رواية قلوب حائرة بقلم روز أمين الجزئين

موقع أيام نيوز

جيدا ثم ألقت بحقيبة يدها فوق فراشها وباتت تدور حول حالها پجنونعقلها يرفض تصديق ما علمته للتوخطت بساقيها إلي التخت والتقطت من جديد حقيبتها وأخرجت هاتفها الجوال بعد أن إنتوت مهاتفة كارم لتتقصي صحة ذاك الخبر المشؤوم

بسرعة چنونية وجسدا مشتعل كان يقود سيارتهإستمع إلى رنين هاتفه الموضوع أمامهنظر علي شاشته وسرعان ما سرت رعشة في كامل أطرافه وشعر بغصة في حلقه بمجرد رؤيته لنقش إسم مالكة قلبه

ضغط علي سماعة البلوتوث الموضوعة بأذنه وتحدث بنبرة بائسة جراء ما دار بينه وبين ذاك المتعسف 

أيوة يا أيسل

إنتابها شعور بالريبة جراء إستماعها لنبرة صوته البائسة وتحدثت مستفسرة بارتعاب خشية ما هو أت

صوتك ماله يا كارم

تنهيدة حارة خرجت من داخل صدر ذاك العاشق وبات يبحث داخله عن كلمات تعبر عن مدى ألم صدره الموجع فلم يجدزفر بضيق وصل إلي تلك المغرمة مما جعل قلبها ينتفض رعباتحدث بنبرة منهزمة

سيادة العميد أعفاني من مهمة حراستك يا أيسل

شهقة عالية خرجت من فمها وتحدثت باستياء 

يعني الكلام اللي قاله لي الظابط أحمد كمال صح!

زفر بقوة وأردف

 

معلما إياها

مش بس كدةده أنا طلبت إيدك منه للجواز ورفض

إتسعت عيناها بذهولانتابتها مجموعة من المشاعر المختلطة ولم تعد تعلم ما وجب عليها فعلهأتسعد لسماعها بذاك الخبر الهائلأم تحزن لعدم موافقة والدها لهاسترسل كارم بإبانة

أنا مش قادر أفهم سيادة العميد بيعمل معايا كدة ليه!

بنبرة مټألمة وصوت محبط أردفت 

أنا اتفاجأت بكلام الضابط وهو بيبلغني إنه بقي قائد الحراسة رسميمش عارفة إزاي بابي عمل كدة من غير ما يبلغني

كم أنه محبطا ومؤلم الشعور بخيبة الأمل الذي أصاب كليهما لكنه سرعان ما تدارك الأمر وتحدث مطمأنا حبيبته كي لا تحزن

أنا مش عاوزك تقلقي خالص يا حبيبيأنا مش هستسلم وهحاول بكل قوتي لحد ما أقنعه وأخليه يغير رأيه

نزلت دموعها بغزارة وإنهارت أوصالها جراء فكرة إبتعاده وعدم رؤيتها اليومية للساحرة عيناهإنتفض قلبه ألما بعدما إستمع إلي صوت شهقاتهاكم كانت مؤلمة لروحهتحدث بنبرة حنون كي يهدئ من روعها

إهدي يا حبيبي أرجوك

بدموعها سألته متعجبة

هو ليه بابي بيعمل فينا كدة يا كارم!

إنتفض قلبه حزنا عليها وتحدث بنبرة حاسمة 

ممكن تهدي وتبطلي عياط علشان كدة بتوجعي قلبي عليكي

واستطرد بنبرة عاشق إختزل كل كلمات واحاسيس العشق كي يغمر به حبيبته ويسبح معها داخل بحر غرامهما 

علي فكرة لو ما بطلتيش عياط حالا هحول مسار عربيتي واجي لك البيت وأخدك في حضڼي قدام الكل واللي يحصل يحصل

نزلت مغازلته الخلابة بردا وسلاما علي قلبهاوبرغم دموعها المنسابة وإنفطار قلبها إلا أن لكلماته السحر عليهاتهلل وجهها وإتسعت إبتسامتها الصافية وبدون مقدمات إنتفض قلبها من شدة حبورهاتحركت وتمددت فوق فراشها مع إخراجها لتنهيدة حارة

إبتسم بهدوء ثم تحدث بنبرة حنون في محاولة منه لإخراجها من دائرة الحزن تلك 

عارفةأنا لقيت فيك كل المواصفات اللي كنت بتمناها في البنت اللي نفسي اتجوزها

إبتهجت روحها فاسترسل علي عجالة بايضاح 

بس الكلام ده بعيد عن أيسل اللي قابلتها أول يوم دراسة طبعافاكرة

واستطرد بمشاكسة وهو يحاول تقليدها 

كل الهري ده علشان تقول لي إنك ال Body guard اللي هتمشي ورايا

ضحكت عندما تذكرت ذاك اليوم وكم بدت له شخصية متعالية فارغة وسخيفةأردفت بمداعبة

إنت لسة فاكر يا حضرة الرائدده أنت قلبك طلع إسود قوي

تهللت أساريره وضحك من أعماق قلبه ثم أردف بنبرة هائمة وكأنه تحول لشاعر مغروم

أنا قلبي عاشق ولهان وأميرة احلامه سكنته وقعدت جواه وأتربعت علي عرشه

إهتز قلبها طرباواعترته نشوة بالغة وأصبحت الدنيا لا تسعه من فرط السرور عندما إستمعت لطرب كلماته التي وقعت علي مسامعها ك ترنيمة عذبةأردفت بنعومة أسرته 

كل الكلام الحلو ده ليا يا كارم

أجابها بعاطفة جياشة 

الكلام الحلو كله مشتال ومتحوش في قلبي من سنينحافظت عليه وعليا علشانك يا نور عيوني

أغمضت عيناها وتقلبت بحالمية فوق تختها ثم باتت تتنفس براحة ولوعة العشق تعتصر قلبهاأرادت أن تستمع إلي المزيد من ملاطفته وكلماته التي تأسرها فتحدثت بدلال انثوي 

عاوز تفهمني إنك ما قولتش كلامك المعسول ده لحد قبلي

إنت أول حب يسكني وهتكوني الأخيرة يا عمري...نطقها بصدق ظهر بين بصوتهلمست كلماته قلبها البرئ فارتجف ذعرا خشية إبتعادهوما شعرت بحالها إلا وهي تترجاه باستعطاف متجنبة

 

كبريائها الذي طالما كان ملازما لها 

إوعي تستسلم وتسبني يا كارملو سبتني أنا ممكن أموت فيها

نطق بنبرة حنون أروي بها ظمأه قبل ظمأها 

أسيبك إزاي وأنا روحي سكناكيحد بردو يخرج روحه من جواه

إنتابها شعورا هائلا بالراحة فاستطرد كي يطمئن روحها الولهة

ما تخافيش يا أيسلعزيمة حبيبك قوية وما يعرفش الهزيمةأنا هفضل ورا سيادة العميد لحد ما يسلمك ليا بنفسه وإنت بفستان الفرح

تنهدت براحة ثم سألته مستفسرة 

كارمهو أنا ممكن أسألك سؤال وتجاوبني عليه بصراحة

أجابها بترحاب 

أكيد يا حبيبي

سألته بنبرة غيورة ظهرت بصوتها 

هو أنت كنت بتحب خطيبتك 

واسترسلت بقلب مشتعل من مجرد التخيل 

إتعرفت عليها إزايوشكل العلاقة اللي بينكم كانت إيهكنتوا بتخرجوا كتير مع بعض ولا علاقتكم كانت رسمية

كم شعر بالفخر حين لمس غيرتها الشاعلة من نبرات صوتها المولعةإبتسم وسألها وهو يمرر لسانه فوق شفته العلوي بتسلي 

هي برسيس أل المغربي بتغير عليا ولا إيه

وبرغم كبريائها المعروفة به إلا أنها أمام سطوة عشقه تتحول إلي غزالة ناعمة مطيعةأجابته بوضوح دون مراوغة 

أيوة بغير يا كارموأرجوك تجاوبني علشان تريح قلبي

تنهد وتحدث بصدق 

ماكانتش أكتر من خطوبة صالوناتكانت صديقة مرات واحد صاحبي وهو اللي رشحها لي وعرفني عليهابعد الخطوبة ما تمت ماقدرناش نفهم بعض ف سيبتها

واسترسل مطمأنا متيمته 

ريحي بالك يا حبيبي وإنسي أي حاجة ممكن تضايقك

باغتته بسؤالها شديد الغيرة 

طب وبنت خالتكنظامها إيه هي كمان معاك

واسترسلت بابانة 

اصلها شافتني النهاردة في الكلية وبصت لي بصة وحشة قويحسيتها غيرانة عليك مني

أجابها بهدوء 

هو علشان أكون امين معاكيماما عاوزاني أتجوزها بس أنا مش شايفها غير إنها أختي الصغيرة

وبكلمات مطمأنه حدثها بنبرة مغرمة 

أنا عاوزك تنسي كل الناس وخليكي فاكرة حاجة واحدة بسوهي إني حبيتك ودي أول مرة أحب

أطفئ بكلماته

 

بركان الغيرة الشاعلة فتحولت إلي رماد خامدتنهدا بقلوب هائمة رغم ما يمران به من تعثرات ببداية علاقتيهماوأستمرا بحديث عشقهما واعترافاتهما المٹيرة كل للأخر.

بعد إنتهاء دوام عملهإستقل سيارته وقادها پجنون حيث ما زال يشعر بڼارا تسكن داخله جراء شعوره بخېانة كارم له علي حد تفكيره العجيبصف سيارته داخل الجراچ وتوجه مباشرة إلي منزل رائف كي يتحدث مع مليكةوجد ثريا تجلس ببهو المنزل تتناول قهوتها بصحبة مليكة و يسرا ونرمين ومن حولهن يمرح أطفال المنزل بابتهاج

هرول الصغير إلي والده مصيحا باسمه فحمله وثبته بداخل أحضانه مع تقبيله لوجنتيه تحت إنشراح قلب الصغير الذي لف بساعديه حول عنقه وتحدث بنبرة حنون

إنت وحشت عزو قوي يا بابي

نطق بنبرة هادئة نظرا لحالته النفسية 

وإنت كمان وحشتني قوي يا حبيبي

نظرت إليه تتأمل بملامحه بتدقيقفبرغم إجتهاده في حجب ما يكمنه بداخله إلا أنها إطلعت عليه من خلال نظرات عيناه المشتتة وتعابير ملامح وجهه التي باتت تحفظها عن ظهر قلب

تحدث إلي نرمين بعد إلقائه التحية علي الجميع 

إزيك يا نرمين وازي سراج

بابسامة هادئة أجابته 

كلنا بخير الحمدلله يا أبيه

نظرت إليه ثريا وأردفت بهدوء 

تعالي إقعد يا ياسين علي ما أخلي علية تجهز لك الغدا

ارتاب من فكرة جلوسه بينهم ف فضل النأي بحاله خشية من عدم استطاعته علي التحكم بحالهنظر إلي مليكة وتحدث بهدوء بصعوبة إستدعاه

هطلع أخد شاور افوق نفسي بيه علي ما الغدا يجهز يا أمي

أومت بعيناها له فصعد الدرج ولحقت به تلك التي فهمت مغزي نظراتهفتح باب الجناح وخطي مهرولا إلي الداخل تحت استغراب من دخلت وأغلقت خلفها الباب

كان يواليها ظهره ويتنفس بصوت عالي فهمت من خلاله أن هناك أمرا ما يزعجهتحركت حتي وقفت بمقابلهضيقت عيناها بعدما رأت علامات الڠضب قد حفرت فوق ملامحهوضعت كفها فوق ساعده وأردفت مستفسرة 

مالك يا ياسين 

فيه حاجة مضايقاك يا حبيبي

أخذ نفسا عميقا وبهدوء زفره في محاولة منه لتهدأة حاله كي لا ينفجر بها ويصيبها بغضبه العارم قبل التأكد من شكوكه التي راودته تحدث بملامح وجه مبهمة في خطوة خبيثة منه لإكتشافه ما إذا كانت تعلم بأمر قصة عشق ذاك الثنائي أم لا 

كارم المعداوي طلب يتجوز أيسل

بجدألف مبروك يا حبيبي

ضيق عيناه وهو يراقب تعابير وجهها بدقةشعر پألم يغزو قلبه فور تأكيد شكوكه التي راودته منذ أن طلبت منه أن يصطحب أيسل معه لزيارة كارم بالمشفيأردف متسائلا بهدوء ما قبل العاصفة 

غريبةأنا كنت فاكر إنك هتتفاجأي بالخبر زي ما أنا إتفاجأت!

ابتلعت لعابها بارتعاب وشعرت بكم غبائهاثم هربت بمقلتيها بعيدا عن مرمى نظراته التي تنطلق نحوها كسيل طلقات من الړصاصبسط يده باتجاه وجهها وقام بمسك ذقنها ورفع وجهها كي يجبرها علي النظر داخل عيناه ليستكشف ما تخبأه عنه 

ساكته ليه يا مدام

بصعوبة بالغة أخرجت صوتها المهتز ونطقت بتلعثم 

هرد أقول لك إيه بس يا ياسين

إحتدت ملامحه وحدقها بنظرات مشټعلة وهو يهتف قائلا پغضب عارم 

تقولي لي إن إنت كمان كنتي مستغفلاني زيهم يا مراتي يا اللي المفروض إنك مرايتي وعشرة عمري

هزت رأسها بارتعاب فاستطرد هو بنبرة ساخطة 

كنتي عارفة إن بنتي عايشة قصة حب مع قائد الحرس بتاعها اللي رايحة جاية معاه في عربية واحدة ومخبيه عليا!

واستطرد بحدة 

ده مش بس كدةده جنابك كنتي بتساعديهم وتخلقي لهم الفرص علشان تجمعي فيها العشاق وأنا قاعد أتفرج زي الأهبل

فطنت سريعا المغزي من وراء حديثهأردفت بعدم تصديق بعدما هزت رأسها بنفي تام 

إنت بتقول إيه يا ياسين

رمقها بنظرات حادة وأردف متسائلا بنبرة تهكمية 

إيه يا مدامبفتري عليك لا سمح الله! 

ولا فاكراني نايم علي وداني وناسي عزومة كارم باشا اللي إخترعتيها من الهوا ومن غير مناسبة وعزمتي فيها أيسل

أردفت بدفاع عن حالها 

والله العظيم وقتها ما كنت أعرف إنها بتحبهأنا إكتشفت ده بالصدفة يوم العزومة من نظراتها لكارموأساسا ما كنتش أعرف إنه بيبادلها نفس الشعور غير يوم الحاډثة

صاح پغضب عارم أرعبها 

ولما عرفتي ليه ماجتيش بلغتيني بالمصېبة دي

أجابته بايضاح 

أبلغك أقول لك إيه يا ياسينالموضوع ما يخصنيش علشان أتكلم فيه 

واسترسلت بنظرات متعجبة

وبعدين فين المصېبة في إن أيسل تحب!

إبتسم ساخرا وأردف بخيبة أمل وهو يستعرض بكفاه في الهواء 

طبعا الموضوع ما يخصكيشطالما بعيد عنك وعن ولادك يبقي أنت كدة في السليم وامورك كلها تمام

جحظت عيناها وشعرت بغصة اصابت منتصف قلبها جراء إتهامه الباطل لها وتحدثت پانكسار وعيناي لائمة تظهر كم خزلانها منه 

الله يسامحك يا ياسين

لم يهتم بأمر حزنها وتحدث باتهام 

يا خسارةكنت فاكر إن قلبك علي ولادي وإن أمرهم يهمك وإنك بتعتبريهم زي اولادك بالظبط

إبتسامة ساخرة خرجت من جانب فمه واسترسل بما أوجع روحها 

لكن ما طلعتيش أكتر من مرات أبوهم.

نزلت كلماته القاسېة علي قلبها كطعنات جعلته ېنزف من جميع الإتجاهاتإنسابت دمعة شاردة فوق وجنتها وتحدثت بصوت مخټنق بفضل

تم نسخ الرابط