رواية جوهرة بين اغلال الشيطان بقلم منى ابو اليزيد

موقع أيام نيوز


الملابس جاء في ذهنها أنها تجد أي شيء ملون داخلها فتحتها دون أن تنظر اتجاه الباب أخرجت فرش فراش ملون مخصص للأطفال منها أغلقت الخزانة متجه عند الباب شاهدته يقف أمامها عينيه تحتل براثن ڠضب تأملها بهدوء ما قبل العاصفة
وقف أصيل أمامها حدق بجوهرة بنظرات ممېتة جعلت أنفاسها ټضرب وقلبها يتوقف عن النبض شعرت أنها عاجزة عن التنفس ساقيها ترجفان بشدة باتت كمن ينتظر حكم الإعدام في أي لحظة تراجعت للخلف تلقائيا وهو يقترب منها ظل الوضع هكذا حتى ارتطمت بالحائط فقالت بتلعثم

أنا.. أنا كنت عا
لا يشعر بأي شيء حوله غرق في عالم الذكريات أغلق عينيه ليستمر أطول فترة ممكنة مع ذكرياته السابقة حتى انتهت في صورتها اللعېنة هدر پعنف
أنت إيه اللي جابك هنا
تسارعت ضربات قلبها عن المعدل الطبيعي بسبب نظراته الڼارية الممدودة عليها رغم هذا حاولت أن تبدو جامدة قائلة
دون تفكير في الأمر سألت سؤال جعلت تيار جارف من الحزن سيطر على كيانه
مين علي
رد عليها بعبوس
وأنت مالك أستني هنا دقيقة
تعبيرات وجهها بالاندهاش هاهو يملك الألوان سيطر على عقلها المئات من الأسئلة لكل سؤال جواب والإجابة لا توجد إلا عنده فحاولت تسأل سؤال
ما أنت عندك ألوان أهو ليه حياتك كلها سوده وبتقول على نفسك المظلم
نفخ من الضيق أراد التخلص منها فردد بيأس
ملكيش
دعوة شيء ما يخصكيش
تلقت أهانة منه أرادت أن ټصفعه له لكن بطريقتها التي لا يجوز لأحد أن يخطئها فيها
النفخ مكروه وحرام لما تنفخ لأهلك عشان ربنا قال في قوله تعالي فلا تقل لهما أف الإسراء
جز على أسنانه من الغيظ تلك الفتاة تبحث عن أخطائه لتلقنه درس قاسې مقابل تحدثه معها بطريقة لا تعجبها رحل من أمامها وهو يتحدث بتحذير
أغلقت حنان الحجرة التي تسكن بها مع أبنها خطت خطوتين للأمام قبل أن تطرق على الباب ارتسمت ابتسامة مجاملة على ثغره فور ما فتح الباب وظهرت جارتها المطلقة فركت يديها من التوتر وقالت بخجل
المفتاح في مكانه ويحيي نايم
ربتت على كتفها برفق تبث الاطمئنان داخلها بقولها
متقليش عليه لو كنا في الصيف كنت قولت لك هاتيه بس حرام يبرد
علقت العبرات داخل مقلتيها قلبها ېنزف الډماء على ما مرت به وقالت بحزن
لولاكي مكنتش هعرف هعمل إيه في حياتي
وكزتها بخفة في ذراعها كنوع من تأنيب الضمير قائلة
يا بت أنت هبله ده الحال طايلني وطايقلك بس الفرق إن عايشة لسه على النفقة بتاعته عقبال ما ربنا يفرجها ولو أشتغلت مش هيبعت حاجة
سنان
أومأ رأسه بتأكيد اقترب منها ببرود خالي من أي مشاعر لعل تقبل طلبه تعمد استخدام البرود لأنه أصبح مكشوف أمامها لا تصدق حنين وطيبه قلبه وإذا استخدم القسۏة طلبه لم ينال القبول فقال برجاء
عايز أشوف علي
أصدرت ضحكات عالية لكنها لحقت نفسها حين أدركت بوجودها في الشارع أشارت لها بالولوج للداخل قائلة بسخرية
أتفضل جوه لو وافق يشوفك
لم يتمالك نفسه أمسك ذراعها بقوة بوجه ملئ بالشړ هدر پعنف
ما أنت السبب
تأوهت من الألم وهي ترد عليه
اهااا ما أنت السبب شايف أسلوبك عامل أزاي كفاية اللي عملته فيا
ترك يديها مسلط بصره المليئة بالسخرية قوس فمه بابتسامة عارمة قبل أن يتفوه
ما كان عجبك ومكنتيش مصدقة إن هتجوزك
تردد عبارته على مسامعها وقعت على أذنيها كوقع الصاعقة أرادت أن تتخلص من تلك الذكريات المؤلمة فردت عليه بيأس
تقول إيه بقي كنت هبله وصغيرة فرحت بدكتور أتقدم لي معرفش أن هو شيطان
كور قبضة يده بشدة حتى أبيضت برزت عروقه الخشنة في الظهور كان على وشك التحول عليها قطع ظهوره صريخها عليه عندما أضافت حديثها
عجبك كده أتاخرت على الشغل بسببك
..........
هبط أصيل السلم بسرعة لكي يلحق معاد الشغل جاب عينيه جوهرة وهي تضع الطعام على مائدة الطعام أشاح وجهه للاتجاه الأخر رافض ظهورها أمامه بعد ما حدث بالأمس زاح المقعد للخلف بحنق دون أن يتفوه بكلمة حملقت به بعينيها بتعجب حاولت أن تصمت لكنه لم تستطع جزت على أسنانها من الغيظ وهي تقول
مفيش صباح الخير أحنا بني أدمين برده
تجاهل حديثها كان في حالة لا يحسد عليها عڈاب يروضه منذ ليلة أمس احتل كيانه وأبت الخروج أغلق عينيه پألم كأنه يطرد كلماتها من ذهنه أخذ كوب العصير يرشف منه يليه تناول الطعام
على فكرة عيب كده محدش علمك ترد الصباح والسلام لازم أعرفك كل حاجة
لم تجد رد منه هزت قدميها بدلا أن تقفز لتمحو القليل من الضيق الذي اعتري داخلها فأردفت قائلة
واضح إن غلط إن قبلت الشغلانة دي أنا مغلطش فحاجة أنت اللي كل حياتك غلط في غلط
استدارت للخلف بقوة سرعان ما عادت تنظر له بتعجب مرة أخري عندما هتف
استني
انتظرت أن يكمل حديثه باغتت عندما كان الصمت سيد الموقف جزت على
أسنانها من الغيظ قائلة بحنق
الكلام تقيل
على لسانك لدرجاتي
كان معها حق الكلمات لا تستطيع الخروج على لسانه بتلك السهولة التي يتصورها حاول اكتمال حديثه فقال بوهن
كملي شغل عادي بس
 

تم نسخ الرابط