزة اتكلم معاك شوية قبل ما راقية تحس بوجودي وتخرج

جلس مقابلا لها وسألها مستفسرا بتوجس

خير يا ثرياقلقتيني

بنبرة هادئة عقبت مطمأنة إياه 

ما فيش حاجة تقلق يا عبدالرحمنإطمنكل الحكاية إني حابة أتكلم معاك شوية بخصوص عز

وانا سامعك...كان هذا تعقيبه فاردفت بنبرة حكيمة

أنا ملاحظة في الفترة الأخيرة إن عز بقي عنده وقت فراغ كبير ومحتاج لحد جنبه ويكون عنده نفس إهتماماته

نظر لها وعلم مغزي حديثها وما تريد تلك الراقيه إيصاله له دون المساس بكرامة شقيقه الذي تكن له الكثير والكثير من الإحترام والمودةلكونه إبن عمها الغالي أولا وما له من الكثير من الجمائل التي طوق بها ذاك الفارس عنقها والتي زادت من غلاوته وعلو شأنه بقلبها

تنهد بأسي لأجل شقيقته التي لم تلدها أمه وسألها مستفسرا عما تريد 

قولي لي إيه المطلوب واللي يريحك يا ثريا وأنا أنفذه لك

بنبرة حرجة أردفت مضطرة 

عوزاك تهتم بيه وتحاول تخرجه من العزلة اللي حابس نفسه فيها من ساعة مۏت ليالي وموضوع لمارخليه يقابل أصحابه ويخرج معاهميخلق حياة جديدة لنفسه يخرج فيها طاقته 

واسترسلت بنبرة حماسية 

إشترك في چيم إنت وهو ومارسوا رياضة تكونوا بتحبوها

واستطردت بإبانة 

عز

 

كان بيحب ركوب الخيل قويشجعه يرجع تانيأكيد ممارسته للرياضة هتخلق منه عز جديد وترجع له روحه ويلاقي فيها نفسه اللي ضايعة منه

سألها مستفسرا 

إنت مش حابة دخول عز بيتك تاني يا ثرياصح 

بعجالة عقبت لتنفي عنها تهمته

أبقي قليلة أصل وناكرة للجميل لو ده الغرض من ورا كلامي يا عبدالرحمنعز يدخل بيت أخوه الليل قبل النهاربس في وجودكم

واستطردت بايضاح 

أنا مش هكذب عليكأنا مش عاوزة حد يجيب سيرتي بسبب دخول عز عندي من غير منال أو ياسينبس مش ده السبب الوحيد ولا الأساسي اللي خلاني لجأت لك

واسترسلت بصدق ظهر بين بعيناها 

أنا فعلا قلقانة علي عز وعوزاك تقرب منه أكتر من كدة

واستطردت متأثرة 

أنا بعتبرك إنت وعز زي علي وفريد وأمركم يهمني زيهم بالظبطوده بحكم إننا إتربينا في بيت واحد وأكلنا علي نفس الطبلية وإحنا صغيرين

واسترسلت باستفسار 

يا تري فهمت قصدي يا عبدالرحمن

أجابها بهدوء 

طبعا فاهمك يا ثريا ومقدر موقفك كويسوإن شاء الله هنفذ اللي إتفقنا عليه من بكرة

بعيناي مترجية أردفت مطالبة إياه برأفة 

بس ليا عندك طلب

نظر لها ينتظر طلبها بتمعن فاستطردت برجاء 

ياريت ماتجيبش سيرة اللي حصل بينا ده لأي حد وخصوصا عزمش عاوزة الكلام يجرحه أو يأثر في نفسه

رد بسكون تعقيبا علي حديثها 

إطمني يا ثرياأمر عز يهمني زي ما يهمك ويمكن أكترعلشان كدة عمري ما هخليه عرضة لأي شعور ممكن يأثر عليه بالسلب

متشكرة يا عبدالرحمن...نطقتها قبل أن تستمع لتلك التي خرجت عليهم من الداخل وتحدث متعجبة 

ثريا! 

إنت هنا من أمتي! 

ونظرت علي زوجها استطردت متسائلة باستغراب

وإنت ليه ما ندهتش عليا يا عبدالرحمن علشان أجي أقعد معاكم

واستطردت وهي تلوي ثغرها بتهكم كعادتها 

ولا زي عوايدكم كنتوا بتقولوا كلام ومش حابيني أسمعه

طول عمركم معتبريني غريبة عنكم يا ولاد المغربي

تنفس عبدالرحمن بضيق وهزت ثريا رأسها بيأس وتحدثت

كلام إيه بس اللي هنقوله من وراكوحدي الله يا راقية

واستطردت بنبرة زائفة كي تتقي شړ تلك الثرثارة

أنا لقيت نفسي زهقانة من قعدة البيتقولت أجي أقعد معاك إنت وعبدالرحمن شوية وأشرب معاكم فنجان قهوةولسة داخلة حالا ما لحقتش حتي أخد نفسي

إقتربت من مجلسيهما وسحبت مقعدا وجلست ثم تحدثت بارتياح لعلمها لشخص ثريا التي لا تنطق إلا بالصدق 

نورتي وشرفتي البيت يا أم رائف

ثم استرسلت بصوتها المرتفع وهي تنادي علي زوجة نجلها

يا هالةإنت يا هالة

أتت تلك المسكينة وما أن رأت ثريا أمامها حتي انفرجت أساريرها وتحدثت باحتفاء شديد 

وانا أقول البيت منور ليه كدةأتاري عمتي ثريا مشرفانا

إبتسمت ثريا وردت بحبور 

ربنا يكرمك يا هالة يا بنتيإزيك وإزي الولاد

عقبت بنبرة سعيدة 

في نعمة الحمدلله يا عمتي

بحنق هتفت تلك الراقية ذات الطباع السيئة موجهة حديثها إلي هالة بنبرة حادة 

هو أنت ما صدقتي وفتحتي في الرغي

واسترسلت أمرة 

ادخلي يلا إعملي قهوة لعمتك وليا أنا وعمك

تنهدت ثريا بأسي لأجل تلك التي لا تراعي حدود الله في تعاملها مع زوجة ولدها الهادئةفي حين أردف عبدالرحمن متهكما بلهجة حادة 

تصدقي بالله يا راقيةإنت ما كان ليك واحدة أميرة وطيبة ومطيعة زي هالة

واستطرد بابانة 

إنت كنتي تستاهلي واحدة تطلع القديم والجديد علي جتتك

خرجت إبتسامة من ثغري ثريا وهالة رغما عنهماوانسحبت هالة إلي الداخل لصنع القهوة بعدما شكرت والد زوجها الخلوق علي مدحه لها

أما راقية التي احتدت ملامحها وهي ترمق عبدالرحمن بنظرات غاضبة ثم تحدثت إلي ثريا تشتكي لها 

شوفتي إبن عمك وعمايله يا ثرياعلي طول كاسر كلمتي قدام مرات إبنه لما قواها عليا

أجابتها بنبرة هادئة نالت بها استحسانها 

عبدالرحمن خاېف عليكي يا راقيةهالة طيبة وبنت حلال وحمالة أسيةوإنت طول عمرك بنت أصول ومايصحش تعامليها بالشكل ده

عقب علي صياحها موضحا حديثه 

هو أنا علشان بقول لك إتقي الله في البنت أبقي بكسر كلمتك 

واسترسل بتوجس لإخافتها علها تتراجع عن أفعالها تلك 

أنا خاېف للي بتعمليه يترد في بنتي وحماتها تعاملها بنفس معاملتك ل هالة

رسمت علي ملامحها البرائة وأردفت بادعاء مبررة أفعالها 

هو أنا كنت عملت إيه بس يا جماعة لكلامكم ده كلهأنا بعاملها كويس والله وعمري ما أذيتهاأنا بس بشد عليها شوية لمصلحتها

نظر عبدالرحمن إلي ثريا وتنهد بأسي جراء يأسه وتأكده من عدم تغير تلك المستبدة

بعد أن إطمأن علي حمزة وأيسل وتأكد من دخولهما في النوم صعد إلي خاطفة أنفاسه حيث أصبح لم يعد يطيق الإبتعاد عنها ولو مجرد سويعاتفقد سويعات ويعود إليها مهرولا كي يرتمي داخل أحضانها لينعم بدفأها وحنانها الذي عاش عمرا كاملا في البحث عنه وبالأخير عثر عليه بعد عناء

دخل من باب الحجرة دون إحداث ضجيجا كي لا يزعج عزيزتاهنظر علي مهد صغيرته وجدها غافية داخله بسلامإقترب عليها وبات يدقق النظر لها ويراقب حركاتها التي تؤسر بها قلبه

تهلل وجهه ودون إدراك منه إرتسمت إبتسامة واسعة حين رأها تضع إبهامها داخل فمها وتمتصه وكأنها تتخيله صدر أمها

شعر بإنتعاشة وانتشاء بروحه

 

ككل مرة يري فيها تلك الساحرة الصغيرة خاطفة قلبه تماما مثلما فعلت والدتها بقلبه المغرم بعيناهابحذر شديد مال بطوله الفارع مقتربا من وجنتها الوردية وقام بوضع قبلة متلهفة مع اتخاذه الحذر والحيطة كي لا يزعجها وتستيقظ من غفوتها

حبيب جوزه اللي مدلع نفسه

رفعت بصرها لتنظر داخل مقلتيه بسحر أسر قلبه

 

وتحدثت بنبرة أنثوية أشعلت صدره

وحشتني

وإنت كمان وحشتيني يا عمري...نطقها بعيناي مشتاقةتحرك حتي وقف أمامها ثم أمسك كف يدها وحثها علي الوقوف وعلي الفور استجابتجلس هو فوق المقعد وجذبها برقة لتجلس بمكانها المفضل فوق ساقيه وقام باحتضانها وډفن رأسه داخل صدرها مما أسعد تلك العاشقة التي لفت ذراعيها حول عنقه بعناية وهمست

بحبك يا مالك قلبي

بعيناي مغمضتان إبتسم باسترخاء ثم تنفس بانتشاء وراحة أظهرت كم السکينة التي توغلت بروحه من مجرد الإرتماء داخل أحضانها الدافئة والتي لم يشعر بها إلا من خلال ضمتها وفقط

أجابها وهو يشدد من ضمته لها 

حبيبي إنت

سألته بنبرة هادئة 

أنا كنت فاكرة إنك هتبات في ڤيلا الباشا النهاردة

واسترسلت بايضاح 

أقصد يعني علشان أيسل ماتضايقش

رد عليها بارتياح ظهر بصوته 

أيسل الحمد لله أحسن كتير الفترة ديمن وقت ما بدأت تنتظم في جلساتها مع الدكتور وأنا حاسس بتغيير كبير في شخصيتها

إبتسمت لتيقنها من السبب الخفي وراء تحسن الحالة المزاجية لتلك المتمردة لكنها احتفظت به لنفسهاواسترسل هو من جديد

إنت مش متخيلة أنا قد إيه ارتحت بسبب الموضوع ده يا مليكة

أجابته بابتسامة 

ربنا يهديها وترجع زي الأول وأحسن ويريح قلبك يا ياسين

يارب يا حبيبي...نطقها وشدد من احتضانها ثم استمع كلاهما لصوت ذاك المشاكس الذي تحدث تحت انتفاض جسد مليكة وفزعها أثر المفاجأة

بابي

رفع ياسين وجهه لينظر علي ذاك الواقف بجوارهما بهيأة مبعثرةعيناي ناعسة وشعر رأس مشعثا حيث فاق من غفوته مشتاقا إلي أبيه وبدون تفكير تحرك من غرفته المشتركة مع أنس وجاء إلي غاليه كي يغفو بأحضانههبت مليكة واقفة وتحدثت وهي تنحني من صغيرها كي تصبح في مستواه 

مالك يا قلبي إيه اللي صحاك

رد الصغير وهو ينظر إلي أبيه 

عاوز أنام في حضڼ بابي

إنتفض قلبه وهتف سريعا وهو يحمله ويضمه ويثبته داخل أحضانه 

تعالي يا حبيبي

لف الصبي ساعديه الصغيران حول عنق أبيه وډفن وجهه داخل ثنايا عنقه وبنبرة طفولية تحدث بصوت ناعس 

أنا بحبك قوي يا بابي

ضمھ ياسين إلي صدره واسترخي فوق مقعده إلي الخلف وتحدث بنبرة تقطر حنانا وهو يقبله من وجنته 

وبابي بيحب عزو قوي

جلبت مليكة من الداخل غطاءا وغمرت

تم نسخ الرابط