رواية شيخ في محراب قلبي بقلم رحمة نبيل
الوقت اللي كنا فيه سوا
هز رشدي رأسه بيأس يتبعها
كان فرانسو يرفع الكاميرا الخاصة به في حماس شديد ولهفة وهو يصور الجميع ليوثق تلك
اللحظات لتقع عدسة كاميرته على حورية هاربة تتجه صوبه لينفخ انفاس حارة وهو يهمس
يا الله ماذا تفعلين يا امرأة كدت تقتليني للتو
ضحكت بثينة بشدة وهي تتمسك به كطفلة صغيرة تتبعه في كل مكان وهو يتحرك ليصور الازواج وهي رفقته
ايه يا لؤي هتاكل وداد بعينك
ابتسم لؤي وهو يغمز له
بفكر اعمل فرح تاني مع فرج اخر الاسبوع ايه رأيك
ضحك زكريا بشدة وهو ينظر لوالده بيأس
يا راجل مش دي اللي كل خمس ثواني تقل مننا بسبب زعلها وتتمنى يرجع بيك الزمن وتصلح غلطتك
ابتسم له لؤي وهو يتجه صوب وداد غامزا
هز زكريا رأسه وهو يكرر جملته باقتناع ليرفع ساعة يده أمام عينه بتعجب عدم نزول فاطمة حتى الآن فالجميع بالفعل هبط عدا هي كاد يتحرك بقدمه للاعلى لولا أنه تسمر فجأة وهو يراقب ملاك صغير يخرج من البناية لا يظهر منه شيء سوى عيون كحيلة تختبئ خلف نقاب تنفس زكريا پعنف وهو ينظر لعينها بتركيز شديد يكاد يقسم انها هي زوجته ليتأكد من ذلك وهو يسمع صوتها جواره
تنفس زكريا پعنف شديد وهو ينظر لها پصدمة هي ارتدت النقاب كيف وهي حتى لم تخبره يالله كم جعلها جميلة كملاك صغير
فاتنة
ابتسمت فاطمة بخجل وهي تقترب منه أكثر هامسة
عجبتك
ابتسم زكريا لها بسعادة وهو يردد بانبهار ممسكا بيدها
بل فتنتيني
بدأت الاحتفالات ليبدأ الجميع في الرقص والضحك والبهجة تعلو ملامحهم حيث كان جمال يحمل على كتفه رشدي وزكريا بدوره يحمل هادي والأثنان يرقصان فوق الأكتاف بفرحة كبيرة
خف نفسك يا هادي لاحسن شوية وانا وانت هنلزق في الأرض
بينما في الداخل عند النساء كانت كلا من ماسة وبثينة تتنافسان في الرقص وكلا منهما قد ابدعت حقا في الأمر والضحكات تعلو من كل مكان بينما تولت النساء أمر توزيع المشاريب والحلوى على النساء
وبالفعل خرج الجميع ليجدوا أن فرانسو كان يلتقط بعض الصور للاربعة شباب في أوضاع مضحكة ثم بعدها بدأ يلتقط صور لكل زوج وبعدها أعطى الكاميرا لهادي ليلتقط له صورة مع بثينة وهو يضمها بحنان
بحبك
تيبست يد فرانسو فجأة على كتفها وتحولت بسمته پصدمة وهو يستدير له هامسا بتعجب
ايه
وعند هذه اللقطة أخذ هادي الصورة لهما ليصيح هادي بحنق
اتعدل يلا
لكن فرانسو لم يهتم له وهو يلوح بيده وهو يقول لبثينة بتوتر
انا سمعتك صح يعني أنت قولتي اللي أنا سمعته فعلا
ضحكت بثينة بشدة وهي تتجه للفتيات قائلة قبل أن ترحل
ايوة يا فرانسو انت سمعت صح
أنهت حديثها وهي تقف جوار الفتيات يراقبن تراقص الشباب سويا ومعهم فرج الذي كان يرقص بسعادة كبيرة وكأنه زفاف ابنه هو وللحق كانت سعادته صادقة من قلبه فهؤلاء الشباب كانوا ومازالوا اولاد له منذ طفولتهم فهم روح تلك الحارة حقا
انقضت السهرة ما بين ضحكات ورقصات وصيحات سعادة و هرج الشباب وهم يقذفون الاصدقاء للاعلى بسعادة كبيرة ليقترح فرانسو على الجميع أخذ صورة جماعية لذا سريعا اجتمع الجميع في الصورة بلا استثناء ليأخذ أحد شباب الحارة الكاميرا من فرانسو وينضم هو جوار زوجته ومعه جميع الأزواج وفرح وام اشرف التي عقد قرانه عليها من ايام وأشرف ابنها وايضا عائلة فرانسو كلها و عائلة جميع الشباب ليبتسم الجميع بسمة صادقة سعيدة ويتم التقاط الصورة لهم في مظهر مؤثر
بعد التقاط الصورة بدأ الجميع يستعد لرحيل الأزواج صوب المطار لتقضية شهر العسل
كان فرانسو لا ينزع عينه من على بثينة وهو يغمز لها كل ثانية ليجد فجأة أحدهم يمسكه من الخلف وكأنه امسك بلص ما ليرفع يده بسرعة وهو ېصرخ
والله العظيم مراتي
نظر له جمال بعدم فهم وهو يردد
مراتك مراتك مين
استدار فرانسو بغيظ لجمال وهو يبعد يده مرددا بحنق
فكرتك الزفت هادي يا عم فيه ايه ايه المسکة دي
ابتسم جمال وهو يفرك شعره بحرج مرددا
معلش متعود المهم كنت عايز أسألك عن حاجة كده
حاجة حاجة ايه
ابتسم جمال بخجل شديد وهو يحاول ايجاد نقطة ليفتتح بها ذاك الأمر
هو الآنسة اللي كانت واقفة معاك و لابسة فستان اخضر فاتح دي تقربلك
نظر له فرانسو بعدم فهم
آنسة مين مش فاهم وضح
اغتاظ جمال بشدة من غباء فرانسو وهو يهتف بغيظ
الأستاذة صابرين المحامية يا زفت تعرفها
صمت فرانسو قليلا يفكر
قصدك صابرين بنت خالي
هي بنت خالك
كان جمال يتحدث ببسمة واسعة يتذكر تلك السيدة العنيدة والجادة التي كانت تزور المركز الذي يخدم به في الآونة الأخيرة بسبب قضية كانت تدافع عنها وقد أعجب وقتها بجرئتها وقوتها في الدفاع و عنادها
طب وهي مرتبطة
ابتسم فرانسو بخبث وهو يلمح ابنة خاله تقف في الخلف مع احمد تعنفه على شيء ما
لا مش مرتبطة بس بتسأل ليه
لا ولا حاجة هطلع ليها بطاقة تموين
أنهى جمال حديثه وهو يترك فرانسو ويرحل وهناك بسمة واسعة مرتسمة على وجهه تاركا فرانسو خلفه يطالعه ببسمة واسعة لا يصدق أنه واخيرا قرر أحدهم اقټحام قلعة صابرين وللحق لن يكون هناك أحد مناسب لها بقدر جمال
دخل لمنزله بعدما اوصل الشباب بنفسه للمطار فقد قرر كلا من رشدي وهادي أن يقضوا شهر العسل سويا بعدما رفض زكريا مرافقتهم مقترحا أن يظل هو هنا يهتم بالجميع في غيابهم
دخل للمنزل ليقابله صمت انبأه بنوم فاطمة ليزفر بتعب شديد وهو يتجه صوب غرفته ينير الاضواء ليتفاجأ بالغرفة مزينة بشكل بديع وكأن اليوم زفافه هو ليتذكر كلمات فاطمة وهي تخبره أنها ستجعل من اليوم زفاف له أيضا ابتسم بحب وهو يمرر نظره في أرجاء الغرفة يبحث عنها
ليجدها فجأة تخرج من المرحاض وهي ترتدي الاسدال تبتسم له بسمة سلبت لبه ثم اتجهت صوبه سريعا تتعلق برقبته وبعدهاقبلته قبلة صغيرة تهمس له بحب
انا اتوضيت ومستنياك عشان تصلي بيا القيام
ابتسم زكريا لها بحنان وهو يربت على رأسها بحنان يتذكر حبها دايما لأن يأم هو بها الصلاة تحب دائما أن تستمع لصوته في تلاوته القرآن
هز رأسه وهو يتجه صوب المرحاض ثم غاب
به لدقائق قبل أن يخرج وقد بدل ثيابه ثم اتجه صوبها ببطء يبتسم لها بسمته المعتادة بسمته التي تخرج منه خصيصا لها هي
نصلي يا اميرتي
ابتسمت له فاطمة وهي تقف خلفه ونفس الراحة التي سبق وشعرت بها يوم زواجها تغشاها الآن هل يعقل أن يكون الامان متعلق بشخص إن وجد وجد الامان وإن غاب ضاع معه الامان
كانت فاطمة تصلي خلف زكريا وهي تستمع لتلاوته ليهتز قلبه من خشوعه في الصلاة وقراءة القرآن
أنهى الاثنان الصلاة ليستدير زكريا ويجد أنها بعدما انتهت من الصلاة سجدت مجددا تدعو ربها لتطيل في سجودها ابتسم في حنان وهو يجدها ترفع رأسها ووجهها ممتلئ دموع لذا دون قول كلمة واحدة فتح ذراعيه يدعوها للاقتراب منه عله يمدها ببعض دفء قلبه
ومن دون أي تردد كانت فاطمة تلقي نفسها في أحضان زكريا وهي تتنهد براحة كبيرة تهمس له
زكريا
قلبه
ابتسمت فاطمة وهي تتحدث بخفوت
بعد شهور بس هيكون
فيه معانا شخص كمان في الصلاة
انكمشت ملامح زكريا بتعجب ليتحدث وهو يبعد الحجاب عن رأسها يفرك شعرها بحنان كما اعتاد بعدما أدرك أن تلك الحركة تريحها وبالفعل أغمضت فاطمة عينها براحة كبيرة تنعم بتلك اللحظات الجميلة رفقته
شخص كمان مين
شخص صغير شبهك
تعجب دام ثوان قبل أن يفتح زكريا عينه پصدمة وهو يبعد فاطمة بسرعة يهمس لها مبتلعا ريقه
طفل
هزت فاطمة رأسها بنعم وهي تراقب تعابير وجهه التي تتابعت من الصدمة لعدم التصديق للسعادة وهو ينهض فجأة كالملسوع
طفل طفل صغير يعني انا هيكون عندي طفل مين قالك
نظرت له فاطمة پصدمة ثم اڼفجرت ضاحكة على سؤاله وهي تشير لبطنها
مين اللي هيقولي يعني يا زكريا هو في بطني يعني هحس بيه بعدين انا من كام يوم عملت تحاليل لاني شكيت والتحاليل أكدت ليا الموضوع
بكى زكريا من السعادة وهو يجذب فاطمة لاحضانه يدور بها في سعادة كبيرة ېصرخ بها أنه سيصبح أب لا يصدق الأمر حقا وهي كانت تتعلق في رقبته تضحك بصخب كبير على حديثه وسعادته تلك تشكر ربها على تلك الشعلة التي انارت ظلمتها في وقت قد بدأت تعتاد فيه الظلام فبعد كل تلك السنوات في حزن جاء هو حبيبها وسندها وكل ما لها في هذا العالم جاء بعدما أغلقت محراب قلبها وقد أصبح مهجورا جاء هو ليتربع على عرشه دون حتى أن تسمح له بل اقتحمه اقټحاما ليصبح شيخ في محراب قلبها
واتضح في النهاية أن الطريق الصعب المخيف لا يحتاج سوى رفيق صحبة عائلةبسمة من القلبحب صادق عناق دافئ بهذا وهذا فقط يمكنك عبور حتى أكثر الطرق ظلمة