رواية قلوب حائرة بقلم روز أمين الجزئين

موقع أيام نيوز

اردفت 

علشان يبقي يتجنن عليا تاني ويقول لي خدي لك ساترأهو الساتر ده هو اللي هياخده ويستخبي وراه من اللي هيعمله فيه عز باشا

ضحكت كلتاهما ثم نظرتا امامهما وباتتا تتنفسا هواء البحر باستمتاع مع استكمال حديثيهما

عاد من عمله بعد الثانية صباحا حيث استمر التحقيق لعدة ساعاتصعد الدرج بقلب مهموم لما اقترفه من ذنب عظيم بحق تلك البريئة التي أفرغ بوجهها غضبه العظيم الذي أصابه جراء ما حدث

دخل إلي جناحه وجده مظلما إلا من إضائه خاڤتة لأجل الصغيرة الغافية داخل مهدهانظر علي حبيبته وجدها تتوسط فراشها وتغفو بسبات عميقتحرك علي أطراف أصابعه كي لا يزعج غاليتاه ودخل الحمام خلع عنه ثيابه وارتدي أخري للنوم بعدما اغتسل وتحرك عائدا إلي الغرفة من جديد

وكاد أن ينزل من فوق الفراش فهتفت بشراسة وملامح وجه حادة وهي تشير إليه بسبابتها مھددة إياه 

لو إتحركت خطوة واحدة من مكانك هروح أنام مع أنس وعز في أوضتهم

ده إنت إتجننتي رسمي...نطقها بعيناي متسعة واسترسل مهددا كعادته كي يحثها علي التراجع عن عنادها الشرس 

إغزي الشيطان وخدي لك ساتر وتعالي نامي علشان تتقي ڠضبي اللي إنت مش قده يا مليكة

بشراسة تحدثت بندية علي غير عادتها

الساتر ده إنت اللي هتاخده لو ما نمتش وسبتني في حالي يا سيادة العميد

جحظت عيناه وهو يتطلع عليها بعدم تصديق لما تراه عيناه من شكاسة جديدة عليهالاول مرة يشعر بالعجز أمام إصرارها وعنادها الحادغرس أسنانه بشفته من شدة غيظه وتحدث متوعدا لها

ماشي يا مليكةأنا هعدي الليلة بس علشان خاطر البنت اللي نايمةبس وحياة أمي لأحاسبك علي كل كلمة قولتيها

إبتسامة ساخرة خرجت من جانب فمها أحرقت روحه ثم تمددت فوق أريكتها تحت إستشاطة ذاك الحانق الذي ألقي بجسده فوق الفراش بإهمال وهو يضغط علي شفته السفلي حتي كادت تدمي من شدة غيظه

قضي ليلته متسطحا علي ظهره ناظرا في السقف يفكر بشرودتارة في تلك العنيدة التي اوصلته لإشتعال روحه بقرار ابتعادها عن أحضانه وهذا الأمر بالأخص لم يقوي قلبه العاشق علي إحتمالهويفكر ايضا بوضع إبنته الذي أرق روحه وشتت كيانه

إنقضت الليلة وانتهت وشق الظلام نور الصباح دون أن يغمض له جفنقام بجسد مرهق بسبب عدم نومه ونظر علي تلك المستلقية فوق الأريكة وهي غافية باستسلامتنهد وتحرك إلي الحمام اغتسل وتوضأ وصلي صلاة الضحي وقام بارتداء ملابس العمل وتوجه إلي الخارج بقلب حزين بائس

فور ذهابه إلي العملتحركت مليكة إلي منزل والد زوجها كي تشتكيه وتضع لجنونه الذي أصابه حداطلبت الجلوس معه هو ومنال علي إنفراد بغرفة المكتبجلست وقصت لهما كل ما حدث

فتحدثت منال بنبرة جادة مساندة قرار نجلها الأكبر 

بس أنا شايفة إن ياسين معاه حق في اللي عمله

واستطردت باستعراض لوجة نظرها 

أول حاجة البنت لسة صغيرةودراستها صعبة ومحتاجة تفرغ كامل علشان تقدر تحقق حلمها وتبقي جراحة ممتازة ومميزة

ثم رفعت قامتها بكبرياء واسترسلت بتعالي كعادتها التي لم تتغير لتأصلها داخل كيانها 

وبعدين هو مين الولد ده

 

أصلا علشان يتجرأ وييجي يطلب إيد أيسل المغربيده مجرد ضابط صغير من عيلة لا تذكر قدام إسم ياسين عز المغربي

واسترسلت بسخط 

هي الناس إتجننت ولا إيه

إتسعت عيناي مليكة بذهولوإستشاط داخل عز من تغطرس تلك المتكبرة وهتف بنبرة حادة 

ولد! الولد اللي بتتكلمي عنه بالدونية دي يبقي رائد متميز في جهاز المخابرات الحړبيةوليه مكانته اللي الكل بيقدرها من أصغر عامل لحد رئيس الجهاز بذات نفسه

إبتلعت لعابها واستطرد هو بإبانة 

وعيلة إيه اللي بتتكلمي عنها!

أفتكر يا مدام اللي يربوا راجل يضحي بروحه في سبيل شغله وبلده يبقوا ناس محترمة ويستحقوا كل التقدير وإننا نتكلم عنهم بإسلوب أرقي من كدة

بنبرة واثقة تحدثت

انا ما قصدتش أهينه يا عزكل الحكاية إني إستغربت من

 

جراته

جرأته!نطقها باشمئزاز ثم استرسل بنبرة غاضبة 

سيبك من جرأته ومن كلامك المتدني عن الطبقية والكلام اللي عفي عنه الزمن وخليكي في البيه اللي إنت مخلفاه

واسترسل بوجه ساخط 

إبنك يا هانم فاكر نفسه كبر عليا وبيتصرف في البيت ولا كأن ليه أب يرجع له ويستشيره

بدفاع عن حبيبها نطقت بطلقائية ودون إدراك منها متغاضية عن إحتدامه عليها وتوبيخها ليلة أمس 

ياسين أكيد ما يقصدش المعني اللي وصل لحضرتك ده يا عموكل الحكاية إن غيرته وخوفه علي أيسل خلوه يتصرف بتشتت وعدم إتزان

ثم استرسلت بتعقل 

المشكلة الوقت في أيسلالبنت متعلقة بيه وشايفة إن ده الراجل المناسب اللي تقدر تكمل معاه حياتها وهي مطمنة علي نفسها

أردفت منال بلامبالاة

أيسل لسة صغيرة ومتعرفش مصلحتهابكرة تنسي

عقبت بإبانة 

مش هتنسي يا طنطأيسل حبت الرائد بجد بدليل التغيير اللي كلنا لمسناه في تصرفاتهاأيسل رجعت لطبيعتها بفضل حبها ليه

واسترسلت بتوجس 

ولو ياسين أصر علي موقفة من السهل جدا تنتكس مرة تانيةوياعالم هتقدر تخرج من الحالة دي تاني ولا حالتها هتسوء أكتر

أردفت منال بنبرة مشتتة 

عندك حق يا مليكةسيلا فعلا رجعت زي زمان واحسن كمان

تنهدت مليكة براحة وحولت بصرها إلي عز الجالس يفكر بشرود ويحك رأسه بأصابع يده بتفكر 

هتعمل إيه مع ياسين يا عمو

وبخجل استرسلت بتردد ظهر علي وجهها 

بصراحة كدة أيسل هي اللي بعتاني علشان أحاول أقنع حضرتك وطنط

إبتسم عز وتحدث بمشاكسة 

سبحان مغير الأحوالبقي أيسل اللي ما كانتش بطيقك أخر فترةتلجأ لك إنت بالذات علشان تساعديها 

واستطرد بفكاهته المعهودة 

بركاتك يا سيادة الرائد

ضحكت مليكة وتحدثت بفكاهة

الحب يصنع المعجزات يا عمو

سألته منال بترقب بعدما أصابها حديث مليكة بالريبة وجعلها تفكر في أمر إرتباط حفيدتها بجدية 

هتعمل إيه يا عز

تنهد بحدة وتحدث متوعدا بنبرة جادة 

هربي لك إبنك من جديد يا منال

بتوجس أردفت مليكة 

عموممكن ما تقولش ل ياسين إن أنا اللي قولت لحضرتك

برغم غضبه الهائل منه إلا أنه قهقه عاليا وتحدث بمفاخرة 

اللي بيعجبني في ياسين إبني إنه فارد عضلاته علي الكل ومسيطرتربية تشرف والله

ثم استطرد مطمأنا إياها 

ما تخافيش يا حبيبتي

ثم حك ذقنه واسترسل متوعدا

بسلامته مش هيبقي عنده وقت يفكر في مين اللي قال لي أو عرفت إزاي

خرج من غرفته مرتديا ثيابا عصرية أنيقة للغاية جعلت منه وسيما حد الجنونوجد والدته تقابله حيث كانت تتجه إليهشملته بنظرات متعجبة وتحدثت مستفسرة 

إنت متشيك كدة ورايح علي فين علي الصبح

أجابها بنبرة هادئة 

رايح مشوار ضروري يا ماما

اردفت بنبرة جادة 

مشوار إيه ده كمانإنت مش لسة في أجازة يا ابني

أردف بتملل 

بلاش شغل رجالة النيابة اللي علي الصبح ده يا ماما الله يبارك لك

هتفت بنبرة حادة 

سيبنا من رايح فين وقول ليصحيح الكلام اللي أبوك قاله لي إمبارح ده

ضيق عيناه مستفهما فاسترسلت هي بايضاح 

إنت طلبت بنت سيادة العميد للجواز

إبتسم وأجابها بمداعبة 

هو الدكتور لحق بلغك بالموضوع

هتفت لائمة إياه 

يعني الكلام طلع بجد يا كارمطب وبنت خالتك اللي متعشمة إنك تخطبها

عقب علي حديثها بنبرة حانقة 

أنا راضي ذمتك يا ماماأنا عمري جيت في يوم وقلت لك إني حابب أخطب بنت خالتي!

طب ما هي كانت قدامي قبل ما اخطب ريهام ولو كنت شايفها مناسبة ليا كنت خطبتها بدالها

حاولت معه قائلة بإقناع 

يا ابني بنت خالتك أولا بكوبعدين مايان بتقولي إن بنت سيادة العميد دي مغرورة وډمها تقيلوأنا عاوزة لك واحدة فرفوشة تدلعك ومفيش غير مايان اللي هتوريك الدلع كلهإسمع من أمك حبيبتك

أردف بوجه سعيد

كدة نبقي متفقين يا حبيبتي

إنفرجت أسارير بثينة وبلهفة تسائلت 

يعني هتخطب بنت خالتك

لا طبعاهخطب أيسل...نطقها بتأكيد أصاب الاخري بإحباط شديدواسترسل وهو يحاوط كتفها بحنان 

هو أنت يا حبيبتي مش كل اللي يهمك إني ألاقي اللي تسعدني وتدلعني

واستتطرد مؤكدا بثقة 

أهي أيسل دي الوحيدة اللي هلاقي علي أديها الدلع كله

بنبرة متهكمة سألته 

وإنت بقي جايب الثقة دي كلها منين إن شاء الله!

بمشاكسة أجابها 

من قلبي يا روح قلبيقلبي هو اللي قال لي إن دلعك كله يا واد يا كرومة هتلاقيه عند أيسل

سألته بإحباط ظهر بعيناها 

يعني مفيش فايدة فيكبردوا منشف دماغك ومش هتخطب مايان

واسترسلت بنبرة حائرة

طب أقول لخالتك إيه المرة دي كمان

بنبرة جادة أجابها

قولي لها إن إبني لقي اللي عاش عمره كله يدور عليها

إبتسمت بحنان وسألته بعدما رأت علامات العشق داخل عيناي صغيرها

بتحبها يا كارم

عقب بعيناي عاشقة 

قوي يا ماما

سألته من جديد باستفسار 

وهي بقي تستاهل حبك ده

أردف بنبرة حنون وصلت إلي والدته وتأثرت بها

واستطرد بعيناي مترجية حيث انه لم يبلغ والده برفض ياسين لعرضهبل أبلغه أنه طلب مهلة للتفكير كتصرف أي أب 

إدعي لي بس ربنا يهدي أبوها ويوافق

هتفت بعين الأم 

وهو هيلاقي فين راجل أحسن منك لبنته

إبتسم لها وتحدث بانسحاب 

أنا ماشي يا حبيبتيمش عاوزة حاجة

عاوزة سلامتك يا حبيبي...نطقتها بإبتسامة حنون فقبل جبهتها وانطلق سريعا إلي الخارج

داخل الحرم

 

الجامعي

كانت تتحرك بطريقها إلي مقر قاعة المحاضرات بوجه عابس تأثرا بتواجدها مع ذاك المتطفل الثرثار نظرت أمامها وبلحظة تبدل حالها وتهلل وجهها بالسعادة وامتزجت حمرة السرور مع الخجل مما أعطي لوجنتيها بريقا حين رأت ذاك الوسيم الواقف بانتظارها بهيأة خطفت أنفاسها وهزت قلبها پعنف شديد

إهتز قلبه طربا واعترته نشوة بالغة والتمعت عيناه إغتباطا حين تعمق بالنظر لزرقاويتاها الساحرةتحدث بنبرة تقطر إشتياقا 

وحشتيني

كاد قلبها أن يقفز من بين أضلعها ويرمي بحاله داخل أحضانه نظرت عليه وهتفت بسعادة بالغة 

يا مچنون

قهقه عاليا وتحدثت وهي تتلفت حولها بترقب 

مش خاېف حد يشوفك ويروح يقول لسيادة العميد

ما بقتش خاېف غير من حاجة واحدة بس...نطقها بإبتسامة ساحرة واسترسل بعيناي تقطر هياما 

بعدك عني يا أيسل

إنتفض قلبها عشقا ثم تمالكت من حالها وسألته بمداعبة

ما كنتش أعرف إنك متهور كدة يا حضرة الرائد

أردف بمداعبة

شوفتي حبك وصلني لأيه يا بنت المغرب يبقيت ماشي بنص عقل من ورا غرامك

إبتسمت خجلا وتحدث هو 

تعالي نقعد في الكافيتريا نشرب حاجة ونتكلم

إتسعت عيناها وكأنها للتو وعت علي حالها 

يا خبرده أنا عندي محاضرة مهمة ولازم اتحرك حالا

فتحدث هو باعلام 

هستناكي في الكافيتريا علي ما تخلصي

أومات ثم سألته باستفسار علي عجالة 

هو أنت دخلت الجامعة إزاي!

رفع أحد حاجبيه وتحدث مستنكرا

إنت بتشككي في قدرات حبيبك ولا إيه يا هانم

إبتسمت له فتحدث بمشاكسة 

إوعي تتأخري علياعلشان ماتزعليش لو جيتي لقتيني قاعد مع إحداهن من الجميلات

بنظرات فتاكة وكأنها تحولت أجابته بشراسة 

طب إتجرأ وأعملها وإنت تشوف اللي هيجرا لك علي إيدي يا إبن المعداوي

أموت أنا في الشراسة...نطقها بغمزة وقحة

 

جعلتها تخجل وتهرول هربا إلي قاعة المحاضرات تحت حبور ذاك الذي يشعر وكأنه ملك

عودة إلي حي المغربي

عاد من عمله مبكرا وتحرك إلي منزل أبيه كي يعطي فرصة لتلك الثائرة أن تهدأدخل من البوابة الداخلية وجد والده يقف أمام مكتبه وكأنه ينتظر حضورهتحدث بوجه عابس ليستدعيه للداخل 

ياسينتعالي عاوزك

تعجب من تجهم وجه أبيه وتحرك خلفه داخل حجرة المكتب ثم تحدث بانصياع بعدما أغلق الباب ونظر لذاك الواقف أمامه 

تحت أمرك يا باشا

بملامح وجه ساخطة هتف بنبرة غاضبة 

تحت أمري إيه بقي يا ياسين باشاده أنا اللي بقيت تحت أمر جنابك بعد ما لغيت وجودي

تم نسخ الرابط